عادي
300 مليار دولار حجم القطاع في 2027

تطبيقات توصيل الطعام.. تولـيد المليارات من الـ«أونلايـن»

23:00 مساء
قراءة 7 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

بلغت قيمة السوق العالمي لقطاع توصيل الطعام عبر الإنترنت 107.26 مليار دولار العام 2020، مع توقعات بأن تتخطى حافة الـ 300 مليار دولار العام 2027.

وعكست الزيادة الكبيرة في أعداد مستخدمي الهواتف الذكية هذه القيمة الإيجابية في جميع أنحاء العالم، حيث إن هؤلاء هم المتسوقون الأساسيون لصناعة المأكولات والمشروبات عبر الإنترنت.

وشهد سوق توصيل الطعام نمواً كبيراً خلال السنوات الـ 5 الماضية، بقيادة منصات مثل «جست إيت»، و«أوبر إيتس»، و«ميتوان» وغيرها، كما دفعت جائحة «كورونا» الصناعة بضع سنوات إلى المستقبل مما أضاف مليارات الدولارات إلى محصّلة الإيرادات المحتملة.

استحواذات قيّمة

وأظهر القطاع علامات داعمة وشراكات حيوية، حيث استحوذت «جست إيت» على «تيك أواي دوت كوم» عام 2020، وعلى «جراب هب» أيضاً خلال 2021 في صفقة قيمتها 7.8 مليار دولار.

وفي عام 2019، استحوذت «ديليفري هيرو»، الشركة الألمانية العملاقة والتي تدير عمليات في أكثر من 40 دولة، على «زاموتو» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى «Woowa» في كوريا الجنوبية، وعلى «ديليفيري آر دي» في جمهورية الدومينيكان.

وفي عام 2020، استحوذت «ديليفري هيرو» كذلك على «إنستا شوب»، و«جلوف» في قارة أمريكا اللاتينية.

واستناداً إلى نموذج الأعمال الحاصل، من المتوقع أن تنمو منطقة آسيا والمحيط الهادئ بشكل كبير في السوق بسبب الإنفاق الاستهلاكي المتزايد، فضلاً عن التوسع الحضري السريع للدول الناشئة في المنطقة، وتقدم دول مثل الهند والصين واليابان نماذج مربحة لسوق توصيل الطعام عبر الإنترنت.

السوق العظيم

نما سوق توصيل الطعام في الصين منذ حوالي 10 سنوات ليصبح الأكبر في العالم، حيث يتحكم أكبر مشغّلين، وهما «Ele.me» و«Meituan Dianping»، بأكثر من 90% من جميع طلبات توصيل الطعام في البلاد، وأسسا لخدمة هذا الغرض عديد المنصات المتطورة، مع إيرادات تجاوزت الـ 7 مليارات دولار لكل منهما، وحجم نفقات أقل بكثير من تلك الموجودة في تطبيقات توصيل الطعام في الغرب.

وتتصدر الصين العالم في توليد الإيرادات من خلال الحجم الهائل لسوق توصيل الطعام عبر الإنترنت، فقد بلغت العائدات 51.5 مليار دولار عام 2020، في قفزة هائلة عن أرقام عام 2015 التي كانت آنذاك 3.2 مليار دولار فقط.

صحيح أن الإيرادات لكل مستخدم في الوقت الحالي تعتبر أقل مما هي عليه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكننا قد نرى هذا التفاوت يذوب في السنوات القليلة المقبلة في ظل الميزات الجديدة التي تطرحها تلك المنصات، والتوقعات الوردية للغاية والمبشرة بضعف هذه الأرقام خلال 5 سنوات لتبلغ 100 مليار دولار العام 2025.

وفي حين أن الإيرادات مثيرة للإعجاب، إلا أن إحصائيات المستخدمين في الصين كانت مذهلة أيضاً، وتتفوق كثيراً على أي منطقة أخرى بسبب منصات توصيل الطعام الرقمية والمتطورة للغاية، فقد تجاوزت أعداد المستخدمين في الصين حاجز الـ 650 مليون مستخدم نشط عام 2020، ارتفاعاً من 75 مليون مستخدم فقط عام 2015.

من المتوقع أن تحظى السنوات الـ 5 المقبلة بمزيد من عمليات الاستحواذ العالمية في الصناعة، بالرغم من مخالفة بعض الأسواق، مثل الهند وكوريا الجنوبية، الاتجاه واستبدالهم الخدمات متعددة الجنسيـــات، مثــــل «أوبــــر إيتـــس» و«ديليفرو» بتطبيقات محلية.

