عادي
خبراء: التطور والتكيف ضروريان لمؤسسات التعليم العالي

الذكاء الاصطناعي يهيمن على عمل جامعات الدولة في 2022-2023

00:58 صباحا
قراءة 4 دقائق
سماء عبد الغني - عمار كاكا

دبي: محمد إبراهيم:
أكد خبراء وأكاديميون أن التعليم العالي، بحاجة إلى التطور والتكيف، لاسيما بعد مخرجات فيروس كورونا «كوفيد- 19»، التي أدت إلى تسريع العديد من التغييرات منها التعلم عن بعد، وزيادة التركيز على الصحة النفسية والرفاهية، والمرونة في الدورات والبرامج، وإعادة التفكير في التقييم والتعليم مدى الحياة. وأهمية البحث والتطوير، موضحين أن الذكاء الاصطناعي يهيمن على عمل الجامعات العام الأكاديمي الجديد 2022-2023.

وفي حديثة ل«الخليج»، أفاد البروفيسور عمار كاكا عميد ورئيس جامعة هيريوت وات دبي، أن معظم المؤسسات التعليمية «الجامعي والمدرسي» تدرك اليوم المتطلبات المتغيرة، في مكان العمل وتقوم بتصميم مناهجها الدراسية لتلبية تلك المتطلبات؛ إذ تركز على مواءمة البرامج والاعتراف بها من قبل المؤسسات المهنية، ذات الصلة، ولدى الجامعة روابط واسعة وقوية مع قطاع الأعمال والصناعة، لتزويد الطلاب بالمهارات الأكاديمية ومهارات الحياة العملية.

أشار البروفيسور عمار كاكا إلى أن الشراكات الحكومية والصناعية والأكاديمية، تتمتع بالعديد من الفوائد؛ إذ تمنح الطلاب وأعضاء هيئة التدريس تمويلًا إضافياً وموارد لإجراء الأبحاث، فضلاً عن تنويع مجالات أبحاثهم، وتمنح رواد الصناعات المختلفة الفرصة للوصول إلى المواهب والكوادر المناسبة، لرفد المجتمع بالقوى العاملة الماهرة التي تؤثر بشكل إيجابي في الاقتصاد.

وسائل التكيف

وفيما يخص سبل ووسائل المؤسسات للتكيف مع احتياجات الشباب المتزايدة التي تهددها الأتمتة وبيئات العمل سريعة التطور بشكل مستدام، قال البروفسور عمار كاكا، إن الثورة الرقمية تدخلت في جميع المناحي الحياتية، وأصبحت العديد من الوظائف مهددة بسبب الأتمتة، فهناك الآن روبوتات صناعية تحكمها الحواسيب لتجميع السيارات وغيرها من المنتجات، بدلاً من البشر، فضلاً عن أن تقرير مستقبل الوظائف 2020 الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي أظهر أنه بحلول عام 2025، ستؤدي الأتمتة والتقسيم الجديد للعمل بين البشر والآلات إلى تعطيل 85 مليون وظيفة على مستوى العالم.

لاعب أساسي

وأضاف أن المؤسسات التعليمية تعد لاعباً أساسياً في تلك المتغيرات، ويركز دورها على صقل مهارات القوى العاملة أو مساعدتها على تعلم مهارات وكفاءات جديدة، من خلال عدة طرق تساعد الطلبة على البقاء على دراية كاملة بالمتغيرات وتحسين فرص توظيفهم، فضلاً عن اكتشاف اهتمامات وميول جديدة يمكن أن تؤدي إلى فرص وظيفية جديدة، مع أهمية تمكين الطلبة من توسيع نطاق علاقاتهم المهنية، لتحسين وتسريع الوصول إلى صقل المهارات، لاسيما أن المؤسسات التعليمية تدرك الآن أهمية التعلم مدى الحياة وتجعل برامجها أكثر مرونة بشكل متزايد وتخدم مجموعة متنوعة من التركيبة السكانية مثل المهنيين العاملين بدوام كامل والآباء وكبار السن الذين يتطلعون إلى تغيير المهن.

