عادي
علاجات معرفية وسلوكية تقلل حدة الهلع والتوتر

«رُهاب» الطيران.. خاطف متعة السفر

00:42 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي
السفر متعة عظيمة حرمت منها فئات عدّة نتيجة إصابتها بمرض «فوبيا الطيران»، لشعورها بالهلع والانزعاج من الطائرات، وفي حال اضطرارها إلى السفر تعاني أعراضاً عدة، خلال رحلة الطيران، رغم أن السفر جواً الأكثر أماناً.

وأكد أطباء أن الأسباب تختلف، والأعراض تتشابه، ويتولد الخوف نتيجة اجتماع عدد من العوامل، نتيجة الخوف من المرتفعات أو معلومات خطأ متداولة أو تجربة سيئة سابقة، نتيجة المطبات الهوائية، وتجنّب السفر يضاعف الخوف.

أوضح المتخصّصون أن ثمة حلولاً لرُهاب الطائرة، تتمثل بمحاكاة رحلة الطيران عبر تقنيات الواقع الافتراضي، وتثقيف المجتمع بإجراءات السلامة في الطيران، خاصة أن رحلات الطائرات أكثر أماناً من التنقل عبر السيارة، وزيادة المعرفة عن المطبّات الهوائية لمواجهة الخوف غير مبرر، واللجوء للمختصين لطلب المساعدة.

في المقابل تكشف الدراسات أن الوَفَيات الناجمة عن حوادث الطائرات تمثل نسبة لا تتجاوز 0,0003 % من وَفَيات حوادث السيارات في العالم، ما يؤكد سلامة السفر بالطائرات، رغم نمو أعداد الرحلات والمسافرين، والبيانات الصادرة عن منظمات الطيران المدني تؤكد أن السفر جواً أكثر وسائل السفر أمناً.

أكد د.عادل السجواني، استشاري طب الأسرة، أنه بنسبة 6.5% عالمياً يعانون «رُهاب» الطيران، ومن أسباب هذا الخوف ما هو وراثي وجيني، بحيث يكون هناك خوف في الأسرة من الأماكن المرتفعة أو المغلقة، وقد تشمل أجهزة الأشعة والغرف المغلقة، وهناك أسباب تتعلق بأمراض نفسية من اكتئاب وقلق أو هلع وتوتر، وهناك أسباب متعلقة بأمراض جسدية تؤدي إلى هذا الخوف، كنقص شديد في فيتامين «د»، أو الكالسيوم ومشاكل في الغدة الدرقية، فعلاج تلك الأعراض قد يحسّن حدة «رُهاب» الطيران

الصورة
3

وعن الحلول، قال: طلب المساعدة من المتخصّصين في المجال، ومن لديه «رُهاب» خفيف يلجأ لقراءة القرآن والدعاء، ويتجنب الجلوس إلى جانب النافذة في الطائرة، حتى لا يشعر بأنه في الطائرة، وقد يتناول بعض الأدوية المهدئة والمنومات حتى ينام خلال الرحلة ولا يشعر بالخوف، وهناك تمارين التنفس الصحيحة تساعد على تقليل الخوف، أو قد يسهر قبلها بيوم حتى يتمكن من النوم في الطائرة ولا يشعر بالهلع، وعدم تناول أطعمة دسمة، وإن كانت أعراض «الرُهاب» شديدة جداً ولا يمكنه السيطرة عليها، فهناك بعض الأدوية النفسية التي تزيد هرمون السعادة، فتساعده في تقليل «رُهاب» الطيران، واللجوء إلى جلسات السلوك الإدراكي مع المعالج النفسي، لدعمه لتغيير طريقة تفكيره. لافتاً إلى أن أعراض «الرُهاب» تتمثل في آلام في المعدة والتعرق وزيادة دقات القلب.

ضرورات

قال د.رياض جبار خضير، استشاري الطب النفسي في مستشفى «إن إم سي رويال» الشارقة: إن كلمة «رُهاب» أو خوف تعني وجود قلق مع محاولة تجنب مصدر القلق، ويختلف الخوف عن القلق بوجود محاولة الهروب أو تجنب الحالة، ‏و«رُهاب» الطيران يعني حدوث قلق كبير عند التخطيط للسفر بالطائرة، ‏فإن كثيراً من الناس يرون أنفسهم في حيرة، خاصة إذا كان السفر ضرورياً أو متعلقاً بالعمل، وكثيراً ما يأتي مراجعون يطلبون المساعدة من الطبيب للتخلص من الخوف ‏الذي يبدأ قبل أسابيع من الرحلة، و‏يحرمهم النوم وبعض الأحيان من الأكل والتركيز. لافتاً إلى أن «رُهاب» الطيران ‏يكون لأكثر من سبب، فقد يكون متعلقاً بالخوف من الأماكن المغلقة أو الخوف من المرتفعات أو الخوف من حدوث حالة ذعر.

