«متنزه رأس الخيمة».. بيئة مثالية للحيوانات النادرة

رأس الخيمة: حصة سيف
على شارع المطار في رأس الخيمة، وتحديداً في منطقة الدقداقة التي تكثر فيها المزارع، تقع أول حديقة حيوان في الإمارة يطلق عليها متنزه رأس الخيمة للحياة البرية، تُصنف ضمن أفضل الوجهات والأماكن المحببة للأطفال والكبار على حد سواء.

من الحيوانات التي تجذب انتباه وشغف زوار الحديقة، أنواع النمور والأسود والضباع النادرة، منها الذهبية والإفريقية والمرقطة والجوارح وأنواع الزواحف، والقردة حليمة من أبرز الحيوانات المعروفة في المتنزه، وتستقبل زوار الحديقة منذ أن كان عمرها عاماً واحداً، وحالياً أمضت سبع سنوات في عملها وخصص لها عامل يُطعمها ويهتم بها، وأصبحت واحدة من مشاهير الحديقة.

يستهدف زوار المتنزه ومرتادوه مشاهدة صاحب الحديقة جاسم علي، حين يلاعب الأسود والنمور مباشرة ويلاطفها بدون استخدام وسائل حماية، وسر تواصله معرفته بلغة الجسد للحيوانات، والثقة العمياء بينه وبين الحيوانات المفترسة بأنواعها.

ملاطفة الأشبال

كما يتيح المتنزه لزوار الحديقة التصوير واللعب مع صغار النمور والأسود رفقة مختصين وخبراء في التعامل مع تلك الحيوانات من أجل تأمين سلامة الزوار، وخاصة الأطفال، وهي خدمة تتاح في وجهات عالمية محدودة، يقصدها المسافرون خصيصاً، كما يتيح المتنزه رؤية الحيوانات عن قرب، ويشرح المرشدون لزوار الحديقة كيفية التواصل وفهم لغة الحيوانات، وأهمية حصولها على بيئة تلبّي كافة احتياجاتها من الغذاء والماء والهواء الطلق.

بيئة نموذجية

ويضم المتنزه أكثر من 250 حيواناً من مختلف الدول والبيئات، أغلبها حيوانات تبنّاها المتنزه بعد أن تخلى عنها أصحابها وصعب عليهم الاهتمام بها.

بحيرة صناعية

واستُحدثت بحيرة اصطناعية من عوادم محطات مياه التحلية، استقطبت الطيور المهاجرة، كما أضفت على الحديقة أجواء طبيعية في ظل وجود الأشجار والنباتات المتحملة لدرجات الحرارة وملوحة المياه. ووُفرت لأغلب الحيوانات غرف مكيفة وغرف مخصصة للأكل، وتوجد أماكن مخصصة ليشاهد منها الزائر الحيوانات عن قرب.

جوارح ومُفترِسات

ويستقطب المتنزه محبي الحيوانات المفترسة، مثل النمر الذهبي، ويعتبر من أندر الحيوانات على مستوى العالم، والأبيض والبنغالي والسيبيري، والأسد الأبيض والإفريقي والأسد الجبلي الأمريكي والنمور المرقطة، والوشق المحلي والإفريقي، والذئاب بأنواعها والطيور الجارحة مثل النسور والصقور والبوم.

بيت الغوريلا

وتعمل إدارة الحديقة حالياً على تحديث بيت الغوريلات، بطريقة معينة بحيث يقابل الزائر الغوريلا بدون حواجز مع الحفاظ على معايير السلامة. كما تعمل على تجديد الأقفاص، بحيث تتكون فقط من زجاج مقوّى عازل بدون سياج، ليتمكن الزوار من رؤية الحيوانات دون حواجز، وتعمل على إنشاء أكبر بيت للزواحف في الخليج يتضمن أكثر من 100 نوع من الزواحف.

نقلة نوعية

وأكد جاسم علي، صاحب متنزة رأس الخيمة للحياة البرية، أن بداية المتنزه كانت عام 2009 وكان حديقة مصغرة ضمن مهرجان عوافي، فيها حيوانات مفترسة، يراوح عددها بين 40 و45 حيواناً، أغلبها من الأسود والنمور والضباع، وكان الإقبال عليها كبيراً، مما شجعنا على العمل على تطوير المتنزه عام 2014 إلى أن تم الانتهاء منه وافتتاحه عام 2016، ويحتوي حالياً على أكثر من 250 حيواناً.

لغة التواصل

وأوضح جاسم الذي يشرف بشكل يومي على المتنزه ويُطعم ويلاعب الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور والضباع، ويتعامل معها بشكل مباشر، أن فهم لغة الجسد والثقة التي كوّنها بينه وبين تلك الحيوانات، هي سر تواصله مع الحيوانات المفترسة.

خدمة نادرة

وأضاف جاسم أن بداية تعامله مع الحيوانات المفترسة كان قبل 17 عاماً، حين حاول عمل تزاوج بين ضبع وكلب، إلا أن الضبع أكل الكلب في النهاية، وبعدها تعامل مع الأسود والنمور الصغيرة التي يراوح عمرها بين سنتين و3 سنوات، إلى أن افتتح حديقة الحيوان التي مازالت الأولى والوحيدة في رأس الخيمة، بعد أن توسعت وتحولت إلى متنزه مساحته كيلومتر واحد،.

وأشار إلى أن معظم الحيوانات تعيش في المتنزه في أماكن مكيّفة، وتتطلب ميزانية تقارب 200 ألف درهم شهرياً لتوفير كافة احتياجاتها.

بيت الزواحف

أكثر ما يجذب زوار المتنزه هو تعامل صاحبه جاسم علي، مع الأسود والنمور والضباع وكافة الحيوانات المفترسة التي يلعب معها بشكل دوري، دون استخدام أي وسائل للحماية أو الضرب، مما شجع مرتادي المتنزّه على زيارته خصيصاً لمشاهدته أثناء التعامل المباشر مع الأسود والنمور والضباع واللعب معها. وكذلك يتابع رواد المتنزه النمور الذهبية وأسود الجبال الكندية والأمريكية، وسيشكل بيت الزواحف في المتنزه قريباً، أكبر بيت زواحف في دول الخليج العربي، حيث يحتوي على أكثر من مئة نوع.