عادي
سلطان الجابر: نجاح الأعمال والشركات نتيجة للاستثمارات الوطنية

رؤية محمد بن زايد تركز على تنمية القدرات في العلوم والذكاء الاصطناعي

20:04 مساء
قراءة 6 دقائق
سلطان الجابر: رؤية محمد بن زايد تركز على تنمية القدرات في مجال العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • الجامعة تحتل المرتبة 30 عالمياً في مجالات تركيزها
  • التحول الرقمي مهم لنجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • «ثمامة» حققت قيمة تجارية 1.1 مليار دولار أمريكي
  • «التحكم الرقمي» حقق قيمة تجارية تفوق المليار دولار
  • طلاب الجامعة يبحثون الارتقاء بآليات تشخيص السرطان
  • 16 تريليون دولار زيادة متوقعة في الاقتصاد العالمي

 

أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تركز على تنمية القدرات في مجال العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كعوامل أساسية لتحقيق نقلة نوعية على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتطرق في حوار مع وسائل الإعلام إلى دور جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الريادي في قطاعات حيوية مثل الاقتصاد والاستدامة والابتكار في قطاع الطاقة، متوقعاً أن يساهم الذكاء الاصطناعي بزيادة تقدر بحوالي 16 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي.

وتناول الحوار محاور عدة من بينها منصة «ثمامة» في «أدنوك» التي حققت قيمة تجارية بلغت 1.1 مليار دولار أمريكي منذ إطلاقها عام 2017، عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتقنيات الرقمنة.

وفي ما يلي نص الحوار:

* أين تكمن أهمية تأسيس جامعة مخصصة بأكملها للذكاء الاصطناعي؟

- في عام 2017، وضعت دولة الإمارات استراتيجية وطنية طموحة في مجال الذكاء الاصطناعي تجسّد أهداف الدولة بأن تصبح من الدول الرائدة في هذا المجال بحلول عام 2031، وذلك في إطار مئوية الإمارات 2071. وستؤدي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحقيق هذه الرؤية من خلال المساعدة في إيجاد فرص اقتصادية وتعليمية واجتماعية جديدة، للمواطنين والحكومات والشركات ضمن بيئة يزدهر فيها الابتكار.

وكما جاء في كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قبل عدة أسابيع، التي أوضحت رؤية سموه الرامية إلى تنمية قدراتنا محلياً في مجال العلوم والتكنولوجيا وتطويرها، لتحقيق فوائد لجميع قطاعات الاقتصاد والمجتمع، وتماشياً مع هذه الرؤية حول رعاية هذه الكفاءات وتدريبها وصقلها وتطويرها داخل الدولة وخارجها، فقد وضعت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لنفسها أهدافاً طموحة، حيث ستسهم الجامعة بشكل أساسي في البحث والتعليم، وستقوم بدور قيادي على الصعيد الفكري لمساعدة الإمارات على الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة في الحاضر والمستقبل. وحتى الآن، نجحت الجامعة في استقطاب 34 من أفضل الباحثين الذين انضموا إلى هيئتها التدريسية، منهم 58% ممن عملوا في أفضل 100 مؤسسة للذكاء الاصطناعي في العالم.

وتحتضن الجامعة حالياً 133 طالباً من 37 دولة، ما يعكس التنوّع الثقافي والاجتماعي في دولة الإمارات.

ويزداد تركيز الحكومات والشركات على دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتها نحو التحول الرقمي لتصبح عملية التحول أسرع وأكثر سلاسة وكفاءة، خاصةً أن الرقمنة مهمة جداً لنجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من إمكاناته.

* برأيكم أي القطاعات يمكن أن تكون الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي؟

- تركز دولة الإمارات على الاستفادة من أصول الذكاء الاصطناعي المادية والرقمية في مجالين أساسين هما أصول الصناعة والقطاعات الناشئة من جهة، والحكومة الذكية من جهة أخرى.

يتضمن المجال الأول العديد من الفرص الكبيرة للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، منها الموارد والطاقة، والخدمات اللوجستية والنقل، والسياحة والضيافة، والرعاية الصحية، والأمن السيبراني. ففي قطاع الطاقة على سبيل المثال، نعمل على إدخال التكنولوجيا المتقدمة في جميع مراحل وجوانب سلسلة القيمة، وذلك لتعزيز كفاءة الأصول وتحسين الأداء إلى أقصى حد. وإذا أخذنا مثالاً آخر من قطاع النفط والغاز، نرى أن منصة «ثمامة» القائمة على الذكاء الاصطناعي والتابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) حققت قيمة تجارية بلغت 1.1 مليار دولار أمريكي منذ إطلاقها عام 2017 عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتقنيات الرقمنة.

وتعتبر «أدنوك» رائدة في مجال نشر التقنيات المتطورة ضمن القطاع الصناعي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتقنيات «البلوك تشين» والرقمنة.

ويعد مركز التحكم الرقمي «بانوراما» في «أدنوك» أحد أكبر المنصات التنبئية في العالم، حيث يجمع المركز الرائد عالمياً المعلومات والبيانات الفورية من مختلف شركات مجموعة «أدنوك»، وباستخدام النماذج التحليلية الذكية، يستعرض المركز 250 ألف نقطة بيانات فورية من جميع المواقع التشغيلية، ليوفر تكاملاً تاماً للبيانات بين المنشآت البحرية والبرية. ومنذ إطلاق مركز «بانوراما» في عام 2017، حقق قيمة تجارية تفوق المليار دولار أمريكي.

