ألا يكبرون؟

23:55 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

إذا وجدت وقتاً وجلداً لتجلس أمام الشاشة بهدف الفرجة على ما تعرضه القنوات، ووقعت عينك على محطات لا تزال تروّج للأغاني المصورة «فيديو كليب»، وتعرضها بشكل متقطع، أو متواصل، تشعر بأن الزمن توقف عند مجموعة من الفنانين، وكأن التطوير والتجديد بالنسبة إليهم تجميل وتغيير في الشكل مع كل إطلالة وأغنية جديدة، وحتى هذه تجدها أحياناً تراوح مكانها، تتغير في الظاهر بينما هي تنتمي إلى نفس مجموعة ما سبق أن قدمه هذا الفنان، (أو الفنانة).

التجدد لدى البعض مخيف، خذ مثلاً مايا دياب، التي يستحيل عليك أن تعرفها من كثرة «التطوير» في شكلها، حتى أصبحت شخصاً آخر تماماً، كأنها معجبة بشكل أنجلينا جولي في فيلم «ماليفيسينت». ولا نستثني باقي الفنانات اللاتي يفاجئن الجمهور مع كل إطلالة بتجميل يشوّه ما سبق تجميله.

كريستينا صوايا، التي اختارت ألا تغيب عنها الأضواء بعد انتخابها قبل سنوات ملكة جمال لبنان، سلكت طريق التمثيل ولم تكمل، واتجهت نحو الغناء، ووجدت في «الفيديو كليب» وسيلة لمواصلة استعراض الجمال، وتكاد لا تعرفها في زي عروس البحر في «فيديو كليب» خال من أي جمال.

كلهن يستخدمن «الفيديو كليب» ليستعرضن المفاتن، لا لتقديم الأغنية في إطار مصور كأنه فيلم قصير، باستثناء قلة قليلة جداً من الفنانات، من بينهن إليسا، التي باتت تحرص على المضمون والقصة والرسالة عند تقديم أغنية مصورة. نوال الزغبي استعراضية، ونجوى كرم تبدل ملابسها بعدد تبدل المقاطع بين كل مشهد وآخر، كأنها منافسة في عرض الأزياء.

لاحظ أنك تنشغل بالشكل لا بالأغنية، لدرجة أنه بإمكانك كتم الصوت والاكتفاء بالصورة. هذا بالنسبة «لهن» أما بالنسبة «لهم»، فأكثر ما يلفتك في الفرق بين «فيديو كليب» المغنية عن «كليب» المغني، أن أغلبيتهن استغنين عن وجود الشاب الوسيم وفارس الأحلام في «الكليب»، واكتفين بأنفسهن.

وكأنهم لا يكبرون، عاصي الحلاني محاط بالجميلات، كما كنا نشاهده وهو في بداية رحلته، وفي عز نجوميته، واللافت أن ابنه يقدم نفس نوعية «الفيديو كليب» والذي تجده أكثر منطقية من هيام الفتيات في العشرينات من العمر، برجل تجاوز الخمسين حتى وإن كان هذا الرجل هو عاصي الحلاني بكامل شهرته، أو راغب علامة بكامل أناقته، وجاذبيته، أو غيرهما من المغنين.

ألا يكبرون، وتكبر وتتطور معهم أفكار أغانيهم، والفيديو كليب؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"