عادي

بالصور| مقر «بي إم دبليو».. أيقونة معمارية في عمر الخمسين

17:43 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: «الخليج»
شُيّدت أيقونة معمارية عالمية خلال الفترة الممتدة بين 1970 و1972، في ميونيخ؛ حيث استغرق بناء الصرح 26 شهراً، بمشاركة 500 عامل و200 مهندس معماري وأخصائي في التصميم ورسامين من 12 دولة، عملوا جمعيهم بجهد وتفانٍ لأكثر من 3.5 مليون ساعة عمل، تم خلالها تصنيع أكثر من 3000 عنصر للواجهة لأول مرة في أوروبا باستخدام عملية الألمنيوم المصبوب بالطريقة اليابانية. واليوم يعد المبنى والمصنع المجاور له موطناً رئيسياً لموظفي «بي إم دبليو» BMW الذي يضم أكثر من 100 جنسية.


  • أيقونة معمارية







  •  
  •  

 


احتفلت مجموعة «بي إم دبليو» في 22 يوليو/ تموز الفائت، بمناسبة مرور 50 عاماً على تشييد مقرها الرئيسي، الذي يمثل أيقونة معمارية عالمياً، ودعت المجموعة أكثر من 200 ضيف دولي من رجال الأعمال، والثقافة، والسياسة، وأفراد من المجتمع المحلي، للمشاركة بهذه المناسبة التاريخية العظيمة. وشهد الحفل الذي أُقيم في مدينة ميونيخ الألمانية، إلقاء المهندس المعماري ديبيدو فرانسيس كيري، الحائز جائزة بريتزكر المرموقة في مجال الهندسة المعمارية، ونهال سعد، رئيسة المكتب الاستشاري والمتحدثة الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة، كلمة أمام الحضور وكبار الشخصيات بهذه المناسبة المميزة، فيما قام الرسام كريستوف نيمان بدوره بإنشاء عمل فني مستوحى من المقر الرئيسي لمجموعة «بي إم دبليو».
تخلل الحدث تقديم فقرة فنية لافتة لمغني الأوبرا الألماني جوناس كوفمان، وكلمة للدكتور ماركوس زودر رئيس وزراء ولاية بافاريا. واختتمت فعاليات الحدث بعرض خاص لـ 12 راقص «باندالوب» استعرضوا من خلال رقصاتهم الشكل الخارجي للمقر الرئيسي المميز بارتفاع يبلغ 100 متر. حرص مصمم الرقصات لميليسيو إستريلا، على ابتكار عمل فني رائع، لتقدمها فرقته أول مرة في ألمانيا؛ حيث جسّد العمل التفاعل بين الأيقونة المعمارية للمبنى والرقص.

 


  • الأسطوانات الأربع







  •  
  •  

 


يعد المقر الرئيسي لمجموعة «بي إم دبليو» ببنائه المعلق، حتى يومنا الراهن، أحد أكثر المباني الهندسية ابتكاراً في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويستقطب المبنى رواد المدينة القادمين من مختلف أنحاء العالم، بفضل تصميمه الفريد المكوّن من أربع أسطوانات طولانيّة متصلة بهيكل معدني صلب على السطح، ليحاكي شكل أسطوانات المحرك في السيارة.
الجدير بالذكر أن الأسطوانات الأربع لا تستند على الأرض؛ بل هي مستندة على برج الدعم المركزي؛ حيث بُنيت الطوابق على الأرض ثم تم تجميعها حول برج الدعم ورفعها هيدروليكياً على «عمود البرج» الضخم المصنوع من الخرسانة المسلحة. وتم الانتهاء من تشيّيد المبنى خلال عدة مراحل؛ حيث سُلم المشروع بالكامل في أغسطس/ آب 1972، ويقع أمام الموقع الأولمبي الشهير الذي صممه Behnisch & Partner مع Frei Otto. تولى المهندس المعماري النمساوي البروفيسور كارل شوانزر، تصميم المقر الرئيسي للمجموعة، وأصبح منذ ذاك الحين أيقونة خالدة ومعلماً تاريخياً عالمياً يمثل ميونيخ والشركة البافارية الصانعة. كما يجمع «البرج المعلق» بشكل فريد بين الإعجاز البصري ومنطق البناء العملي، بفضل واجهته الرائعة، وتصميمه المبتكر، ومفهومه الميكانيكي.

