عادي

«مرايا» يختتم معرض «خيطٌ رقيقٌ.. في رهافة الكلمات الهائمة»

19:48 مساء
قراءة 3 دقائق
  • المعرض تضمّن مجموعة من الأعمال الفنية الحديثة
  • الأعمال الفنية توجه نداء قوياً لتحقيق المساواة والعدالة
  • دي ماركي: هذا المعرض يمثل ذروة مسيرتي الإبداعية

يختتم مركز مرايا للفنون، المبادرة الإبداعية غير الربحية التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والتي تُعنى بدعم الفنانين في المنطقة، أول معرض فردي مؤسسي للفنانة الإيطالية من أصل لبناني كريستيانا دي ماركي بعنوان «خيطٌ رقيقٌ.. في رهافة الكلمات الهائمة».

تضمّن المعرض مجموعة من الأعمال الفنية الحديثة للفنانة دي ماركي. ويسلط الضوء على إبداعاتها التي تتناول موضوعات ذات طابع عالمي، وتباين المفاهيم الفردية مع الخبرات الجماعية المستمدة من الانتماء إلى الدول والجنسيات المختلفة.

واستوحى المعرض عنوانه «خيطٌ رقيقٌ.. في رهافة الكلمات الهائمة» التي أبدعها الشاعر الألماني من أصل روماني بول سيلان بعد الحرب العالمية الثانية عام 1955 كردّة فعل عن ويلات الحرب؛ حيث يستعين الشاعر بقوّة الكلمة للتعبير عن قدرة الإنسان على النهوض بعد سقوطه، وإمكانية التعافي من تجربة هددت وجوده. وصوّرت القصيدة القدرات البشرية في طريقها للتلاشي كخيط رفيع يبلغ المدى، لتعود بكامل قوتها. اعتمد المعرض على هذه التحفة الشعرية كنقطة انطلاق تعالج من خلالها مفهوم البناء والتدمير والعديد من الفروق الدقيقة.

كما تمثّل كلمة «خيط» في القصيدة المادة الأساسية التي استعانت بها الفنانة في المعرض؛ حيث استعملت مجموعة من الخيوط بألوان مختلفة وتقنيات متنوعة على عدة سطوح ثنائية وثلاثية الأبعاد.

وسعت الفنانة إلى تقديم صياغات مبتكرة في فن التطريز بالإبرة، والتي غالباً ما ارتبطت بالفنون النسوية والمنزلية القائمة على الحرف اليدوية؛ حيث أرادت دي ماركي تصوير هذه التقنية كوسيلة فنية معاصرة ومتعددة الاستعمالات لها حضورها المستقلّ وعكست إبداعاتها طابعاً حديثاً يتميّز بالبساطة المعزّزة غالباً بتدرجات أحادية اللون.

توجه دي ماركي نداء قوياً لتحقيق المساواة والعدالة من خلال أعمالها الفنية التي تلتزم المبادئ والأسس الأخلاقية لمعالجة مواضيع تشمل حقوق الإنسان الأساسية، وقوانين الدول المختلفة، والظروف التي أدت إلى منح هذه الحقوق أو منعها. وتبرهن إبداعات الفنانة على هذا التوجه؛ حيث تقدم من خلال عملها الفني الجديد على سبيل المثال قطعة فنية محبوكة تغطي جداراً يرتفع نحو 7 أمتار والتي تتباين بوضوح مع نظيرتها الأصغر حجماً والبالغة أبعادها 2×2 متر بما يحاكي مساحة زنزانة السجن، ليشكلا بذلك مثالاً عن فكرة استكشاف الحرية المكانية والحرمان منها في الوقت ذاته.

وقدّم هذا المعرض، الذي ضم أربعة أقسام رئيسية، إبداعات دي ماركي التفاعلية في القسم الأول، قبل أن يعرض أعمالاً فنية متسلسلة من القطع المحاكة في القسم الثاني. بينما تباين القسم الثالث مع هذه الأعمال صغيرة الحجم من خلال تحفة فنية كبيرة يبلغ مداها 7 أمتار بعنوان «النصب التذكاري للجدار المتهالك». أما القسم الرابع والأخير فقدّم لمحة عن تجربة دي ماركي مع الوسائط الفنية المتعددة، وتشمل عناصر الضوء والسطوع والإحساس بالأمل.

وعبرت كريستيانا دي ماركي، عن رؤيتها للمعرض وأهميته، قائلة: «ممتنة لمركز مرايا للفنون على إتاحته هذه الفرصة لي لعرض مجموعة كبيرة من أعمالي وتجاربي الفنية ضمن معرض فردي يقام في موقع المركز. فقد حرصت على مدى 15 عاماً الماضية على المشاركة الفاعلة في المشهد الفني لدولة الإمارات، ونجحت في تسجيل دخول قوي إلى المجتمع الفني فيها عندما تم اختياري للعمل كقيّمة فنية وكاتبة لدى مؤسسة (ذي فلاينغ هاوس) منذ تأسيسها. وأسهمت هذه التجربة الرائعة في ترسيخ فهم واضح بالنسبة لي حول التطور الفني في دولة الإمارات، كما منحتني دعماً قوياً من جانب زملائي الفنانين الذين سارعوا إلى تشجيعي على عرض أعمالي الفنية».

وتابعت: «أعتقد أن هذا المعرض يمثل ذروة مسيرتي الإبداعية التي حققتها حتى الآن كفنانة مقيمة في دولة الإمارات، والتي وجدت فيها دعماً قوياً لعرض رؤيتي الفنية، وبيئة ملائمة للخوض في الحوارات الفنية والممارسات الإبداعية».

توثيق وجولات تعريفية

أقيم المعرض تحت إشراف سيما عزّام، القيّمة الفنية لمركز مرايا للفنون، وتضمن مقاطع فيديو موثقة، وكتيّباً مصوراً لجميع أعمال الفنانة باللغتين العربية والإنجليزية، ويتضمن مقدمة بقلم د.نينا هايدمان، مديرة مركز مرايا للفنون؛ ومقالة للكاتبة والفنانة جيل ماجي، الأستاذ المساعد للفنون في جامعة نيويورك أبوظبي؛ وحواراً للفنانة مع الكاتبة والمحررة الفنية المستقلة نادين خليل، إضافة إلى مقالة موجزة حول فن التطريز بقلم الفنانة كريستيانا دي ماركي. كما تم تنظيم جولات تعريفية للزوار برفقة القيمة الفنية للمعرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"