عادي

مراتب وفضل صوم عاشوراء

18:39 مساء
قراءة 3 دقائق
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يستحب صوم التاسع والعاشر من شهر الله المحرم.
وقال المركز: سنّ لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صوم يوم عاشوراء؛ لما فيه من تكفير للسيئات، وزيادة في الحسنات؛ فعن أبي قتادة، رضي الله عنه، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «صوم عاشوراء يكفّر السنة الماضية». [أخرجه النسائي]
وفي السياق نفسه، قالت دار الإفتاء المصرية، عن حكم صوم تاسوعاء وعاشوراء، إن صيام يوم التاسع ويوم العاشر من شهر الله المحرم سُنة مستحبة؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه صام يوم عاشوراء وقال: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمنا اليوم التاسع»، أخرجه مسلم.
وأكدت أنه يجوز شرعاً الجمع بين نية صوم التاسع من شهر الله المحرم ونية صوم السنّة في صوم الاثنين، ويحصل بذلك إدراك فضل صوم كلٍّ من هذين اليومين؛ إذ المقصود بصوم يوم الاثنين وصوم يوم التاسع من شهر الله المحرم إحياء اليوم بالصوم، وهو حاصل في هذه الحالة، فاعتُبرت النّيّتان.
وذكر العلماء أن صوم عاشوراء على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى صوم ثلاثة أيام: التاسع والعاشر والحادي عشر.
والمرتبة الثانية صوم التاسع والعاشر.
والمرتبة الثالثة صوم العاشر وحده.
وجاء في الترمذي بإسناد حسن، أنه قد يكون هو اليوم الذي تاب فيه الله على قوم، ويتوب على آخرين، ولكن ليس في الحديث تعيين لهذا اليوم، ولا لهؤلاء الأقوام، وصحّ من حديث أبى إسحاق عن الأسود ابن يزيد، قال: سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء، فقال: المحرم شهر الله الأصم، فيه يوم تيب فيه على آدم، فإن استطعت ألا يمر بك إلا وأنت صائم فافعل [تفسير القرطبي ج 1 ص 324] وهو حديث غير مرفوع إلى النبي، صلى الله عليه وسلم.
وجاء في مسند أحمد أنه ربما يكون هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي. ولا أعلم درجة هذا الحديث، كما جاء في الكتب حوادث أخرى في يوم عاشوراء ليس لها سند صحيح، منها مولد الخليل إبراهيم، ومولد موسىن ومولد عيسى، وبردت فيه النار على إبراهيم، ورفع العذاب عن قوم يونس، وكشف الضر عن أيوب، ورد البصر على يعقوب، وأخرج يوسف من الجب، ويوم الزينة الذي غلب فيه موسى السحرة.
تكفير الذنوب
وهناك رأي للعلماء يرى أن تكفير الذنوب بصوم عاشوراء المراد بها الذنوب الصغائر، وهي ذنوب سنة ماضية أو آتية، إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات. أما الكبائر فلا تكفّرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفّرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
وقال النووي: اختلف في حكم صوم عاشوراء في أول الإسلام حين شرع قبل رمضان، فقال أبو حنيفة كان واجباً لظواهر الأحاديث، ولأصحاب الشافعي وجهان: وجه كأبي حنيفة، والأشهر أنه لم يزل سنّة حين شرع، لكن كان متأكد الاستحباب، فلما فرض رمضان صار استحبابه أقل من الأول، ويظهر الخلاف في النية هل يجب تبييتها، أو تمكن قبل الزوال؟ الله أعلم بما كان عليه الصحابة حينذاك، ولا أثر له الآن.
وثبت في الصحيحين أن ابن مسعود أفطر يوم عاشوراء، ولما سئل قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل صوم رمضان، فلما نزل رمضان تركه، والتفسير الصحيح لفعل ابن مسعود وقوله أن صوم عاشوراء ترك النبي صلى الله عليه وسلم وجوبه بعد فرض صيام رمضان، وبقي مستحباً كما تدل عليه الروايات الأخرى.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"