وفي حال تحسنت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فقد نشهـــد محاولات مـــن «علي بابا» و«تينسنت» و«ديدي» لتغيير موازين القوى في الغرب لصالحهم، من خلال عمليات الاستحواذ أو الاستثمارات الكبرى في قطاع توصيل الطعام تحديداً، على غرار استثمارات «سوفت بنك» في «أوبر» و«ديدي» و«رابي».

سوق الولايات المتحدة

تمتلك الولايات المتحدة أحد أكثر أسواق توصيل الطعام تنافسية، وزادت إيرادات السوق بنسبة 204% في السنوات الـ 5 الماضية، مدعومة بمنصات خدمات العملاء الأساسية مثل «دورداش» و«أوبر إيتس»، و«جراب هب»، التي وفّرت للمستهلك باقة متنوعة من المطاعم والأصناف.

وبلغت الإيرادات 26.5 مليار دولار في عام 2020 صعوداً من 8.7 مليار دولار في عام 2015.

وبالرغم من مبشرات العودة إلى الحياة الطبيعية بعد جائحة عالمية، من المتوقع إضافة المزيد من الأرقام إلى سوق الولايات المتحدة في السنوات القليلة المقبلة، ويرى خبراء الصناعة أن الإيرادات قد تصل إلى 42 مليار دولار مع حلول عام 2025.

يأتي ذلك وسط توقعات بارتفاع أعداد المستخدمين أيضاً خلال نفس الفترة، وقد استحوذ تطبيق «جراب هب» بالفعل على مناصرين كثيرين قبل عام 2015، لكن بسبب عوامل التكنولوجيا والمنافسة الشديدة هاجر العديد من العملاء إلى منصات أحدث. وبلغت أعداد المستخدمين النشطين العام الماضي حوالي 111 مليون مستخدم، بعد أن كانت قرابة الـ 66 مليون مستخدم قبل 5 سنوات.

المملكة المتحدة

بالمقارنة مع فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، تمتلك المملكة المتحدة صناعة توصيل طعام أكبر بكثير، وهي مسؤولة عن حوالي 40% من جميع عائدات الوجبات الجاهزة الأوروبية. وتضم البلاد مقر اثنتين من أكبر شركات توصيل الطعام في العالم، وهما «جست إيت» و«ديليفرو»، اللتان ساهمتا كثيراً بزيادة الإيرادات، وكافحتا بالإضافة إلى «أوبر إيتس» من أجل ريادة دورهما في الصناعة عالمياً.

ولمواجهة الاهتمام المتزايد، قدمت «جست إيت» مؤخراً خدمة التوصيل الخاصة بها، بالشراكة مع علامات مشهورة مثل «ماكدونالدز»، و«صب واي»، و«جريجز».

إلى ذلك، بلغت إيرادات تطبيقات توصيل الطعام في المملكة المتحدة 5.9 مليار دولار عام 2020 ارتفاعاً من 2.6 مليار دولار في عام 2015. ومن المنتظر أن تصل إلى 9.4 مليار دولار بعد خمس سنوات في ظل الابتكارات الجديدة والمنافسة المحتدمة بين اللاعبين الأساسيين.

أما أعداد المستخدمين فقد نمت بمعدلات ثابتة منذ عام 2015، حيث كانت 13.6 مليون مستخدم نشط آنذاك، وارتفعت العام الماضي إلى 24.8 مليون مستخدم نشط بسبب جائحة كورونا، حيث خبِر ملايين الأشخاص في المملكة المتحدة تطبيقات توصيل الطعام لأول مرة.

القارة الأوروبية

لم تشهد دول أوروبا الأخرى نفس المستوى من الابتكار أو المنافسة الذي شهدته بريطانيا والولايات المتحدة في قطاع توصيل الطعام، ويرجع ذلك جزئياً إلى حجم السوق الأصغر. كما لم يكن هناك الدعم الكافي لمشغلي الأنظمة والتطبيقات المعنية على الرغم من إطلاق «أوبر»، و«ديليفرو» لعملياتهما في العديد من البلدان الأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية. ووصلت إيرادات سوق توصيل الطعام عبر الإنترنت في القارة العجوز إلى 18.9 مليار دولار عام 2020، محققة قفزة لا بأس بها مقارنة بعام 2015 حين كانت الإيرادات 6.6 مليار دولار. وبحسب المحللين، من المتوقع أن ترتفع الأرقام إلى 29.1 مليار دولار في غضون 5 سنوات.

