«اصنع قادة»

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين

أركان الإدارة الحكومية، كما جاءت في «الوصايا العشر» التي وجهها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للقادة، تشكل ركيزة أساسية في الإدارة الحكومية في المؤسسات، وركزت على جوانب مختلفة فيها. 
الوصية التاسعة كانت «اصنع قادة»، فصناعة القادة، صناعة المستقبل، والمؤسسة التي تخرّج قادة، تضمن استمرارية التفوق، وتحقيق آفاق أكثر، وتنقل المؤسسة إلى مراتب أعلى. 
القائد الحقيقي، هو من يصنع قادة، ويدرك عظمة هذا الإنجاز، والقادة الجدد، هم مستقبل المؤسسات الحكومية والدولة؛ ‏حيث إن صناعة القادة مهمة عظيمة لكل مسؤول، ومهمة الدولة، ومهمة شخصية أيضاً، بمنحهم المساحة الكافية وتكليفهم أهدافاً تفوق قدراتهم، وتحديد تواريخ استحقاق للإنجاز والمشاريع، وتعجيل خطوات تطويرهم، وجعلهم فخورين بمكانتهم وعملهم، فضلاً عن تنمية ذكائهم العاطفي، وتخليصهم من «الأنا» حتى يتركوا أثراً، ويصنعوا شبكة من القادة الناجحين الذين يتزايدون يوماً بعد يوم، وتشجيعهم على مواصلة التعلم والتعليم الذاتي، ومنحهم صلاحية اتخاذ القرارات وتمكينهم، وإشراكهم في تحديد الأهداف، وتوفير بيئة عمل مؤسسي دائمة لهم، ليكونوا قادة استثنائيين. 
تميزت الكثير من المؤسسات في الدولة في تجسيد هذه الوصية، عبر صناعة القادة، وتجهيز قيادات صف أول وثانٍ وثالث، وتعزيز مهاراتهم، ومثل تلك المؤسسات ستكون قادرة على مواصلة التميّز، والاستمرار في تطوير الخدمات المقدمة، ومكانة مؤسساتهم محلياً. 
القادة في المؤسسات، لا بدّ أن يتحلوا بكثير من الصفات التي تجعلهم قادرين على استكمال رحلة تميّز الإمارات، وتعزيز مكانتها في التصنيفات العالمية، عبر التركيز على استشراف المستقبل، بالقراءة الصحيحة للاحتياجات المستقبلية، مع خلق رؤية واضحة للنمو المستدام، التي تدفع إلى تحقيق الأهداف. 
أما التفكير الريادي، فهو ضرورة في صفات القائد والإدارة الناجحة، مع التركيز على دعم التفكير الابتكاري، وخلق الحلول المتطورة، وخلق مزايا تنافسية للمجتمع والمؤسسات الحكومية، مع التركيز على المخاطرة، واحترام حقوق الإنسان، وإعلاء قيم المواطنة العالمية، وخلق التوازن بين الجنسين، والتركيز على العدالة الاجتماعية، حتى يصبح القادة مواطنين عالميين مسؤولين. 
التنوع وخلق بيئة تعزّز ثقافة المشاركة، من الضرورات، وكذلك الاستماع إلى وجهات النظر للوصول إلى تحقيق الأهداف، وإشراك المجتمع، مع الحفاظ على المرونة، عبر نشر ثقافة التعلم عبر التجارب، وتطبيق المهارات المكتسبة في التحديات الجديدة، مع تبنّي آلية التعامل مع المتغيرات ضمن المواقف المختلفة.
‏ أخيراً الاستثمار في الإنسان ضرورة، بالتعلّم والتدريب والتأهيل باستمرار، وخلق الفرص المناسبة للأفراد، وتطوير مهاراتهم التي تعدّ شغف الدولة؛ فالإنسان أولاً وثانياً وثالثاً، كما قال الشيخ محمد بن راشد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"