الإمارات.. أيقونة السلام والإنسانية

00:37 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

إن الدول لا تقاس فقط بالعمارة والتنمية والاقتصاد، بل تقاس أيضاً بما تفعله للمجتمع الدولي والبشرية حول الأرض. ومنذ نشأة دولة الإمارات حرص القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مد جسور التعاون بين دولة الإمارات ودول العالم، وتحدث، رحمة الله عليه، بلغة السلام والوئام والحب مع الجميع، ولم يفرق بين الدول العظمى أو الدول الفقيرة، ولا بين الأغنياء أو الفقراء، ولا بين الأجناس والألوان والأديان، بل كان يرسل الرسائل الإنسانية حول العالم لكل البشر. فالثقة الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات هي ثمرة من ثمار جهود ومبادرات عظيمة، ومنها المبادرات والأعمال النبيلة التي كان يقدمها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى المجتمع الدولي والبشرية، ومواقفه تشهد على ذلك. ففي كل بقعة من كوكبنا توجد مدينة زايد الخير أو أعماله الخيرية التي نهضت بالمجتمعات وفتحت لها أبواب الأمل، ويسّرت لهم سبل العيش ومكتسبات الحياة.

 واليوم وبعد هذه السنوات الخمسين، تشهد دولة الإمارات تقدماً كبيراً في نشر رسائل السلام والأعمال الإنسانية بقيادة قادة دولة الإمارات، الذين حملوا الشعلة بعد رحيل المؤسس، وحملوا على عاتقهم ضمان سير المبادرات الإنسانية وأعمال السلام في العالم، وقد شهدت المحافل الدولية في السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً في شتى ميادين الأعمال الإنسانية لدولة الإمارات، ونشرها للسلام في المنطقة والعالم.

 للأسف شهدت المنطقة أعمالاً إرهابية وتخريبية وقتل مدنيين من دون ذنب، فالجماعات الإرهابية أفسدت في المنطقة، ولذلك لا بد من استراتيجيات وتدابير لتفكيكها والقضاء عليها لتعيش شعوب المنطقة بسلام ووئام، وخاصة بعد سنوات كثيرة من الحرب والدمار والتشرد والفقر، فالفقر والجوع يحيقان بالكثير من الدول التي تكثر فيها الجماعات الإرهابية، وهذه الشبكات الممولة من قوى الشر العالمية يجب على المجتمع الدولي القضاء عليها بشتى الوسائل. ودولة الإمارات تؤكد في جميع المحافل الدولية أهمية تحرك المجتمع الدولي، والوقوف معاً لمواجهة التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات التي باتت خطراً كبيراً على المنطقة وشعوبها، وتعرقل السلام والتنمية، خاصة وأن العالم اليوم يشهد ركوداً حقيقياً بعد جائحة كورونا، والذي خلف ملايين الضحايا، حيث تشهد بعض الدول المزيد من الفقر والإفلاس والمجاعة. 

 إن الموقف الإماراتي ثابت بشأن نشر السلام في العالم، وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، ذلك، وقال: «إن نهج دولة الإمارات الدائم والثابت هو العمل من أجل السلام والاستقرار، ودعم كل ما يحقق مصالح الشعوب في التنمية والرخاء على المستويين الإقليمي والدولي».

 دولة الإمارات نموذج في العمل الإنساني والوقوف بجانب الإخوة والأصدقاء في محنهم، وقد شهدت أزمة وباء كورونا على التزام دولة الإمارات بتقديم المساعدات إلى دول العالم، فقد قدمت دولة الإمارات مساعدات عاجلة على شكل مستلزمات طبية للمصابين ولفرق طبية إلى أكثر من 117 دولة حول العالم، وكان هدفها هو إنقاذ حياة البشر في كل مكان يحتاج إليه الإنسان، وأيضاً أرسلت الملايين من الجرعات ولقاحات كورونا إلى دول عدة، بينما كانت الدول المانحة للمساعدات تتهرب من مساعدة الدول المجاورة لها، أما دولة الإمارات فلم تتأخر في تلبية الواجب، وقد شهد المجتمع الدولي على دورالإمارات المميز في مواجهة مخاطر انتشار الفيروس، وقد ساهمت هذه المساعدات الإنسانية في نشر السلام والاستقرار في المجتمعات.

 وتؤكد دولة الإمارات أيضاً في المحافل الدولية ضرورة إنهاء الصراعات الإقليمية عن طريق الحوار والحلول السياسية والدبلوماسية، وخصوصاً في ما يتعلق بالحرب المستعرة في أوكرانيا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"