عادي

انتخابات تشريعية تختبر نوايا الرئيس في السنغال

19:47 مساء
قراءة 3 دقائق
سنغاليون يصطفون أمام مركز للاقتراع في زيغينكور (ا ف ب)

يدلي الناخبون السنغاليون بأصواتهم، اليوم الأحد، في انتخابات تشريعية تأمل المعارضة أن تفرض عبرها تعايشاً على الرئيس ماكي سال الذي يسعى إلى الاحتفاظ بأغلبية واسعة في البرلمان.

انتخابات تختبر الرئيس

وتشكل هذه الانتخابات التشريعية، اختباراً بعد الانتخابات المحلية التي جرت في مارس /آذار وفازت المعارضة فيها في المدن الكبرى، بما فيها العاصمة دكار وزيغينكور في الجنوب، وتيس في الغرب، في هذا البلد المعروف باستقراره في غرب إفريقيا. وتجري الانتخابات في ظل ارتفاع الأسعار لا سيما بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، وهي حجج تستخدمها المعارضة ضد السلطة التي تركز من جهتها على دعم المنتجات النفطية والمواد الغذائية، وكذلك برنامجها لبناء بنى تحتية. وسينتخب السنغاليون أعضاء البرلمان المؤلف من مجلس واحد والذي يضم 165 نائباً، ويهيمن عليه حالياً مؤيدو الرئيس سال، لولاية مدتها خمس سنوات. ووعد ماكي سال بتعيين رئيس للوزراء، المنصب الذي ألغاه ثم أعاده في ديسمبر/كانون الأول 2021، ينتمي إلى التشكيل الذي يفوز في الاقتراع. وفتحت مراكز الاقتراع أمام نحو سبعة ملايين سنغالي مسجلين على لوائح الاقتراع، أبوابها عند الساعة الثامنة. وسيستمر التصويت حتى الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش. وفي باحة مدرسة في مباو في إحدى ضواحي دكار، كان حوالى مئة شخص معظمهم من كبار السن، ينتظرون أمام مراكز الاقتراع، فيما ينتشر رجال شرطة لضمان الأمن.

فائز وخاسر

قال لامين سيلفا (60 عاماً) وهو رسام متزوج ورب عائلة «آمل أن يمر يوم التصويت بهدوء، ألا يقع شجار. الأمر يشبه كرة القدم. يجب أن يكون هناك فائز وخاسر».

من جهته، أكد العسكري المتقاعد يحيى سال، بينما ما زال الحبر على إصبعه «آمل أن يتكون البرلمان المقبل من نواب من السلطة مع تمثيل قوي للمعارضة، لإجراء نقاشات متناقضة. هذا ما يعزز الديموقراطية». ونشرت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات التي تشرف على التصويت حوالى 22 ألف مراقب في جميع أنحاء البلاد. كما يحضر مراقبون من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس). وينتخب 53 نائباً حسب نظام يجمع بين التمثيل النسبي والقوائم الوطنية، و97 آخرون بناء على نظام الأغلبية في المناطق. وينتخب المغتربون أعضاء البرلمان الخمسة عشر الباقين. وتتنافس في هذه الانتخابات ثمانية تحالفات، بينها أكبر ائتلاف للمعارضة «حرروا الشعب».

وكان عثمان سونكو أهم شخصية في هذا الائتلاف جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2019. لكنه منع مع أعضاء آخرين في الائتلاف من خوض انتخابات، الأحد، لأسباب تقنية. وتمهيداً للانتخابات، اتفق تحالف «حرروا الشعب» مع ائتلاف «انقذوا السنغال» بقيادة الرئيس السابق عبد الله واد، على العمل معاً للحصول على أغلبية برلمانية و«فرض تعايش حكومي». كما تريد المعارضة إجبار سال على التخلي عن أي طموحات للترشح في 2024. واتهم سال (60 عاماً) الذي انتخب في 2012 لولاية مدتها سبع سنوات، ثم أعيد انتخابه في 2019 لخمس سنوات أخرى، بأنه يسعى إلى تجاوز الحد الأقصى للولايات الرئاسية والترشح مجدداً في 2024. ولم يكشف سال نواياه في هذا الشأن، لكن أي هزيمة لأنصاره في انتخابات الأحد يمكن أن تقوّض خططا من هذا النوع. وقال سونكو: «إذا خسر سال (في الانتخابات التشريعية)، فلن يتحدث بعد الآن عن ولاية ثالثة».

معارضون غائبون

انتهت الحملة الانتخابية مساء الجمعة بهدوء. لكن الفترة التي سبقت بدء الحملة شهدت تظاهرات أودت بحياة ثلاثة أشخاص، بسبب عدم مصادقة وزارة الداخلية على مرشحين على اللائحة الوطنية لائتلاف سونكو. ومُنعت شخصيات عدة في المعارضة بينها سونكو من الترشح لانتخابات الأحد. لكنها لم تفوت فرصة دعوة مؤيديها إلى الاحتجاج على ما اعتبرته حيلة للرئيس ماكي سال من أجل استبعاد خصومه تحت غطاء وسائل قانونية. وباستثناء التظاهرة الأولى، منعت السلطات كل التجمعات. وبعدما كانت تهدد بمنع تنظيم الانتخابات، وافقت المعارضة في 29 يونيو/حزيران أخيراً على المشاركة فيها، ما أدى إلى تهدئة التوتر.

(ا ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"