 


  • بصمة على المجموعة







  •  
  •  

 


وقال الدكتور نوربرت ريثوفر، رئيس مجلس الإشراف في «بي إم دبليو»: «ترك مبنى «بي إم دبليو» بصمته على المجموعة، ليكون رمزاً معمارياً مفعماً بروح الريادة؛ حيث يجسّد وعي «بي إم دبليو» وثقتها وإيمانها بأن التقدم يأتي من خلال الابتكار. إن هذا المبنى صرح مذهل للغاية بكافة تفاصيله. منذ تشيّيده أول مرة، حافظ الصرح على موقعه التاريخي لم يمسه أحد. تتناول عدة أجيال قيادة عجلة التطور والإبداع في «بي إم دبليو»، وكل جيل يحمل مسؤولية قيادة الشركة نحو مستقبل مشرق. بدوره وفر المقر الرئيسي من تصميم البروفيسور كارل شوانزر، تعريفاً رائداً عن عراقة الشركة وتاريخها الذي تتوارثه الأجيال، وأضحى الصرح اليوم أيقونة معمارية وعالمية رائدة.
وقال أوليفر زيبس، رئيس مجلس إدارة «بي إم دبليو»: «الحديث عن الرؤى يعني التفكير بعيداً وراء روح العصر وتطوير الإحساس ليبقى خالداً ومميزاً في المستقبل. جاء تصميم الصرح المعماري ليجسّد هذه النظرية وليطرح أفكاراً مذهلة في التصميم تحاكي التطورات لعدة أعوام وأجيال. على الرغم من تشيّيد المبنى منذ فترة طويلة فإنه يمثل حداثة عصرية وعراقة أصيلة يصعب مجاراتها حتى في وقتنا الحالي. هذا المبنى يمثل حافزاً للتطور والازدهار. ونحن نسعى لجعل الـ100 عام القادمة مكلّلة بالإنجازات والنجاحات مثل الـ100 عام الفائتة».

 


  • الهندسة المعمارية







  •  
  •  

 


حرصت مجموعة «بي إم دبليو» على التفكير بتقليد دام عقوداً من الزمن من خلال العمل مع مجموعة من المهندسين المعماريين المشهورين. في وقت سبق بناء المقر الرئيسي لكارل شوانزر، اختارت الشركة نوعاً ديناميكياً من الهندسة المعمارية طُبق لاحقاً في مبانٍ عدة تتبع لمجموعة «بي إم دبليو»، منها تصميم مصنع BMW Group Plant Leipzig عام 2005 على يد المهندسة زها حديد، وتصميم BMW Welt على يد شركة Coop Himmelb(l)au في عام 2007، ومصنع Rolls-Royce على يد السير نيكولاس جريمشو في غوودود عام 2003. كما كلّفت مجموعة BMW في عام 2022، المهندس المعماري ريم كولهاس العامل في شركة روتردام، إلى جانب مجموعة من المهندسين المعماريين الدنماركيين، من شركة 3XN المعمارية، لتحويل مصنعها الرئيسي في ميونيخ، وتشكيل خط إنتاج معماري وحضري في المستقبل.

 


  • معرض خاص بالذكرى السنوية







  •  
  •  

 


يعد المقر الرئيسي لمجموعة «بي إم دبليو» ومتحف «بي إم دبليو» المعروف بشكل «الوعاء»، من أكثر المعالم تميزاً في ميونيخ؛ حيث تفخر المدينة بهما كرموز راقية تجسّد فخامة فن العمارة الألمانية بعد الحرب. منذ الإطلاق أول مرة، شكل متحف «بي إم دبليو» جزءاً مهماً من رؤية كارل شوانزر للمقر الرئيسي للشركة؛ إذ يتضمن معرضاً خاصاً بمجموعة «بي إم دبليو»، والذي كان مدرجاً ضمن قائمة المباني منذ عام 1999، تاريخ المقر المركزي، ويعرض نماذج معمارية منذ وقت بنائه. سيستمر المعرض حتى 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، والدخول مجاني.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"