عادي

خطط طموحة لدعم مبادرة أبوظبي مركزاً عالمياً لأشجار القرم

19:39 مساء
قراءة 4 دقائق
من أشجار القرم في أبوظبي
إحدى مناطق أشجار القرم في ضواحي أبوظبي

* الأمم المتحدة حددت 26 يوليو يوماً عالمياً للاحتفال بصون النظم البيئية

أبوظبي: «الخليج»

أوْلت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها اهتمامها لوضع وتطوير مبادرات وخطط استراتيجية لحماية البيئة حتى عام 2050 وما بعده؛ مستلهمة رؤيتها من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان له نظرة ثاقبة في استشراف المستقبل، كما كان أحد أهم رواد حماية البيئة في العالم وعرف باسم «رجل البيئة الأول»، حيث اشتهر بحبه ورعايته للتنوع البيولوجي بكافة صوره، وقد سارت هيئة البيئة– أبوظبي على نهجه، وسعت لإكمال مسيرته في مجال الحفاظ على البيئة في إمارة أبوظبي.
وحددت الأمم المتحدة يوم 26 يوليو من كل عام يوماً للاحتفال باليوم العالمي لصون النظم البيئية لأشجار القرم.
وخلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في غلاسكو (كوب 26)، أعلنت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن خطة وطنية لزراعة 100 مليون من أشجار القرم بحلول عام 2030، إضافة إلى ذلك، في فبراير/ شباط من هذا العام، وضعت أبوظبي خططاً طموحة لترسيخ الإمارة كمركز عالمي للبحث والابتكار في دعم الحفظ من خلال مبادرة أبوظبي لأشجار القرم، وكان قد تم الإعلان عن هذه المبادرة خلال زيارة الأمير وليام، دوق كامبريدج إلى الإمارات العربية المتحدة، كما تعتبر هذه المبادرة امتداداً لمشروع الكربون الأزرق، مع التركيز على أهمية أشجار القرم ودورها في مكافحة التغير المناخي من خلال عزل الكربون، وتم الإعلان عن المشروع الرئيسي عندما التقى الأمير وليام مع سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس المكتب التنفيذي لإمارة أبوظبي، في حديقة القرم في الجبيل.
وتلعب الهيئة أدواراً متعددة في دعم الجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق أهداف دولة الإمارات وطموح إمارة أبوظبي وإبراز دورها الريادي في مواجهة تغير المناخ، كما تهدف إلى تحسين عملية جمع البيانات من خلال استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتقنيات المكانية، وتوفير بيانات عن انبعاثات غازات الدفيئة، وثاني أكسيد الكربون على وجه الخصوص، كما تسعى الهيئة إلى تسليط الضوء على تدابير التخفيف التي من شأنها تقليل التأثير البيئي للقطاعات المختلفة، بما في ذلك الصحة والمياه والبنية التحتية، إضافة إلى تطوير طرق للحد من التأثير في الأنواع والأنظمة البيئية.
إضافة إلى الفوائد المتعلقة بالمناخ، تعتبر النظم البيئية للكربون الأزرق ذات قيمة للمجتمعات الساحلية مثل أبوظبي، فهي تحمي الشواطئ، وتحسن جودة المياه وتوفر مناطق حضانة لمجموعة واسعة من الأنواع البحرية والمائية. كما أنها تدعم السياحة الساحلية المسؤولة، فضلاً عن قيمتها الثقافية والاجتماعية الهامة.
وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي أدركت أهمية الموائل الساحلية، واستعادة غابات أشجار القرم، وقد بذلت جهوداً كبيرة للمحافظة عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، كما تم تنفيذ مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق، بقيادة هيئة البيئة – أبوظبي، وكانت أبوظبي المكان المثالي لمثل هذا المشروع نظراً لمفاهيمها المبتكرة والتزامها بالتنمية المسؤولة بيئياً. 
وخلُص المشروع بشكل عام، إلى أن النظم البيئية للكربون الأزرق في أبوظبي سوف تقوم بتخزين أكثر من 41 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون داخل التربة والكتلة الحيوية، أي أكثر من الانبعاثات السنوية في الإمارة من قطاعي النفط والغاز (26.4 مليون طن) أو من قطاعي المياه والكهرباء (30.9 مليون طن)، في ذلك الوقت أدى نجاح المشروع إلى إطلاق المرحلة الثانية، المعروفة باسم مشروع الكربون الأزرق الوطني في عام 2015، والتي وسّعت من فهم وتقييم جوانب خدمات النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق في مختلف إمارات الدولة. 
تمتلك أبوظبي أقدم المبادرات المعروفة عالمياً لاستعادة وتأهيل أشجار القرم، حيث يبلغ عمر بعض الأشجار الموجودة في الإمارة ما يقرب من 100 عام، في سنة 2015 احتلت أشجار القرم حوالي14117 هكتاراً منتشرةً في مواقع متفرقة بجميع أنحاء الإمارة، وخلال السنوات العشر الماضية، تمت زراعة ما لا يقل عن 15 مليون شجرة من أشجار القرم الصغيرة على طول ساحل أبوظبي.
وخلال شهر فبراير/ شباط من عام 2022، أطلقت شركة الاتحاد للطيران بالتعاون مع هيئة البيئة- أبوظبي برنامج «غابة الاتحاد لأشجار القرم» لتقدم لضيوفها والشركات المتعاملة معها ولشركائها فرصة تبني أشجار القرم بهدف خفض بصمتها الكربونية، وتماشياً مع مبادرة القرم- أبوظبي، جاء برنامج «غابة الاتحاد لأشجار القرم» ثمرة التعاون بين الاتحاد وهيئة البيئة - أبوظبي و«جزيرة الجبيل» ومجموعة «ذا ستوري غروب» وغيرها لدعم مشاريع حماية أشجار القرم في الدولة وتطوير مصارف الكربون والموارد الطبيعية لامتصاص الكربون من الغلاف الجوي بناء على شعار الشركة «من أبوظبي إلى العالم».
وأعلنت هيئة البيئة- أبوظبي وإنجي المتخصصة في توفير خدمات الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية بالشراكة مع شركة دستنز ايمجري المتخصصة في حلول هندسة الطائرات بدون طيار والخبراء في مجال استعادة الكربون الأزرق، عن إنجاز مشروع المسؤولية البيئية والاجتماعية «الكربون الأزرق» بنجاح والذي يهدف إلى الحفاظ على أشجار القرم في الإمارة، وتضمنت هذه نثر أكثر من 35 ألف بذرة من بذور القرم في منطقة المرفأ باستخدام تقنية الطائرات بدون طيار المبتكرة للزراعة، حيث تجاوزت نسبة النجاح أكثر من 35%.
وتستمر هيئة البيئة - أبوظبي في تولي زمام المبادرة في إعادة تأهيل أشجار القرم في إمارة أبوظبي، وتتضمن خطتها المستقبلية تطوير برامج فعالة من حيث التكلفة، واستخدام أحدث التقنيات المبتكرة لإعادة تأهيل غابات أشجار القرم، واستعادة مناطق القرم المفقودة والمتدهورة من خلال اتباع أفضل الممارسات الدولية، وإشراك أصحاب المصلحة والأطراف المعنية، والمؤسسات الحكومية والخاصة في مبادرات الحفاظ على القرم واستعادته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"