عادي
أوراق قضائية

مروجة السموم

23:28 مساء
قراءة 3 دقائق
1

كتب: أمير السني

ذهبت إلى العنوان المحدد في أحد الفنادق الصغيرة.. وما إن دلفت من الباب حتى اتجهت إلى المصعد، لتتجنب أسئلة موظف الاستقبال الذي كان يقف ويراقب حركة الناس في الدخول والخروج.

وحاولت الإيحاء بالثقة في سيرها كأنها من النزلاء، كي لا يشك فيها الموظف، وتستطيع أن تصل إلى غرفة الشخص الذي جاءت من أجله.. نجحت خطتها فقد ابتسم لها موظف الاستقبال، وتحرك بسرعة نحو باب المصعد، وفتح لها الباب، لتصعد معتقداً أنها أحد النزلاء، وبادلته الابتسامة وقالت له بلكنة إنجليزية متقنة: شكراً.

صعدت الفتاة العشرينية إلى الغرفة وطرقت الباب طرقاً خفيفاً حتى لا تلفت الأنظار على الرغم من أن الممر الذي يحتوي على عدد كبير من الغرف المقابلة كان خالياً، ففتح لها الباب رجل نحيف ذو بشرة سمراء بدا أنه من إحدى الدول الإفريقية، فدخلت سريعاً وقبل أن يغلق الباب أخرج رأسه يراقب الممر حتى يطمئن أنه لم يرها أحد وبعدها أغلق الباب وذهب إلى الفتاة التي كانت تجلس على الكرسي.

قدم الرجل للفتاة قاروة ماء، وبعدها جلس على الكرسي إلى جوارها وسألها عن الشيء الذي ستسلمه له، فأخرجت ذلك الشيء من حقيبتها وسلمته له، وذهب إلى درج جوار سريره وأخرج مبلغاً مالياً كبيراً أعطاه لها، وعلى الفور أدخلته في حقيبتها، وهمَّت بالخروج ولكنه طلب منها الانتظار قليلاً كي يتأكد من خلو الممر، وفتح الباب وأخرج رأسه ينطر يميناً ويساراً، وبعد التأكد من عدم وجود حركة سمح لها بالذهاب.

خرجت الفتاة من الفندق الصغير، وكانت في انتظارها سيارة رمادية اللون بداخلها صديقها ركبت سريعاً بجواره وانطلقت السيارة إلى مكان آخر كان عبارة عن بناية كبيرة توقفت السيارة أمامها وسلم الصديق الفتاة شيئاً ملفوفاً، ولكنه بحجم أصغر من الحجم السابق الذي تسلمته من الرجل الأسمر بالفندق، وأدخلت ذلك الشيء في حقيبتها، وخرجت من السيارة متجهه إلى البناية المذكورة، وصعدت إلى الطابق الخامس عشر ووقفت أمام إحدى الشقق من دون أن تطرق الباب وإنما أخرجت هاتفها وأجرت اتصالاً وعلى الفور فتح الباب؛ حيث كان صاحب الشقة بانتظارها خلف الباب وهو رجل أربعيني عريض الجسم من الجنسية الآسيوية.

دخلت الفتاة إلى داخل الشقة، وسلمته «الأمانة» وبالمقابل أخرج لها مبلغاً مالياً، وسلمه لها، وخرجت مسرعة لتذهب إلى حيث ينتظرها صديقها، تحت البناية وعندما اتجهت إلى السيارة وجدت عدداً من الرجال يقفون إلى جانب صديقها ويتحدثون معه، وآخرين يفتشون السيارة، وأيقنت أن هؤلاء رجال شرطة بالزي المدني، وحاولت الهروب ومرت من أمام السيارة كأنه لاعلاقة لها بها، لكن أحد رجال التحريات لاحظ ارتباكها ووقوفها بقرب السيارة ثم الابتعاد عنها، واتجه إليها مباشرة وطلب منها هويتها وسألها عن علاقتها بصاحب السيارة وعنصر المفاجاة جعلها تعترف بأنه صديقها، وأمرها رجل التحريات بفتح حقيبتها وعثر على مبالغ مالية في الحقيبة وشيء ملفوف بعناية، فطلب منها فتح ذلك الشيء ففتحه وتبين أنه مواد مخدرة.

تم اقتياد الفتاة وصديقها إلى مركز الشرطة وبالتحقيق معهما، أقرت الفتاة أنها تقوم بتوزيع المخدرات التي يسلمها لها صديقها مقابل مبلغ مالي يسلمه لها عند كل عملية، فيما اعترف الصديق بأنه يقوم بالترويج للمخدرات، وأن لديه عملاء تذهب إليهم الفتاة (صديقته) لتسلمهم المخدرات، وأرشد الصديق على عناوين العملاء الذين قام بتوزيع المخدرات عليهم، وتمت مداهمة عدد منهم وبحوزتهم المخدرات، وقضت المحكمة بمعاقبة المتهمين بالسجن لمدة عام، والإبعاد خارج الدولة عقب انتهاء المدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"