كما أطلقت «أدنوك» شركة «إيه آي كيو» (AIQ) كمشروع مشترك مع مجموعة «جي 42» (G42)، لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

*هل يمكنكم إطلاعنا على بعض الأمثلة التي تجسد الدور الذي أدته الجامعة في هذا التغيير؟

- أبرمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي العديد من اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي مع عدد من المؤسسات المرموقة، مثل هيئة أبوظبي الرقمية، ومعهد الابتكار التكنولوجي، ومعهد وايزمان للعلوم، وغيرها من المؤسسات.

كما أبرمت مؤخراً اتفاقية تعاون مع شركة «آي بي إم» العملاقة في مجال التكنولوجيا لإطلاق مركز جديد للتميز مخصص لبحوث الذكاء الاصطناعي وتطويرها.

أما في قطاع الرعاية الصحية، فتعاونت الجامعة مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي القادرة على توقع الإصابة بسكتة قلبية قبل حدوثها.

كما يعمل طلاب جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على الارتقاء بآليات تشخيص مرض السرطان وعلاجه، وفحوص اضطراب طيف التوحد عند الأطفال. كما يستفيد الطلاب من الذكاء الاصطناعي في تصميم حلول لتعزيز مستويات سلامة السائقين وتقليل المخالفات المرتكبة في قطاع النقل، ونالت هذه الجهود تقدير هيئة الطرق والمواصلات بدبي.

* كيف يتم قياس مدى نجاح جامعة بحثية مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي؟

- يُقاس نجاح الجامعات البحثية بأهمية البحوث التي تعمل عليها، إلى جانب مستوى المواهب التي تستقطبها. فبعد عامين فقط من تأسيسها، احتلت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي المرتبة 127 عالمياً بين المؤسسات التي تُعنى بإجراء الأبحاث في مجال علم الحاسوب، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأنظمة والنظريات ومجالات أخرى متعددة التخصصات، مثل علم الروبوتات ورسومات الحاسوب وتصوير البيانات، وغيرها من المجالات. والجدير بالذكر أن هذا التصنيف يضع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بمصاف مؤسسات عالمية بارزة مثل نوتردام، وجامعة ليفربول، ومعهد وايزمان للعلوم، وجامعة أوساكا، والمدرسة العليا للأساتذة في فرنسا وغيرها من المؤسسات التعليمية المرموقة.

وفي مجالات التركيز الحالية لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تشمل الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية، احتلت الجامعة المرتبة 30 عالمياً متقدمةً بذلك على العديد من الجامعات البحثية العريقة في جميع أنحاء العالم، مثل جامعة ميشيغان وجورجيا تك وجامعة تورنتو في أمريكا الشمالية، وإمبريال كوليدج لندن، ومدرسة الفنون التطبيقية في لوزان، وجمعية ماكس بلانك في أوروبا، وجامعة طوكيو وجامعة سيول الوطنية وجامعة سيدني في آسيا والمحيط الهادئ.

* كيف تتعاملون مع احتمال رفض التغيير والتطوير من قبل بعض الجهات في السوق؟

- هدفنا هو مساعدة الشركات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص على إعادة تنظيم أولوياتها، وسيكون من الضروري إيضاح أهمية التغيير والمزايا التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، مثل التقدم على مستوى التكنولوجيا والأتمتة والتنبؤ بالنتائج، مما ينعكس إيجاباً على أدائها.

ونعمل على تحقيق ذلك عبر عدّة طرق، منها تمكين كبار المسؤولين وصناع القرار وواضعي الاستراتيجيات في القطاعين الحكومي والخاص على إدراك تأثير الذكاء الاصطناعي في تعزيز النجاح مستقبلاً. وتقدم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تدريباً عالي المستوى من خلال برنامجها التنفيذي الذي يجمع مسؤولين من قطاعات مختلفة لإطلاق الحوار في ما بينهم وزيادة قدرتهم التنافسية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة وعلم الروبوتات.

* لقد بينتم لنا دور الجامعة في تطوير المواهب والابتكار، ولكن كيف تتجلى أهمية البحوث الأساسية بالنسبة للدولة؟

- أعتقد أن البحوث الأساسية، التي تركز على تطوير المعرفة العلمية للإلمام بموضوع ما، هي استثمار بعيد المدى. وتماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة، نعمل على إرساء وترسيخ ثقافة البحث والتطوير، كما نعمل على أن تساهم الجامعة في تحقيق استراتيجيتنا الوطنية للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، وتركز خططنا الوطنية بشكل أساسي على عام 2050. كما يركز مشروع مئوية الإمارات على عام 2071، لذلك، فقد اعتدنا على التخطيط طويل الأمد.

* برأيكم، كيف يمكن للصناعة أن تكون من القطاعات الرئيسية بالإمارات خلال العقود القادمة؟

- بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة، قمنا بتطوير خطة وطنية لتؤدي الدولة دوراً قيادياً في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بزيادة تقدر بحوالي 16 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي. وأعطت الإمارات الأولوية للذكاء الاصطناعي من خلال الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي وتعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في العالم. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"