عادي

بعد مقتل الظواهري..هل باتت أمريكا أكثر أمناً؟؟

15:52 مساء
قراءة 3 دقائق
واشنطن - رويترز
أكد مسؤولون وخبراء أن الضربة التي نفذتها طائرة مسيّرة أمريكية، وأودت بحياة زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي أيمن الظواهري، حققت انتصاراً لاستراتيجية الرئيس جو بايدن لمكافحة الإرهاب بعد طول انتظار، لكنها زادت أيضاً مخاوف بشأن وجود متشددين في أفغانستان، قد يشكلون لاحقاً خطراً على الولايات المتحدة.
ومع مغادرة آخر الجنود، وضباط المخابرات الأمريكيين أفغانستان في أغسطس/ آب من العام الماضي، بعد حرب دامت 20 عاماً، تحول بايدن إلى استراتيجية «عبر الأفق» بالاعتماد على طائرات مسيّرة، وأخرى للتجسس، بهدف تعقب مقاتلي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين داخل ذلك البلد، واستهدافهم.
وتمنح الضربة التي نفذتها «سي.آي.إيه» الأحد، وسط مدينة كابول، وهي الأولى من نوعها منذ الانسحاب، بايدن إنجازاً نادراً، قبل أقل من شهر على الذكرى الأولى للخروج الفوضوي الذي شهد عودة «طالبان» للسلطة، ومقتل 13 جندياً أمريكياً، وخلّف عشرات الآلاف من الأفغان المعرضين للخطر.
وقال محلل شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون البحثي، مايكل كوجلمان: «إنها قصة نجاح واضحة ومباشرة».
وأضاف أن الولايات المتحدة فشلت في قتل الظواهري، الذي ساعد في تنسيق هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وخلف أسامة بن لادن في زعامة «القاعدة»، حينما كان لها وجود عسكري على الأرض، لكنها أثبتت أن بوسعها استهدافه بعد ما يقرب من عام من الانسحاب.
وقال العضو الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي توم مالينوفسكي على تويتر: «انتقدت قرار الرئيس بايدن بمغادرة أفغانستان، لكن هذه الضربة تظهر أننا ما زلنا نمتلك القدرة والإرادة للعمل هناك لحماية بلدنا».
إلا أن المسؤولين الأمريكيين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، قالوا: إنه لا تزال هناك أوجه قصور في الاستراتيجية. وأشاروا إلى أنه من دون اتفاقيات لإقامة قواعد في الدول المجاورة، فإن الطائرات الأمريكية المسيّرة ستواجه صعوبة في مراقبة الأهداف في المناطق النائية من أفغانستان.
وقال مسؤول أمريكي: إن ضربة الظواهري سيكون من الصعب تكرارها في أنحاء أفغانستان من دون شبكات من رجال الاستخبارات التي انتعشت خلال الوجود الأمريكي الذي دام 20 عاماً.
وقالت نيها أنصاري، محللة مكافحة الإرهاب في واشنطن: «كانت هذه ضربة نموذجية». وأضافت أن العملية تطلبت معلومات جيدة، وسماح الدول على الأرجح لواشنطن بتحليق مسيّرات عبر مجالها الجوي، وموقعاً محدداً، لكنها أكدت أن السؤال المتعلق بما إذا كانت هذه الظروف المثالية ستستمر يظل سؤالاً مفتوحاً.
وظهر مثال على صعوبة جمع معلومات استخباراتية في أفغانستان عام 2015، حين كان الآلاف من القوات التي تقودها الولايات المتحدة على الأرض، عندما فوجئ المسؤولون الأمريكيون باكتشاف معسكر تدريب ضخم لـ«القاعدة» في ولاية قندهار الجنوبية.
ويشير استخدام مسيّرة لضرب الظواهري إلى اتفاق تحليق سري مع دولة مجاورة، وهو أمر لا يملكه الجيش الأمريكي.
«قرع أجراس الإنذار»
ويثير وجود الظواهري في كابول، على بعد بنايات قليلة من السفارة الأمريكية المهجورة، تساؤلات عن وجود جماعات متشددة في ظل حكم «طالبان».
وأشارت الضربة إلى وجود خلل في اتفاق الانسحاب الذي وقعته واشنطن مع «طالبان»، والذي يسمح لـ«القاعدة» والجماعات المسلحة الأخرى بالبقاء في أفغانستان، طالما أنها لا تتدرب، أو تجمع الأموال، أو تخطط لشن هجمات.
وفي أواخر العام الماضي، قدَّرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - خراسان» يمكن أن تكون لديه القدرة على مهاجمة الولايات المتحدة في أقل من ستة أشهر، على الرغم من العداء بين مقاتلي «طالبان» و«داعش».
وكان كبار القادة الأمريكيين قالوا قبل الانسحاب العام الماضي: إن جماعات مثل «القاعدة» يمكن أن تشكل تهديداً من أفغانستان إلى الولايات المتحدة وحلفائها بحلول عام 2023.
وذكر تقرير للأمم المتحدة العام الماضي، أن ما يصل إلى 500 من مقاتلي «القاعدة» يتواجدون في أفغانستان، وأن طالبان تحافظ على علاقة وثيقة مع التنظيم المتطرف.
وقال مسؤول عسكري أمريكي: إنه بينما أصبح الظواهري إلى حد بعيد شخصية صورية في السنوات القليلة الماضية، فلا يزال هناك قلق من أن الجماعة قد تنمو مع قيام «طالبان» بتوفير الملاذ الآمن لها.
وقال دانيال هوفمان، الضابط السابق بالعمليات السرية في «سي.آي.إيه»: إن وجود الظواهري ومقاتلي «القاعدة» الآخرين في أفغانستان يجب أن يكون «كقرع أجراس الإنذار».
وأضاف: «أفغانستان تشكل خطراً واضحاً وقائماً. ولم تكن أبداً أكثر خطورة على الولايات المتحدة مما هي عليه الآن».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"