عادي

تعرف إلى سيرة خاصة بمعاقي الحرب

20:37 مساء
قراءة دقيقة واحدة
غلاف

الشارقة – الخليج
الكاتبة الألمانية مونيكا هيلفر، التي بدأت النشر في سبعينيات القرن الفائت، معروفة بتناولها لموضوعات جديدة، سواء في رواياتها أو مجموعاتها القصصية، لجهة البحث في دواخل الشخصيات، كما يتجلى في روايتها الحديثة "بابا".
في هذا العمل، الذي هو في جزء كبير منه عبارة عن سيرة ذاتية للكاتبة ووالدها، تترك هيلفر مساحة كبيرة للتأمل أمام قرائها، بدءا من شخصيات العمل (الوالد وابنته) حيث يعيشان داخل دار خاصة بمعاقي الحرب، ووالدها مسؤول عن هذه الدار، سيما وأنه صاحب إعاقة، فهو يعيش بساق اصطناعية، كما أنه أرمل وعاشق لقراءة الكتب.
ضمن هذا السياق يستمتع القارىء برواية ذات نكهة خاصة، فيتعرف على جزء من حياة مونيكا في طفولتها وشبابها في تلك المساحة الواسعة داخل مركز العلاج البدني والنفسي الذي يقع بين الجبال، وها هو السرد ينفتح على مصراعيه، حيث والدها ورفاقه يسردون جزءا ليس يسيرا من ذكرياتهم في الحرب، مع كل ما يخالط ذلك من مشاعر خوف وهلع حيث يتوجب على هؤلاء مواصلة القتال حتى النهاية.
تسترجع المؤلفة في هذه الرواية كذلك قراءاتها في مكتبة تلك الدار الخاصة بالمعاقين جراء الحرب، وما فيها من قصص وروايات، لربما تسهم في رفع شحنة الروح المعنوية لأولئك الصامتين طوال الوقت، أولئك الذين يشعرون بوحشة مضاعفة، وقد احتضنهم مكان قصي كتلك الدار النائية والقابعة بين الجبال.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"