على الرغم من ثورانه قبل أكثر من 7 أشهر، لكن تأثيرات انبعاثات بركان مملكة تونغا في المحيط الهادئ قد تمتد لسنوات طويلة، بعدما قذف كميات ضخمة من بخار الماء إلى طبقات الجو العليا، يتوقع أن تؤثر في درجة حرارة الأرض، بحسب دراسة، نشرتها وسائل إعلام أمريكية.
وبسبب الانفجار الهائل لبركان تونغا في منتصف يناير/ كانون الأول الماضي، في وصول عمود من الرماد إلى طبقة الستراتوسفير، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي للأرض، كما امتدت آثاره إلى مئات الكيلومترات، بعدما تسبب في موجات مد عاتية «تسونامي»، في المحيط الهادئ.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية، عن عالم الغلاف الجوي في ناسا، لويس ميلان، قوله إن البركان المذهل، دفع بكميات غير مسبوقة من المياه إلى طبقة الستراتوسفير، وتكفي لملء 58 ألف حوض سباحة أوليمبي الحجم.
وتابع ميلان: «لم نر شيئاً مثل هذا»، لافتاً إلى أنه عندما ثار البركان، تلامست مياه البحر مع الحمم البركانية التي كانت ساخنة للغاية، ما أدى إلى تشكيل «البخار المتفجر».
وقاد ميلان دراسة حاول قياس كمية المياه المتبخرة التي دفعها البركان إلى طبقة الستراتوسفير، التي تقع على مسافة 12-53 كيلومتراً من سطح الأرض. ووجد ميلان أن البركان أرسل كميات تقدر بنحو 146 تيتارارغرام (الواحد منها يساوي تيرليون غرام) إلى الستراتوسفير، وتساوي هذه الكمية 10 في المئة من إجمالي المياه الموجودة في الغلاف الجوي.
ويعتقد أن هذا البخار سيبقى لسنوات في الغلاف الجوي، ومن المرجح أن يؤثر في درجة حرارة الأرض. ويوضح ميلان أن هذا البركان قد يكون الأول الذي يُرصد تأثيره في المناخ، ليس من خلال تبريد السطح، الناجم عن هباء الكبريتات البركاني، ولكن من خلال الاحترار السطحي.
ويعتقد العلماء، بأن هذه الكمية من البخار ستستمر لحوالي 3-5 سنوات حتى تتبدد، لكن الماء الذي نتج عن ثوران البركان ربما يستغرق 5- 10 سنوات لكي يتبخر.
يذكر أن بركان تونغا، تسبب في هزة أرضية قوية، و«تسونامي» بلغ مداه في دول ساحلية بعيدة كنيوزيلاندا والولايات المتحدة والبيرو.