وقد يؤدي اندماج «جست إيت» و«تيك أواي.كوم» إلى مزيد من الاستثمار في البلدان الأوروبية الناشئة في هذه الصناعة، والتي لا تزال في طور الإعداد للنهوض بخدمات توصيل الطعام عبر الإنترنت داخل أراضيها. ومع ذلك، لا يزال القلق موجوداً من انسحاب بعض المشغّلين في عدد من الدول الأوروبية بسبب قلة المبيعات والاهتمام، مثلما حصل مع «أوبر» حين قررت مؤخراً مغادرة السوق في جمهورية التشيك ورومانيا وأوكرانيا.

وأدى الانتشار الأوسع لتطبيقات توصيل الطعام في دول الاتحاد الأوروبي الرئيسية، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكذلك في إسبانيا، إلى دفع أعداد المستخدمين النشطين باتجاه 150 مليون مستخدم العام الماضي، صعوداً من 65 مليون مستخدم عام 2015. مع توقعات بأن يتلقى مزودو خدمات محليون مثل شركة «جولفو» الإسبانية الناشئة، و«ولت» الفنلندية وغيرهما مزيداً من الدعم على غرار «زاموتو» في الهند أو «آي فود» في البرازيل، مما يعزز المنافسة ويطرح مزيداً من الخيارات أمام العملاء.

أهم التطبيقات في العالم

الصورة
1

اجتاحت صناعة توصيل الطعام مدعومة باقتصاد الوظائف المؤقتة العالم، وتتمتع تطبيقاتها اليوم بأكبر قواعد مستخدمين واختراق للسوق، ولا سيما في الصين التي يُدمن أكثر من 650 مليون شخص فيها استخدام هذه التطبيقات، كما تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق عالمي وأكثره تمويلاً.

ومن أهم تطبيقات توصيل الطعام في العالم تطبيق «أوبر إيتس»، الأكثر انتشاراً، والذي ينشط في 6 قارات محتلاً مركزاً ريادياً من إجمالي الطلبات في معظم البلدان.

وهناك تطبيق «جست إيت»، عملاق توصيل الطعام في المملكة المتحدة، وأوروبا وأستراليا، ويمتلك حصة في مجمع الأغذية البرازيلي «آي فود» والكثير من شركات التوصيل الأخرى.

ويعتبر تطبيق «دورداش» من النماذج الأمريكية المهمة لتوصيل الطعام عبر الإنترنت ويدخل في نموذج النظام الأساسي للمستهلك.

كما سيطر تطبيقا «جراب هب» و«سيملس» على 50% من طلبات توصيل الطعام في الولايات المتحدة حتى عام 2018.

ويعمل تطبيق «ديليفرو»، إحدى العلامات الأساسية للمستهلك في المملكة المتحدة، في 13 دولة أخرى، ويتنافس مع «أوبر»، و«جست إيت».

أما تحالف «تيك أواي دوت كوم» الأوروبي فهو مسؤول، من خلال الشركات التابعة له، عن معظم طلبات توصيلات الطعام عبر الإنترنت في ألمانيا وهولندا وبلجيكا.

ولا ننسى بالطبع مجموعة «ديليفري هيرو» الألمانية والعديد من الشركات المهمة التابعة لها في الصناعة.

وتعد الصين أكبر سوق لتوصيل الطعام حول العالم، وتعتبر «إلي.مي» المملوكة لأخطبوط الاقتصاد «علي بابا»، بالإضافة إلى «ميتوان» من أكبر المنصات الرئيسية لتوصيل الطعام في الصين. فبينما تمتلك الأولى أكثر من 200 مليون مستخدم نشط، تستحوذ الثانية على جلّ ما تبقى من عملاء الطعام عبر الإنترنت داخل البر الرئيسي، في حين يُنظر إلى «تينسنت»، بوصفها أكبر مساهم في الصناعة، بحصة 20%.

ويعتبر تطبيق «داماي كان» الخيار الأول لتوصيل الوجبات السريعة في اليابان، مع أكثر من 20 ألف مطعم و2.3 مليون مستخدم نشط.

وفي الهند يسيطر «زاموتو» على مشهد تطبيقات توصيل الطعام المحلية، وهي الشركة التي استحوذت على «أوبر إيتس إنديا» في مطلع عام 2020.

وغزا تطبيق «رابي»، بدعم من «سوفت بنك»، سوق أمريكا الجنوبية لتوصيل الطعام، ويعمل حالياً في تسعة بلدان.

وفي القارة السمراء ينشط تطبيق «جوميا فود»، وهو جزء من منصة التجارة الإلكترونية جوميا، التي كانت أول شركة إفريقية ناشئة تصل قيمتها إلى أكثر من مليار دولار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"