عادي
15 مفاعلاً في أوكرانيا تثير مخاطر «الإرهاب النووي»

العالم يحبس أنفاسه بعد قصف «زابوريجيا».. فهل تتكرر فاجعة «تشيرنوبل»؟

15:34 مساء
قراءة 3 دقائق

أشعل استهداف محطة «زابوريجيا» النووية، مخاوف حول العالم من حدوث كارثة نووية، خاصة مع نفي كييف وموسكو استهدافها، وتبادلهما الاتهامات بـ«الإرهاب النووي»، بعد ضرب المحطة الأكبر في أوروبا، وسط موجة تنديد دولية، تخشى من تكرار فاجعة كارثة «تشيرنوبل».

غياب السلام


وفي غياب كل فرص السلام، تثير الحرب الجارية مخاطر تواصل استهداف المحطات النووية التي تملك منها أوكرانيا نحو 15 مفاعلاً، تشمل ستة مفاعلات في الخدمة بمنطقة زابوريجيا، وثلاثة بمنطقة جنوب أوكرانيا، وأربعة بمنطقة ريفني، واثنين في خميلننيتسكي.
وتعرضت محطة زابوريجيا التي يعود تاريخ إنشائها، إلى عام 1980، يوم الجمعة الماضي، إلى قصف مدفعي، خلّف أضراراً بخطّ لربط التيار الكهربائي، ما تسبّب بتوقّف أحد المفاعلات الرئيسية بالمحطة.

مخاطر  جسيمة


وأكدت شركة «إنرغوأتوم» الأوكرانية، التي تدير المحطة تعرضها إلى ثلاث ضربات، محذرة بعدها من «مخاطر بشأن تسرب هيدروجين وانتشار مواد مشعة، وخطر حريق مرتفع».

اقرأ أيضاً: روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بضـرب أكبـر محطـة نووية في أوروبـا
ووصفت أوكرانيا التي اتهمت روسيا بالحادثة، «تداعيات استهداف مفاعل نووي قيد التشغيل بتداعيات استخدام قنبلة نووية»، داعية المجتمع الدولي إلى إجبار روسيا على مغادرة المحطة، وإعادتها إلى أوكرانيا.
لكن الجيش الروسي نفى من جانبه، استهداف المحطة، وأكد أن «تشكيلات مسلحة أوكرانية نفذت ثلاث ضربات مدفعية على أراضي المحطة ومدينة إنرغودار»، داعياً «إلى إدانة الأفعال الإجرامية لنظام زيلينسكي الذي يقوم بأعمال إرهاب نووي».

استهداف متكرر


وفيما تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساعيها لإرسال بعثة إلى المكان، لتقصي الوضع، ندد الاتحاد الأوروبي بما وصفه بـ«الانتهاك غير المسؤول» لقواعد السلامة النووية»، بعد قصف المحطة التي استولت عليها روسيا منذ مطلع مارس/ آذار الماضي.
وأبدت وكالة الطاقة الذرية مخاوف كبيرة، إزاء قصف أكبر محطة نووية أوروبية، ما يؤكد الخطر البالغ لوقوع «كارثة نووية يمكن أن تهدد الصحة العامة والبيئة في أوكرانيا وخارجها»، داعية جميع أطراف النزاع إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس».
ولا يعد هذا هو الاستهداف الأول للمحطة النووية خلال النزاع الأوكراني الروسي؛ إذ تعرضت سابقاً إلى قصف تسبب في اشتعال أحد مراكز التدريب فيها، في عملية جرى أيضاً تبادل الاتهامات فيها بين كييف وموسكو.

كارثة تشيرنوبل


وأنشئت محطة زابوريجيا النووية في العهد السوفييتي، في عام 1980، وهي واحدة من أربع محطات نووية عاملة في أوكرانيا، وتولد نحو 42 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء، ما يمثل نحو 40% من إجمالي الكهرباء المولدة من المحطات النووية الأوكرانية.
وبدأ عمل المحطة فعلياً في عام 1984، وأنتجت أكثر من 1.23 تريليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء اعتباراً من ديسمبر/ كانون الأول 2021.
وتتكون المحطة من ست وحدات مفاعلات الماء المضغوط (PWR)، بسعة كهربائية إجمالية تبلغ 1000 ميغاوات لكل منها.وشغلت الوحدة الأولى في عام 1984، وشغلت الوحدات الأربعة الأخرى، خلال الأعوام اللاحقة.
وفي عام 1990، وبسبب مخاوف من تكرار كارثة تشيرنوبل، أوقفت بناء وحدات نووية جديدة، فتعطل بناء في الوحدة 6، لكن سرعان ما دفع زيادة الطلب على الكهرباء، إلى الإسراع فيها، لتدخل الخدمة عام 1995، لتصبح أول وحدة مفاعل نووي في أوكرانيا المستقلة.
وأشعلت الحرب الأوكرانية الروسية، المخاوف حول العالم من كارثة نووية، على غرار مأساة مفاعل تشيرنوبل التي تعد أسوأ حادث نووي في التاريخ، شهده العالم عام 1986، بعدما انفجر مفاعل نووي في المحطة، ما أرسل سحابة مشعة عبر أوروبا. وتمت تغطية المفاعل التالف فيما بعد بغطاء واقٍ، لمنع التسربات، فيما لا تزال منطقة المحطة محظورة، وما زالت خسائر البشرية موضع جدل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"