عادي
بعد بيانات قوية للوظائف

«وول ستريت».. مكاسب أسبوعية وسط قلق من رفع أعلى للفائدة

19:22 مساء
قراءة 3 دقائق

على الرغم من التوترات الجيوسياسية التي أقلقت الأسواق خلال الأسبوع الماضي، حققت الأسهم الأمريكية مكاسب أسبوعية بعد تقرير الوظائف القوي المفاجئ الذي خفف من مخاوف الركود، لكنه مهد الطريق أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة بحدة في اجتماعه المقبل.

وعانى مؤشر «ستاندرد أند بورز» انخفاضاً، الجمعة، وهبط 1.1% خلال الجلسة، لكنه والمؤشر «ناسداك» اختتما أسبوعهما الثالث من المكاسب، وهي أطول سلسلة صعود منذ أبريل لكليهما. وأنهى «ستاندرد أند بورز» الأسبوع مرتفعاً 0.3%، بينما بلغت مكاسب المؤشر «ناسداك» الأسبوعية 2%، وبالمقابل سجل «داو جونز» خسائر أسبوعية طفيفة بنسبة 0.1%.

وأغلقت بورصة «وول ستريت» على انخفاض، الجمعة، متأثرة بانخفاض أسهم «تيسلا» وشركات أخرى متصلة بالتكنولوجيا، بعدما ثبط تقرير عن نمو قوي للوظائف التفاؤل الذي ساد مؤخراً من أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، ربما يوقف حملته الشرسة للسيطرة على أعلى تضخم منذ عقود.

أظهرت البيانات أن أصحاب الأعمال الأمريكيين عيّنوا عاملين بعدد تجاوز بكثير التوقعات في يوليو/تموز، لتستمر الزيادة في الوظائف للشهر التاسع عشر على التوالي، مع انخفاض معدل البطالة إلى معدلات ما قبل الجائحة عند 3.5%.

وانخفض سهم «تيسلا» وألقى بظلاله على مؤشري «ستاندر أند بورز» و«ناسداك». كما انخفض سهما «ميتا بلاتفورمز» التي تملك «فيسبوك»، و«أمازون»، مما أدى إلى تراجع المؤشر.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع زيادة احتمالات رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، مما ساعد على رفع أسهم بنك «جيه بي مورجان» وبنوك أخرى.

ويوم الجمعة، خسر «ستاندرد أند بورز» 0.17%، عند الإغلاق إلى 4144.71 نقطة، في حين تراجع «ناسداك»0.51%، إلى 12655.68 نقطة. وارتفع «داو جونز» 69.97 نقطة، أو 0.21% إلى حدود 32800 نقطة.

تقرير الوظائف

وأكد تقرير الوظائف القوية وجهة نظر الاحتياطي عن اقتصاد مرن يمكنه تحمل زيادات إضافية في أسعار الفائدة. وقام المتداولون بإعادة ضبط التوقعات الخاصة بسياسة الاحتياطي، مع زيادة ثلاثة أرباع نقطة مئوية، وهو السيناريو الأكثر احتمالية في اجتماع سبتمبر، حيث يكافح البنك المركزي التضخم.

ويعطي المتعاملون بعض الاحتمالية لرفع سعر الفائدة الفيدرالي بشكل متقطع، حيث أكد حفنة من مسؤولي الاحتياطي هذا الأسبوع، عزم البنك المركزي على خفض الأسعار المرتفعة.

ومن بين هؤلاء، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، الذي قال إنه يفضل استراتيجية تحميل زيادات كبيرة في أسعار الفائدة.

ومن المحتمل أن يكون هذا الموقف قد تعزز بعد تقرير الوظائف يوم الجمعة، مستبعداً إمكانية وجود محور مسالم الذي ألمح إليه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الأسبوع الماضي.

رأس «وول ستريت»

وقال نيل دوتا، رئيس قسم الاقتصاد في «رينيسانس ماكرو ريسيرتش»: «يتوافق تقرير الوظائف هذا مع الطفرة التضخمية. لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الكثير من العمل الذي يتعين القيام به بطريقة غريبة، يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن يكون أكثر جرأة في دفع ارتفاع الأسعار، يجعل سيناريو الهبوط الصعب أكثر احتمالية».

وقال وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملات في «Brown Brothers Harriman & Co»: «احتمالات التحرك بمقدار 75 نقطة أساس الشهر المقبل ارتفعت، كما ينبغي. ما زلنا نحصل على واحدة أخرى تقرير الوظائف قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لشهر سبتمبر، لكن باستثناء وقوع كارثة، أعتقد أن 75 نقطة أساس، إذن، هي صفقة منتهية».

أما إيريك ثيوريت، الاستراتيجي في «مانولايف إنفستمنت مانجمنت»، فقال: «بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، يؤكد هذا التقرير الحاجة إلى مواصلة التشديد، ويؤيـــد أيضاً الكثير من تصريحات المتحدثيـــن من الاحتياطي هذا الأسبوع التي سعت إلى تقويـــض توقعــــات سعــــر الفائدة. بالنسبة للأســـواق، قد يشكــــل التقرير تحدياً للأسهـــم الحساســـة لأسعار الفائدة مثل التكنولوجيا التي كانت مؤخراً رائدة من حيث أداء القطاع».

استعادة الوظائف المفقودة

وقالت سيما شاه، كبيرة الاستراتيجيين في شركة «Principal Global Investors»: «تمت الآن استعادة جميع الوظائف المفقودة أثناء الوباء، ولكن في حين أن هذه أخبار إيجابية، فإن الأسواق ستأخذ رقم اليوم كتذكير في الوقت المناسب بأنه لا يزال هناك مزيد من عمليات رفع الاحتياطي الفيدرالي التي لا تزال قادمة. الأسعار تتعدى 4%، رقم اليوم يجب أن يزيل أي مشككين».

وقال بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في «Bleakley Financial Group»: «كان هذا رقماً كبيراً مع تحسن كبير واضح في التوظيف، ولكن عندما يحدث هذا في نفس الوقت الذي ينخفض ​​فيه الناتج المحلي الإجمالي، فهذا يعني أن الإنتاجية تنخفض. أيضاً، نظراً لأن وتيرة الفصل من العمل وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ تسعة أشهر، فإن وتيرة التوظيف هذه ليست مستدامة». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"