عادي
يجسّد الانفتاح على الحضارات

«اللوفر أبوظبي» متحف عالمي للإنجازات الإنسانية

00:32 صباحا
قراءة 4 دقائق
تزايد إقبال الزوار على اللوفر أبوظبي تصوير محمد السماني
جلسات تحت القبة تصوير محمد السماني
متحف اللوفر في السعديات في أبوظبي تصوير محمد السماني
إقبال لافت على متحف اللوفر تصوير السماني
زوار أمام إحدى القطع تصوير محمد السماني
جانب من قاعات المتحف
تصوير: محمد السماني
  • يغطي مساحة 9200 متر مربع من صالات العرض الفنية

أبوظبي: نجاة الفارس
متحف اللوفر أبوظبي في جزيرة السعديات، صرح ثقافي عالمي يشرع أبوابه أمام عشاق الفن والثقافة من كافة الأعمار، ويتيح لهم الفرصة كي يقضوا أجمل الساعات في ربوعه؛ حيث يعرض الإنجازات الثقافية للإنسانية من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا، ويمثل فرصة فريدة من نوعها تجمع ما بين التقدم الثقافي والانفتاح الذي تعكسه رؤية الإمارات العربية المتحدة من جهة، والخبرة الفرنسية في عالم الفن والمتاحف من جهة أخرى.

يشهد المتحف تزايداً في أعداد الزوّار الذين يتوافدون عليه من كافة الجهات؛ حيث إن الأعداد كانت قد انخفضت في فترة جائحة كورونا، لكن منذ بضعة أشهر عادت الحياة والحركة والنشاط وعاد المتحف ينبض بالمعارض والأنشطة والفعاليات النوعية، والتي تستقطب الزوار من شتى أنحاء العالم.

الانفتاح على الحضارات

ويعد اللوفر أبوظبي أول متحف عالمي في الوطن العربي يجسّد الانفتاح على الحضارات، وباعتباره إحدى المؤسسات الثقافية الواقعة في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، يجد عشّاق الفن ملاذهم بين الأعمال الفنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية القادمة منذ القِدَم حتى أيامنا هذه، كما يعد المتحف منارة ثقافية جديدة تجمع مختلف الثقافات وتسلّط الضوء على قصص الإنسانية المشتركة لنتأملها من منظور جديد، فهو يعرض الإنجازات الثقافية للإنسانية من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا، دون أن يتم الفصل بين قاعات العرض بحسب الجغرافيا، لكن بحسب الترتيب الزمني، وذلك بغية تعزيز الاحترام والفضول والتعلم والتأمّل الذاتي لدى رواد المتحف.

مشروع ثقافي

انطلق مشروع متحف اللوفر أبوظبي في عام 2007، نتيجة شراكة بين فرنسا والإمارات، تقوم على تطوير نوع جديد من المؤسسات الثقافية، وكانت ثمرة الاجتماعات متحفاً تضرب جذوره في القيم الإنسانية العالمية، وهو الأول من نوعه في المنطقة، ويُمثّل المتحف فرصة فريدة من نوعها تجمع ما بين التقدم الثقافي والانفتاح الذي تعكسه رؤية الإمارات العربية المتحدة من جهة، والخبرة الفرنسية في عالم الفن والمتاحف من جهة أخرى، بهدف تسليط الضوء على جوهر الإنسانية.

ويعكس المتحف الطبيعة الديناميكية للعالم العربي المعاصر، مع احتفائه بالتراث مُتعدد الثقافات في المنطقة؛ حيث يعمل بالتعاون مع وكالة متاحف فرنسا التي تضم 17 مؤسسة ثقافية فرنسية عريقة، لتنظيم المعارض وعمليات إعارة القطع الفنية.

نظرة عامة

تستند قيم وهوية متحف اللوفر أبوظبي إلى الاكتشاف والتلاقي والتعليم، والهدف الرئيسي للمتحف هو إتاحة الفرصة أمام الزوار ليكتشفوا بأنفسهم مسيرة تطور الفن في مختلف الثقافات والحضارات حول العالم، ويرتكز عمل المتاحف على عرض أعمال فنية تعود إلى حضارة فنية معينة، أو فترة تاريخية، أو حركة فنية محددة في قاعة واحدة، وعلى الرغم من أن هذا النهج يعطي فكرة عن طبيعة حضارة ما، إلا أنه يعطي أيضاً انطباعاً حول تطور الثقافات ضمن بيئة مغلقة بعيدة عن التأثيرات الخارجية، أو أي تأثير لتبادل للأفكار والاتجاهات والمعارف والروايات.

