خوارزميات القرن 21

01:09 صباحا
قراءة دقيقتين

في السابق كان التعليم مجرد مناهج دراسية، ومعارف متعددة ومنفصلة، تركز على محتوى تعليمي بعينه؛ فكانت هناك مادة للرياضيات وأخرى للعلوم، وثالثة للغة العربية، ورابعة للإنجليزية وهكذا، وتطورت هذه المناهج والمعارف معنا، وفق اتجاهات وأهداف كل مرحلة دراسية ينتقل إليها الطلبة.
والتطور المشهود في ميادين العلم، لم يقتصر في مضمونه على التكنولوجيا وهيمنة الذكاء الاصطناعي فحسب، ولكن يرافقه على خط متوازٍ تطور وتشابك المعارف والعلوم بمختلف تخصصاتها؛ وهذا يعني أن المعرفة أيضاً تتطور مع مرور السنين، متأثرة بالعقول التي لا تتوقف عن التطوير، وبما يحدث حولها من متغيرات واحتياجات.
دمج العلوم وتداخلها، أفرز نوعاً جديداً من المعارف، لم تكن موجودة من قبل، إذ تشكل التعليم الجديد الذي نحتاج إليه في المستقبل القادم، وهنا تأتي أهمية تمكين الميادين من أدوات معرفية وتعليمية حديثة، تواكب تطور المعرفة في مختلف مراحلها؛ فلا تتعجب من وجود ابتكار علمي، يجمع الرياضيات والفيزياء واللغات، ولا تسأل عن العلاقة التي تربط الأحياء والدراسات الاجتماعية، إذ إن هذا التشابك، يعد تجسيداً بسيطاً، لما وصلت إليه المعرفة من تطوير.
وهنا نسأل هل الميدان التربوي وكوادره جاهزة، لمواكبة التطورات المعرفية؟ وهل بلغنا مرحلة الإتقان لفنون التعاطي معها، وبلورتها في جمل مفيدة ورسائل فاعلة ومؤثرة، تُنقل لأجيال اليوم والمستقبل القادم؟.
الإجابة تشكل مسؤوليات جديدة لصنّاع القرار في منظومة التعليم الوطني، لتطبيق مواءمة حقيقية بين قفزات التكنولوجيا، والحضور اللافت للذكاء الاصطناعي، وبين تطور المعارف وتكاملها، وما تفرزه من نتائج حديثة، وفق خطين متوازيين يستهدفان الطلبة والكوادر التربوية في الميدان.
تطوير المناهج باستمرار ضرورة لتحقيق تلك المعادلة، مع التركيز على المحتوى ومقوماته وأهدافه؛ في محاولة لابتكار خوارزميات القرن 21، التي تحل المشكلات البسيطة والمعقدة، لاسيما أن لدينا آراء علماء، تنادي بضرورة دمج المعارف التقليدية والأصلية والعلوم الاجتماعية والاقتصادية في تعليم الأجيال، ليكون العمل «علمياً متعدد التخصصات»، يتحرر فيه الولوج إلى البيانات والموارد التكنولوجية، وتتعزز من خلاله أنظمة الرصد ونقل المعرفة.
المعلم يعد الرهان الرابح في عملية التطوير ومخرجاتها، وهنا تكمن أهمية تمكينه من الأدوات واستراتيجيات التغير لبناء جيل المستقبل القادم، مع الوضع في الاعتبار أهمية إعادة هيكلة تدريبه، لتكون أكثر ديناميكية، تحقق مستهدفاتها بسرعة وبدقة.
المعارف الجديدة تأخذنا إلى ديناميكية التنمية المستدامة، وإجراءات تعزيز القدرات العلمية، الانخراط في رهانات الاستدامة، وتطوير العلوم والبحث، ووضع المعارف العلمية موضع التطبيق، نأمل أن يحمل العام الدراسي 2022-2023؛ اتجاهات تجمع عمليتي «التطور والدمج» في المعارف والتكنولوجيا، لتحقيق قفزة جديدة في المنظومة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"