عادي

البرلمان العربي للطفل يؤكد أهمية توفير أمن غذائي مستدام

19:34 مساء
قراءة 5 دقائق
الأمين العام ورئيس ونائب رئيس البرلمان
رتاج العباسي رئيسة البر لمان
جانب من انعقاد الجلسة الختامية

* رتاج العباسي: ثقافة الأمن الغذائي موضوعٌ يتأثر ويؤثرُ في حياة الأطفال

تناول البرلمان العربي للطفل، العديد من المحاور الفاعلة التي تشكل هاجساً نحو العمل على الاكتفاء الذاتي من الغذاء في الدول العربية كافة، وأن يزيد الإنتاج المحلي، ويسهل تبادله للوصول إلى أمن غذائي مستدام، وذلك خلال الجلسة الرابعة من الدورة الثانية للبرلمان، وهي الختامية، التي ترأستها الطفلة رتاج العباسي، رئيسة البرلمان العربي للطفل من المملكة البحرينية، بحضور 68 عضواً وعضوة يمثلون 17 دولة عربية.

انعقدت أعمال الجلسة حضورياً، السبت، في مدينة الشارقة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وبمتابعة أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.

طرحت الآراء التي قدمها أعضاء وعضوات البرلمان من الأطفال في إرساء أفكار ومبادرات جديدة في مجال أهمية توفير الدعم الغذائي ومقومات الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجاً، وخلق وعي لدى مختلف الأجيال بشأن الاقتصاد في الطعام وعدم الهدر من خلال وسائل الاتصال الحديثة وطرح التطبيقات الذكية التي تساعد في نشر ثقافة الأمن الغذائي وعدم الإسراف والتي من شأنها أن تنعكس على جودة الحياة وفق تطلعاتهم لمستقبل أفضل.

وأشاروا إلى خطورة العواقب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترتبة على التغيرات المناخية، لاسيما وأن التحدي المناخي يتمحور حول الغذاء والزراعة.

وتطرق الأعضاء والعضوات في بيان أهمية دعم التكامل العربي العربي بشأن المزيد من التعاون الدولي للتغلب على ما فرضته التحديات التي يواجهها العالم بحلول جذرية في مشكلة الغذاء ونقص موارده بما يمكن الشعوب من استئناف جهود التطوير والتنمية والانطلاق مجدداً نحو النمو في مختلف قطاعات الأغذية بالعمل على الإنتاج واستخدام التقنيات الحديثة.

وأعربوا عن فخرهم بمزيد من الإنجازات التي قدمتها أوطانهم العربية في تأمين الغذاء ومساهمة المجتمعات في الحفاظ على مختلف الموارد التي تشكل عنصراً مهماً من عناصر تأمين الغذاء في الحاضر والمستقبل، تحقيقاً لجودة الحياة التي تنشدها كافة أقطار الدول العربية، وإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات الراهنة والمستقبلية تحت مظلة جامعة الدول العربية فيما يخص الغذاء.

حضر الجلسة 68 عضواً وعضوة يمثلون 17 دولة عربية، وهي المملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والجمهورية التونسية، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وجمهورية جيبوتي، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية السودان، وجمهورية العراق، ودولة فلسطين، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، والجمهورية اللبنانية، ودولة ليبيا، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية.

حضر وقائع انعقاد الجلسة د.خولة عبدالرحمن الملا، عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ممثلة عن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ود.عبدالرحمن الياسي، مدير عام ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وشذى علاي النقبي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وعيسى هلال الحزامي، رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وعدد من السفراء والقناصل والدبلوماسيين العرب المعتمدين لدى الدولة وشركاء البرلمان والمدعوين.

بدأت الجلسة بكلمة أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، مرحباً بالأعضاء والعضوات قائلاً: «نسعدُ بانعقاد الجلسة الرابعة للبرلمان العربي للطفل، بالمقر الدائم بإمارة الشارقة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، في هذا اليومِ الطيب، الذي يوافق مطلع العام الهجري الجديد 1444 جعله اللهُ عامَ خيرٍ على الجميع».

وأضاف: «يَسرني ويًشرفني أن أنقلَ إليكم سلامَ وتحياتِ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتأكيدَ ثقتِه فيكم لتكونوا دائماً على قدرِ التحدي، كما ننقل لكم تحيات أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية».

وتابع: «في شارقة سلطان، بحمد الله، ولأولَ مرة، يلتقي الأعضاءُ وجهاً لوجه بعد طول غيابٍ في هذه الدورة، ليناقشوا أحدَ الموضوعاتِ التي ينشغلُ بها العالمُ في هذه الأيام، إِذ إنَّ ثقافةَ الأمنِ الغذائي، تعتبرُ الخطوةُ الأولى في تحقيقِ المعنى الحرفيِ للأمنِ الغذائي، الذي لن يتحققَ إلاَّ بتضافرِ وتعاونِ جميعِ فئاتِ البشر والسكان، بمن فيهم فئةُ الطفولةِ التي تناهزُ حَواليِ النصفِ من السكانِ في هذا الكوكب ونرجو أن يطرحَ الأعضاءُ في هذه الجلسةِ أفكاراً خلاقةً وابداعية، تؤكد دور البرلمان العربي للطفل، وتشجعُ أطفالَ العربِ، ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من جهودِ التنميةِ المستدامةِ، التي تعتبرُ أهمُ المستنداتِ والمراجع المعتمدة، في جميعِ خططِ وفعالياتِ البرلمان العربي للطفل».

