عادي

قصائد تعبر مطارات الحنين في بيت الشعر بالشارقة

23:25 مساء
قراءة 3 دقائق
محمد البريكي وحضور أمسية بيت الشعر

الشارقة - «الخليج»

ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، واحتفاءً بالقصيدة والشعراء، وفي أجواءٍ صيفية لا تتوقف فيها أنشطة الشارقة الشعرية، أقام «بيت الشعر» بدائرة الثقافة في الشارقة مساء أمس الأول، أمسية شعرية شهدت حضوراً حاشداً من محبّي الشعر والأدب والثقافة لم تمنعه حرارة الصيف من الحضور، وأحياها محمد العياش وشيخة المطيري وعبدالكريم يونس، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وقدمها الشاعر نزار أبو ناصر الذي سرد بعضاً من سيرة «بيت الشعر» في التواصل مع المبدعين، واكتشاف أسماء جديدة تلتقي بالجمهور.

طاف الشعراء بأحاسيسهم في عوالم مختلفة، وعبرت قصائدهم مطارات الحنين، وتطرقت مضامينهم إلى الوطن والذات والوجود، في معزوفاتٍ أضفت روحاً من الإيجابية والتفاعل الحار مع القصيدة.محمد العياش الذي يقف لأول مرة على منبر بيت الشعر، بدأ قراءاته بقصيدة أهداها إلى «توأم الشمس» الشارقة، وتغنى فيها بينابيعها وأزهارها وأشجارها وطبيعتها الخلابة، ومما قرأ:

تَجِفُّ الينابيعُ في الأرضِ جُودَاً

وتَبْقَى ينابيعُهَا دَافِقَهْ

وقَدْ يَفرَغُ الزَّهرُ مِنْ عِطرِهِ

وتَبْقَى بأزْهَارِهَا عابِقَهْ

وتَعْشَقُ مَنْ جَاءَهَا عاشِقَاً

وما كُلُّ مَعشُوقَةٍ عَاشِقَهْثم قرأ مجموعة من النصوص عبرت عن الهم الذاتي، ومكابدة المحبوب في انتظار بريد يأتي رداً على الرسائل المتكررة، تشفي غليل من سهر الليالي وسافر في بحار الوجد، فهل وجد جواباً لتساؤلاته؟، ومما قرأ:

إنّي كتبتُ وما كَتَبْتِ

فمَتَى بريدُكِ سَوفَ يأتي..؟

وأنا بِبَحر الإنْتظارِ

أضيعُ مثلَ ضَيَاعِ وقتي..

لَمْ تَكْتُبي لي...رَغمَ أنّي

قد كَتَبْتُ.. وقد قَرَأتِوحلقت شيخة المطيري، في فضاء التجديد وهي تلبس قماش اللغة الأصيلة، وأضفت عليها صوراً بديعة استوحتها من البيئة وجمالها وهي ترفع كف حنين العمر في محراب القصيدة، ومما قرأت:

رفعت كف حنين العمر يا مددي          

وكيف يُرفع مكسور بلا عمدِ

قد كنت مبتدأ الأشياء حين بدا        

يلف أخباره بالضم والعقدِ

ولست أدري متى أصبحت جملته           

لكنه جمع الأضداد بين يدي

وقال لا تعربي أحلامنا فكفى          

الحالمون ضمير غير مفتقدِومن سفرها في عوالم الخيال واللغة والدهشة، قرأت نصّاً توشّح بالحزن، إلا أنه رسم البهجة بماء الشعر الذي انساب رقراقاً في القصيدة وهي تقول:

يسافر بي حزنٌ ويرجع بي حزنُ

مطارات عمري لم تعد بعده تحنو

جلست على غيم السماء وحيدةً

أنوء بأمطاري وأسأل يا مزنُ

وكان كتاب ما على ضفة الهوى

يفتِّحُ أكمام المطارات كي أدنو

ولكنه قد باع جلد عيوننا

فصرنا بلا عينين لا قلب لا أذنُاختتم القراءات الشاعر عبدالكريم يونس، الذي قرأ للوطن قصيدة تفيض بالحنين والاشتياق والمناجاة بألم الشعر ووجع المشاعر، مخاطباً دمشق الساكنة في وجدانه بقوله:

دمشقُ.. يا صورةً في القلبِ عالقةً

وطائفاً في خيالي غيرَ مُنزاحِ

كيف السبيلُ إلى وصلٍ تعودُ بهِ

تلك الليالي.. وسُمّاري.. وأفراحي

فأرتوي بعِناقٍ- طال مُرْتَقَبَاً-

للأهلِ والناسِ.. مِنْ جارٍ.. ومِنْ صاحِ

يا شامُ حتّامَ أبقى طائاً سَكَنَتْ

غصني الهمومُ فأمسى وَكْرَ أشباحِلم يبتعد صوت الحنين وهو يقلّب أفكاره ويبحث عنها في حقائب غربته التي عانى سياطها وهي تجلد ذاته، ليشتعل شعراً في قصيدة «سياط الغربة»:

يا غربةً تحتويني

ضيّعتِ زهوَ سِنيني

مازلتِ منذ شبابي

جلاّدةً لم تليني

تحولُ نارُكِ ظلماً

بين الرُّبوعِ وبيني

وكم سِياطُكِ أدمتْ

بالقهرِ دمعَ عيونيوفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي، الشعراء المشاركين ومُقدم الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"