عادي
توقعات باستمراره حتى نهاية العطلة الصيفية

«السفر الانتقامي» يشعل أسعار تذاكر الطيران

22:46 مساء
قراءة 4 دقائق
طلب قوي على السفر في مطار دبي

دبي: حازم حلمي
تسببت جائحة كورونا بحرمان الكثيرين من السفر والسياحة حول العالم، وأدت الإغلاقات التي فرضتها الدول إلى اضطرار العديد من الأفراد إلى تأجيل سفرهم لحين تخفيف القيود المتعلقة بالتنقل حول العالم، التي خُففت تدريجياً نهاية العام الماضي.

وبعد العودة إلى السفر وارتفاع الطلب عليه بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف الحالي، برز مفهوم جديد عند عشاق السفر، سمي «السفر الانتقامي» الذي ظهر عام 2021، بحسب الجمعية الأمريكية لمستشاري السفر (ASTA).

ورغم ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، يفضل محبو السفر تحمل التكاليف المرتفعة من أجل سفرهم وقضاء إجازتهم في جولات سياحية حول العالم، سواء لغرض الترفيه أو الأعمال.

يقول مأمون حميدان، رئيس العمليات التجارية والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والهند في شركة «ويجو»، ل«الخليج»: «إن ارتفاع الطلب في دولة الإمارات على السفر لا يزال في قمته رغم الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر الطيران، ومن المتوقع أن تستمر الزيادة في الأسعار حتى نهاية العطلة الصيفية على الأقل، عندما تزيد شركات الطيران من إمداداتها لمواكبة الطلب».

الصورة

تعويض السفر

وأكد أن البحث على موقع «ويجو» من داخل دولة الإمارات يشهد نمواً لافتاً خلال الفترة الحالية، لاستغلال معظم المسافرين العطلة الصيفية لقضائها في بلدانهم الأم، إضافة إلى ظهور نوع جديد من السفر يطلق عليه «السفر الانتقامي»، لتعويض السفر الذي حرم منه عشاق السياحة والسفر خلال فترة الإغلاق.

وأضاف: «بلغ عدد عمليات البحث عن رحلات الطيران والفنادق من داخل دولة الإمارات خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، حوالي 3 ملايين عملية بحث، بزيادة قدرها 77٪ عن نفس الفترة من العام الماضي».

السفر إلى هيثرو

وقال: «هناك طلب كبير على السفر إلى المملكة المتحدة من الدولة ومن المنطقة بشكل عام، لكنه بنسبة أقل من الأشهر الماضية، نظراً إلى الإجراءات الجديدة التي اتخذها مطار هيثرو، بتقليص عدد الرحلات، ونأمل أن يعود الطلب إلى ما كان عليه».

وحول تفادي المسافرين إلغاء وتأجيل رحلاتهم، نصح باللجوء إلى تأمين السفر، الذي كان يعتبر ضرورياً خلال جائحة كورونا، وعاد ليظهر من جديد مع تغيير الرحلات، والإجراءات التي تقوم بها بعض المطارات، ما يعوض المسافرين مالياً في حال ألغيت رحلاتهم أو تأجلت لأسباب أخرى.

200 % الطلب على بعض الوجهات

من جهته يرى شريف الفرم، المدير التنفيذي لشركة «سيرينتي ترافيل»، أن الحرمان الذي عاناه معظم الناس لمدة عامين وأكثر، بعدم قدرتهم على السفر والترفيه، هي من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار التذاكر بشكل جنوني، وستحافظ الأسعار على مستوياتها المرتفعة لحين العودة من الإجازات، ووصول الأفراد لمرحلة التشبع من السفر الذي يعتبر بعيداً.

وأضاف، هناك وجهات زاد عليها الطلب بشكل كبير من الإمارات، كتايلاند ارتفع الطلب عليها 200% مقارنة بالعام الماضي، والسفر إلى مطار هيثرو بلندن ارتفع الطلب عليه لأكثر من 100% مقارنة بالعام الماضي، حيث بيعت العام الماضي تذكرة على مقاعد الدرجة الأولى بحدود 8 آلاف درهم، واليوم تصل لأكثر من 16 آلاف درهم، ولا توجد مقاعد شاغرة.

تغيير المواعيد

وقال إن ارتفاع الأسعار يعود أيضاً إلى تغيير المواعيد التي تطرأ على سفر بعض المسافرين، ما قد يجعل سعر التذكرة يزيد على سعرها الحالي 50%، أو 100%، لذلك ننصح المسافرين، بعدم تغيير المواعيد بعد إصدار التذاكر، حتى لا يقعوا في صدمة الأسعار الجنونية التي يشهدها سوق السفر.

وأضاف بالرغم من الطلب القوي على السفر في الدولة، وتأخير الرحلات عالمياً، إلا أن مطارات دولة الإمارات لم تشهد أي تأخير أو تغيير في رحلاتها إلا القليل جداً ولأسباب فنية، مقارنة مع الذي يحصل بمطارات عالمية، بإلغاء وتأجيل آلاف الرحلات اليومية لسوء الإدارة والتخطيط.

ووفقت لبيانات «FlightAware» سجلت المطارات حول العالم، مطلع الأسبوع الماضي، أكثر من 25 ألف حالة تأخير في الرحلات، خلال 24 ساعة، في حين ألغيت 3100 رحلة.

السفر الاندفاعي

وقال ياسين دياب، مدير عام وكالة الفيصل للسفر والسياحة: «إن تأخير السفر لمدة عامين ساهم في اندفاع كبير من قبل الأفراد والأسر نحو السفر، ما أدى إلى رفع الأسعار بشكل جنوني بجانب العديد من العوامل الأخرى»، مشيراً، إلى أن الطلب الكبير على بعض الوجهات الأوربية، أسهم في ارتفاع أسعارها لأكثر من 170% مقارنة بالعام 2019.

وأضاف: «ستبقى الأسعار جنونية حتى منتصف سبتمبر/أيلول المقبل، حتى يعود المسافرون للدولة من أجل المدارس، والعمل، وسعي شركات الطيران لتعويض خسائرها السابقة».

وأشار إلى أن العديد من الدول الأوربية ساهمت في استقطاب عدد كبير من السياح من دولة الإمارات خاصة المواطنين، الذين لا يحتاجون «فيزا» لدخول الدول الأوربية، كما نما طلب السفر على تركيا وأذربيجان، وأوزبكستان وجورجيا، مقارنة بالعام الماضي.

ضغط كبير

ووفقاً لتصريحات صحفية لمارك باير، الرئيس التنفيذي لشركة «AviationManuals» التي تقدم خدمات دليل تطوير الطيران وبرامج نظام إدارة السلامة، سيتعين على المسافرين التعود على قدر ما من الإحباطات والتحديات، وارتفاع الأسعار لفترة من الوقت، لوجود ضغط كبير على نظام يحاول العودة سريعاً إلى مستويات السفر قبل الجائحة.

وقُدرت خسائر شركات الطيران عالمياً خلال الثلاث السنوات الماضية وحتى 2022، بأكثر من 200 مليار دولار، وستحاول معظم شركات الطيران من خلال ارتفاع الأسعار تعويض خسائرها، والعودة إلى وضعها المالي المعتاد قبل الجائحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"