المستهلكون وحظــر الأكيــاس

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

قد لا يدرك البعض مدى أهمية قرار حظر الأكياس البلاستيكية الذي أصدرته هيئة البيئة - أبوظبي، ودوره في تعزيز الحياة المستدامة والمحافظة على البيئة، وهو ما يمكن استنتاجه من التعليقات التي يوردها البعض سواء في مواقع  التواصل الاجتماعي أو مواقع البيع والتي جميعها تتمحور حول قيمة الكيس وكيفية اصطحاب حقيبة قماشية قبل التوجه لشراء المستلزمات.
مشاهد تدعو إلى الاستغراب يمكن رصدها عند كاونترات الدفع والتي تعقبها مرحلة وضع المنتجات التي تم شراؤها بالأكياس في منافذ البيع، حيث أن البعض على الرغم من علمه بالقرار الذي تم تداوله في جميع وسائل الإعلام الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي والمعلن عنها في المتاجر الكبرى، إلا أنه جاء ملوحاً بيديه دون حقيبة لوضع المشتريات والتي أحيانا تتجاوز قيمتها 500 درهم، ويتعنت بعد مطالبته بدفع قيمة الأكياس.
جميعنا يتمنى العيش في بيئة صحية مستدامة خالية من مخاطر التلوث، وعلينا أن نكون أكثر وعياً بالمخاطر الناجمة عن الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل وتأثيراتها السلبية في البيئة وجميع الكائنات الحية، وحتى نصل إلى ما نتمنى يجب أن نتجاوز أسلوب التفكير «المحدود» والذي لا يتعدى الفلوس القليلة أو حتى الدراهم المعدودة التي يتم دفعها مقابل حياة صحية وبيئة نظيفة ومستدامة.
المطلوب ليس صعباً أو ضرباً من ضروب المستحيل، كما أنه لا يشكل عبئاً مادياً على الفرد حيث من الممكن شراء حقيبة قماشية متوفرة بالأسواق وبأسعار مختلفة تبدأ من 3 دراهم وهو لا يضاهي ثمن قطعة شوكولاتة ويمكن استخدامها لفترة طويلة خاصة أن القماش لا يتلف بسهولة ويمكن غسله وتنظيفه.
يجب أن يعي أفراد المجتمع أن العيش في بيئة صحية وسليمة خالية من المخاطر أمر لا تقع مسؤوليته على جهة محددة، وإنما على جميع أفراد المجتمع باعتباره واجباً وطنياً واجتماعياً وبيئياً، وهو ما يتطلب تكاتف وتعاون ليس فقط من قبل الأفراد وإنما أيضاً من أصحاب منافذ البيع، وذلك من خلال الالتزام بتطبيق القرار وتوفير البدائل سواء قماشية أو غيرها بأسعار مناسبة.
ما يجب ذكره في هذا الصدد الفئة الواعية في المجتمع والتي أدركت أهمية القرار واستشعرت النتائج والآثار الإيجابية التي ستنعكس على الصحة والبيئة والمجتمع بعد تنفيذه والالتزام بتطبيقه، وسارعت بشراء الأكياس البديلة واصطحبتها معها عند التسوق. 
ومما لا شك فيه أن هذه الفئة والتي تشكل شريحة واسعة في المجتمع ستقوم بسلوكياتها الواعية بنشر ثقافة توسيع نطاق التفكير الإيجابي الواعي والذي تعم نتائجه ليس فقط على الجيل الحالي وإنما أيضاً الأجيال القادمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"