سياسة الاستحواذ

ويعتمد متحف اللوفر أبوظبي بروتوكولاً عالمياً دقيقاً جداً في اختيار القطع التي يضمها إلى مجموعته الفنية، وذلك بناء على الاتفاق الحكومي الذي عُقد في عام 2017 بين أبوظبي وفرنسا، ويتماشى هذا البروتوكول مع اتفاقية اليونسكو لعام 1970 ويتّبع أعلى المعايير التي تتبعها أبرز المتاحف الكبرى من حول العالم؛ إذ يقوم المتحف، بالاشتراك مع متحف اللوفر في فرنسا والجهات المختصة في أبوظبي بانتقاء القطع الفنية التي يستحوذ عليها، وذلك بناء على أهميتها التاريخية وحالتها ومصدرها وتاريخها العلمي في سياق مهمته التي يروي في إطارها لقاء الثقافات من مختلف الحضارات والأزمان، من العصر الحجري القديم وحتى عصرنا الحالي.

كما أن الحوكمة المؤسساتية القائمة لاستحواذ القطع الفنية والأثرية تضمن في المقام الأول تقييم مصدر هذه القطع تقييماً دقيقاً؛ إذ إن كل قطعة تم الاستحواذ عليها أو تخضع للتدقيق بهدف الاستحواذ عليها مستقبلاً، تمر بسلسلة من التقييمات والأبحاث والموافقات من لجنة متخصصة، وهذه اللجنة تمثل أبوظبي وفرنسا على حد سواء وتشمل أمناء متحف بارزين من ذوي الخبرة في الحقب الزمنية التي تغطيها مجموعة المتحف، ويترأس هذه اللجنة محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، فيما يتولى لورانس دي كارز، رئيس متحف اللوفر باريس، منصب نائب الرئيس.

تصميم المتحف

ابتدع المهندس جان نوفيل الحائز جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية تصميم متحف اللوفر الذي يغطي مساحة 9200 متر مربع من صالات العرض الفنية بما فيها صالة العرض الدائمة وصالة المعارض المؤقتة، وتشتهر هذه الأخيرة باستعارتها لأعمال فنية من العديد من المتاحف الفرنسية الشهيرة مثل متحف اللوفر، ومتحف أورسيه ومركز بومبيدو.

ومن خلال الجمع بين مختلف الحضارات في المساحات ذاتها، يسلّط المتحف الضوء على أوجه التشابه والتبادلات الناشئة عن التجربة الإنسانية المشتركة التي تتجاوز حدود الجغرافيا، والجنسية والتاريخ.

وقد استوحيَ تصميم المتحف المذهل من فن العمارة العربية والتقاليد الإماراتية ومن موقع المتحف على جزيرة السعديات ومياه الخليج العربي الرقراقة، وما هذا الصرح المعماري الاستثنائي العصري سوى دليل على رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الثاقبة وإنجازاتها العالمية وطموحها الذي لا يعرف حدوداً.

قبة المتحف

وتوّج المهندس جان نوفيل، تصميمه للمتحف بقبة فضية ضخمة تبدو وكأنها تطفو فوق المتحف بأكملها وعلى الرغم من أن القبة تبدو خفيفة الوزن إلا أنها تزن حوالي 7500 طن، أي ما يعادل وزن برج إيفل في باريس.

مليون زائر

وتُعد قبة المتحف المستوحاة من الهندسة المعمارية العربية بنية مُعقّدة مكونة من 7850 نجمة، مُكرّرة بمختلف الأحجام والزوايا في ثماني طبقات مختلفة، وعند مرور الشمس فوقها، تنساب أشعتها من خلال نجوم القبة لرسم تأثير مُلهم داخل المتحف يُعرف باسم «شعاع النور»، وقد استوحى هذا التصميم من الطبيعة وأشجار النخيل في أبوظبي؛ حيث تلتقط أوراقها أشعة الشمس الساطعة من أعلى وتنساب بقعاً من الضوء على أرض المتحف.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"