بصمة واسم وراية

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين

اتسعت دائرة الحلم منذ أن قررت الدولة تخطي حدود كوكب الأرض ووضع اسم الإمارات بين أسماء الدول المشاركة في الوصول إلى المريخ، واستكمال الأبحاث العلمية واستكشاف كل جديد في الفضاء. والإمارات لم توسّع دائرة حلمها كدولة فقط؛ بل وسّعت الدائرة أمام الشباب الإماراتي والعربي كي يجدوا سبلاً جديدة يفكرون في تحقيق ذواتهم من خلالها، والتحليق عالياً حتى الوصول إلى الفضاء. 
نعم. صار للشباب حلم أكبر من الأرض، صار بإمكانهم التفكير في تخصصات مختلفة والعمل في مجالات أوسع، وصارت للتحدي نكهة أخرى لا تشبه التحديات المعتادة في الحياة، وللسفر تطلعات وأبعاد ومتطلبات يقدر كل شاب على التفكير فيها بشكل جاد، والسعي إلى تحقيقها طالما أن هناك من تجرأ وقرر ووصل إلى الفضاء.
اختيار سلطان النيادي ليكون أول رائد فضاء عربي يقضي مهمة طويلة في محطة الفضاء الدولية، من بين مجموعة من رواد الفضاء الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء. 
مهمة طويلة تستغرق 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية العام المقبل بإذن الله. شبابنا رفعوا رؤوسنا للسماء، حيث مكان ومكانة دولة الإمارات المستحقة. 
النيادي لم يصل فجأة ليتم اختياره ويشارك في أول مهمة طويلة الأمد تستغرق 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، ضمن بعثة وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) و«سبيس إكس» (Crew-6) التي ستنطلق في ربيع عام 2023، أمضى خمس سنوات في التحضير لرحلات الفضاء البشرية طويلة المدى، ولا شك في أنه خاض خلالها تدريبات مكثّفة حتى حصل على شارة «رواد الفضاء» من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، ليسجل اسمه في التاريخ كأول رائد فضاء عربي يشارك في مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية.
يحلّق النيادي عالياً ويرفع معه اسم الإمارات التي تضيف إلى رصيدها الزاهي، رصيداً من النجاح والفخر باعتبارها الدولة ال11 عالمياً التي ترسل روادها في مهمة طويلة للفضاء، والمفروض أن تعود التجربة بالخير على الإمارات وعلى العالم العربي ككل، حيث سينفذ النيادي خلال هذه الرحلة العديد من المهام العلمية المتقدمة، ومجموعة أبحاث حول الفضاء الخارجي، ضمن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» لتدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء لتنفيذ مهام علمية مختلفة. 
بإمكان شبابنا الحلم اليوم بتغيير مسار تخصصاتهم ودراساتهم مثلما فعل سلطان النيادي، وزميله رائد الفضاء هزاع المنصوري؛ رائدا الدفعة الأولى من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وقد أصبحا قدوة نتمنّى أن يحذو حذوهما الشباب الإماراتي والعربي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"