وقفه مع التحديات

وفي وقفته مع تحديات الوقت الراهن، وسبل التغلب عليها، أكد أنها تتضمن تعليم المهارات الناعمة الضرورية التي يُمكن الطلبة من وظائف المستقبل، وهناك تحديات يفرضها العمل عن بعد والحاجة إلى قيادة قوية، لاسيما أن المهارات الشخصية أصبحت لا غنى عنها لأصحاب العمل؛ إذ تشمل حل المشكلات والقيادة والابتكار والمرونة وخفة الحركة والقدرة على التكيف والذكاء العاطفي؛ حيث إنه تشكل أهمية للطلاب للحصول على وظيفة، وتساعدهم على النجاح في مكان العمل فيما بعد والتغلب على التحديات.

وأكد أن الجامعات في حاجة إلى تشجيع وتسهيل التعلم من خلال تجارب الحياة الواقعية خارج الفصل الدراسي، وهذا يشمل التدريب والتطوع والعمل الخيري والأنشطة اللامنهجية الأخرى مثل الرياضة والهوايات، على أن تتحمل المؤسسات التعليمية مسؤولية ضمان إتاحة وتوفير سُبل التعليم لجميع الطلاب.

اضطراب غير مسبوق

وأشار إلى أن العام الماضي، شهد تقريراً مشتركاً صادراً عن البنك الدولي واليونيسيف واليونسكو، أفاد بحدوث اضطراب غير مسبوق في التعليم، بسبب جائحة كوفيد - 19، وكان الطلاب المنتمون إلى مجتمعات مهمشة، والذين لديهم موارد مالية محدودة لأسرهم هم الأكثر تضرراً، فمن المهم توسيع دائرة الوصول إليهم من خلال التكنولوجيا لإفادة جميع المتعلمين في مختلف دول العالم خلال الأزمات والطوارئ الطبيعية.

وشدد على أنه لا ينبغي للجامعات إعطاء الأولوية للباحثين عن عمل فحسب؛ بل يجب أيضاً منح رواد الأعمال الأولوية، ومع نمو جيل الشباب وتقلص الإنفاق العام، قد يواجه الطلاب تحدياً في الحصول على فرص عمل في المستقبل، لذا ينبغي التركيز على حاضنات الأعمال على رأس أولويات الجامعات من خلال برامج ريادة الأعمال التي تساعد الطلاب على تطوير أفكارهم التجارية الخاصة، وتقدم الجامعات مساحة لاحتضان ودعم ريادة الأعمال والشركات الجديدة من خلال تقديم مجموعة من التسهيلات.

وشدد على أهمية الاستمرار في تطوير أساليب التعليم والتعلم مع التركيز على التعلم المدمج والتقييمات والمشاريع عبر الإنترنت، موضحاً أن العام الأكاديمي المقبل يشهد الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة مهام معينة، منها تصحيح وتقييم الواجبات المنزلية والاختبارات؛ بحيث يمكن للمعلمين التركيز على مهام أكثر تعقيداً مثل تطور برامج التدريس وتمكين الطلبة من الدراسة الذاتية بشكل أكبر بفضل استخدام تلك التقنيات.

تنافسي للغاية

من جانبها أكدت الخبيرة باحثة الدكتوراه سماء عبد الغني، أن قطاع التعليم في أي دولة يعد أمراً ضرورياً للتنمية الاقتصادية والازدهار، لاسيما أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن تنمية الدولة، تستند بشكل أساسي إلى شعبها ومواردها؛ إذ إن الأشخاص يلعبون الدور الأكثر أهمية في تشكيل مكانة الدولة، والتعليم هو العمود الفقري لعملية نقل الوعي، وتطور المهارات، كما يقضي على الجريمة والفقر، ويسد الفجوة بين الجنسين، ومن المستحيل أن يزدهر بلد بدون التركيز على تطوير التعليم.

وقالت إن سوق العمل بات تنافسياً للغاية، ولينجح طلاب اليوم في سوق العمل المستقبلي، من المهم أن تنتبه الحكومات والمؤسسات التعليمية للمتغيرات المتوالية، لاسيما في الآونة الأخيرة، كما أن المشهد التعليمي في الشرق الأوسط شهد تطورات ومتغيرات مهمة، وإذا كانت الجامعات ترغب اليوم في جذب طلاب استثنائيين، فمن الضروري أن تصمم أساليب التدريس والمناهج الدراسية لضمان أقصى قدر من النجاح والقيمة المضافة، ومع ظهور مفاهيم التعلم مدى الحياة، من المهم أن تنظر الجامعات إلى التعليم على أنه أكثر من مجرد شهادة مدتها ثلاث أو أربع سنوات، وأن تجد طرقاً لجعلها مرنة ومتاحة للجميع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"