الدول أيضاً تتعرض لاختبارات، شأنها في ذلك شأن الأفراد، فإما أن تنجح في الاختبار وتنال التقدير المستحق لها من العالم، وإما أن تفشل وتهتز صورتها وتفقد ثقة الناس والدول والمنظمات العالمية.. والإمارات تتعرض لما يمكن أن تتعرض له كل دول العالم من ظواهر طبيعية وفيروسات، لكنها مع كل اختبار، تثبت أنها تمتلك إرادة قوية، بفضل قيادتها وحكامها وشعبها، وأنها قادرة على مواجهة الطوارئ، والتعامل مع المفاجآت، ووضع حلول سريعة للأزمات قبل أن تستفحل وتنعكس سلباً على حياة الناس.
الدولة التي احتلت المراكز الأولى في مؤشرات التنافسية العالمية، وتقدمت الصفوف في مواجهة «كورونا»، استطاعت أيضاً أن تتعامل بسرعة مع أزمة السيول والأمطار الغزيرة التي سقطت على الفجيرة، وبعض مدن الشارقة، بالإرادة والقرار الحكيم، وتسارع مختلف مؤسسات الدولة المعنية ومؤسسات الإمارات ذات الصلة، فحولت الإمارات الأزمة إلى أمل، وغيّرت ملامح المحنة إلى منحة من السماء، ارتوت بها الأرض، وامتلأت بها الآبار لتكون مصدراً للخير اليوم وغداً وبعده.
سقطت الأمطار بكثافة غير معهودة، وقبل أن يتوقف سقوطها تحركت الدولة بكل أجهزتها وأجهزة إماراتها المختلفة يداً بيد، فالبيت متوحد، وكل أهله أسرة واحدة، ومن هذا المنطلق كانت المواجهة؛ لذا جاء الإنجاز سريعاً، والخسائر شبه معدومة، وتم نقل الأسر المتضررة من الأمطار والسيول، في المناطق الشرقية بالدولة، إلى مواقع إيواء مؤقتة، وحجز الفنادق القريبة، لإيواء العائلات حتى تلك التي تعيش في مناطق قد تشكل خطورة على ساكنيها، خلال الأمطار الشديدة، وتحركت فرق الطوارئ والإنقاذ من كل الإمارات القريبة والتابعة لوزارة الداخلية، لدعم عمليات الإنقاذ في الفجيرة والمناطق الشرقية، وتشكلت لجنة عاجلة، برئاسة وزير الطاقة والبنية التحتية، والجهات المعنية الاتحادية، للعمل على حصر أضرار السيول والأمطار مع اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية الممتلكات والأرواح، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والشرطية والبلديات في إمارات الدولة.
نتيجة لهذه القرارات العاجلة والواعية والمدروسة، تم إنقاذ 870 شخصاً، وإيواء 3800 من المتضررين، وتمت السيطرة بشكل كامل على الأوضاع، وسحب المياه من الشوارع، لتعود الحياة إلى طبيعتها خلال وقت قياسي.. هكذا تقول الإمارات للعالم.. إنها الدولة القادرة على مواجهة التحديات، والفوز بامتياز في جميع الاختبارات، وأنها دولة الشعب الواحد المتوحد، والقيادة الحريصة والقادرة على أن تجعل الإمارات دائماً وأبداً في الصدارة؛ فما من محنة مرت إلا وحولتها الإمارات إلى منحة، وما من أزمة إلا وتضافرت فيها كل الجهود، وتشابكت فيها كل الأيدي لتثبت هذه الدولة أنها واحدة دائماً، وقادرة على مواجهة أي طارئ في أي وقت.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