واختتم، بقوله: «كما تَعودنا منكم، نرجو أن تخرجوا من هذه الجلسةِ الختامية للدورة الثانية، بتوصياتٍ تعكسُ دورَ الطفلِ العربي كشريكٍ استراتيجيٍ في كل قرار.. وفقكم الله».

بعدها ألقت الطفلة رتاج العباسي كلمتها قائلة: «نرحبُ بكم في الجلسة الختامية من الدورة الثانية للبرلمان العربي للطفل.. التي تنعقدُ في المقر الدائم للبرلمان العربي للطفل بإمارة الشارقة، شارقة العرب وشارقة الثقافة والنور.. تحيةً خالصةً، تحيةَ حبٍ وتقديرٍ وعرفان من أطفال العرب إلى الوالد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. راعي هذا البرلمان ومنصة الطفولة العربية في كلِ مكان».

وتابعت: «سيناقش الأعضاء في هذه الجلسة موضوع ثقافة الأمن الغذائي، وهو موضوعٌ شاملٌ ومتداخل، كما أنه يتأثر ويؤثرُ في حياة الأطفالِ في كلِ مكان.. ونرجو أن يضعَ الأعضاءُ إضافتًهم الإبداعية، والمتميزة في مناقشةِ هذا الموضوع المهم».

وأردفت: «الآن سنبدأً مداولاتِ الجلسة، ونرجو أن نستمعَ لمداخلات الأعضاء، في موضوع جلستنا الرابعة (ثقافة الأمن الغذائي)، ونتطلع إلى الوصول لتوصيات وحلول مقترحة تفيد دعم وترسيخ ثقافة الأمن الغذائي. كما نرجو من الأعضاء الالتزام بالوقتِ المحددِ، حتى يتاحُ لنا الاستماعُ لأكبرَ عددٍ من المداخلات».

وبعدها تلا النائب الأول لرئيسة البرلمان كاظم بن علي أسماء الأعضاء المعتذرين عن حضور الجلسة.

ثم بدأ الأعضاء والعضوات من البرلمان بطرح مداخلاتهم التي بلغت 60 مداخلة من قبل أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل.

أكدوا خلال الجلسة أهمية الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الأمن الغذائي فضلا عن العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 مع أهمية تطبيق التكنولوجيا لزيادة الإنتاج الزراعي.

وشكلت المداخلات التي قدمها الأعضاء من الذكور والإناث أهميتها في بيان العمل للحفاظ على البيئة وصيانتها واستخدام ما يتاح بها بطريقة سليمة لضمان استمراريتها مع تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية وقياس استهلاك الفرد في الدول العربي ودراسة احتياجاته الغذائية الآنية والمستقبلية.

وعبر الأطفال الأعضاء عن رأيهم واستمعوا إلى بعضهم بعض مؤكدين في مداخلاتهم إلى أهمية الحرص على إعادة تدوير النفايات العضوية ومخلفات الطعام وتحويلها إلى سماد عضوي بهدف المحافظة على صحة التربة ومنع الصيد الجائر والتجاري للحفاظ على صحة المحيطات والبحار وتعزيز دورها الفعال في مواجهة تحديات الأمن الغذائي.

وأشاد الأعضاء والعضوات بتجربة دولة الإمارات في إطلاق مبادرات للحد من هدر الطعام وعلى رأسها مبادرة «حفظ النعمة»، داعين الأطفال بالدول العربية الأخرى لأن تحذو حذو دولة الإمارات في إنشاء برامج موازية ومشابهة لمثل هذه المبادرات الإيجابية التي نستطيع من خلالها الحد من هدر الغذاء.

وأشار الأطفال في كلماتهم إلى ضرورة سن التشريعات الداعمة لتنوع الغذاء والحفاظ على موارده والاهتمام بالتوعية البيئية لكافة شرائح المجتمع، خصوصاً فئة الأطفال ومبادرات زرع الأشجار والأراضي وتقديم التسهيلات لاستزراع مصادر الغذاء كتربية الأسماك في مزارع داخلية واستخدام التقنيات الحديثة لاستصلاح الأراضي وزراعة الخضار والنباتات والاتجاه نحو زراعة القمح وإكثار المواشي وفتح الأسواق عبر الحدود لتبادل الأغذية.

يذكر أن العديد من الأعضاء طرحوا مساهمات وأفكار خلاقة لمجالات نشر ثقافة الأمن الغذائي من خلال استخدام وتطويع التطبيقات والحلول الذكية لمواصلة الحفاظ على الغذاء وتنمية مصادره مع العمل على تقدير الاحتياجات الآنية من الغذاء لتوفير في الحاضر والمستقبل.

واقترح الأعضاء تنظيم مؤتمرات وملتقيات لتمكين الأطفال والشباب من طرح أفكارهم ومشاريعهم في مجالات الأمن الغذائي وكذلك تخصيص برامج ومنصات إعلامية لنشر هذا الموضوع المهم في المجتمعات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"