الصورة
1

‏وأضاف: الطبيعي أن الخوف المصاحب للطيران موجود عند بعض الناس، بأشكال متفاوتة، ولكن غير طبيعي هو أن هذا الخوف يؤثر في حياة الشخص اليومية، لأيام وأسابيع قبل السفر. والأعراض تشمل صعوبة في التنفس، و‏ضيقاً في الصدر، وشعوراً بالدوار، ورغبة في التقيؤ، و‏آلاماً في البطن، ونوبات من الإسهال، ورغبة في الخروج من داخل الطائرة للتمكن من التنفس، وهذه الأعراض نتيجة حالة ذعر، ‏وحدوث الذعر ‏شعور يربك صاحبه؛ لأنه يولد لديه إحساساً بأنه على وشك الموت.

تجربة مؤلمة

وأكد أن الأسباب عادة ما تكون بعض المعلومات الخطأ عن خطورة الطيران أو ميكانيكية آليه الطيران، ‏أو تكون تجربة مؤلمة لرحلة سابقة، أوموت صديق أو قريب في رحلة الطيران، وهذا يأتي بحسب شخصية الإنسان، وخصوصاً المصابين بالقلق أو الهلع، من المرتفعات والأماكن المغلقة. والعلاج يتمثل في تثقيف الناس بتطور إجراءات السلامة في الطائرات، وندرة حدوث حوادث الطيران، ‏وأن السفر بالطائرة أكثر أماناً مقارنة بحوادث السيارات، والعلاج النفسي والإدراك والسلوك لبعض المرضى يساعدهم على تغيير طريقة تفكيرهم، وكيفية السيطرة على انفعالاتهم أثناء وجودهم في الطائرة. واستخدام الأدوية المهدّئة قبل الرحلة وأثناءها، يساعد في السيطرة على حدوث نوبات الهلع والفزع.

وأكد د.براتاب مادهوكار بورداويكار، في «مستشفى الشرق» الفجيرة، أن «الرُهاب» نوع من القلق، حيث يعطي الشخص استجابة من الخوف المفرط، إلى التصرف الطبيعي، تسمى الاستجابة المفاجئة بالذعر والاستجابة الطويلة الأمد على مدى 6 أشهر تسمى «الرُهاب».. وقال: «الرُهاب» من الطيران نوع من هذا «الرُهاب»؛ حيث يظهر الشخص أعراضاً بسبب الخوف الشديد أثناء وجوده في الطائرة، فيتجنب ركوبها، أو يعطي استجابة مفرطة في الطائرة، وأعراض «رُهاب» الطيران التعرّق، والاختناق، وحبس النفس، وسرعة النبض، وسرعة ضربات القلب، والغثيان، والدوار، وعلاجات «الرُهاب» بتناول أدويته، وتغيير الأفكار، ما يؤدي إلى استجابة متغيرة على مدار أسابيع من العلاج، واستخدام التعرض التدريجي عبر تجربة الطيران في رحلات قصيرة، يمكن تحملها وتقليل استجابته من مفرط إلى طبيعي، وتستخدم التكنولوجيا في شكل محاكاة للواقع الافتراضي، حيث يعطى الشخص نظارات الواقع الافتراضي ويجلس في محاكاة الطائرة، لتقليل ردّ الفعل «الرُهابي»، وتحسين القبول، ويستخدم الأطباء النفسيون الأدوية المضادة للقلق في بعض الحالات.

الصورة
1

وعن أسباب «رُهاب» الطيران، قال: التجارب السلبية السابقة، مثل الرحلات الجوية المضطربة، أو قرب الاصطدام بالطائرة، هما السببان الأكثر شيوعاً، وكذلك الشخصية القلقة، والأخبار الأخيرة عن التحطم أو الإرهاب، والخوف من الارتفاعات العالية، وتوقع كارثة.

وعن سبل للتخلص من «الرُهاب»، قال: في الحالات الخفيفة قبل الرحلة، أو أثناءها، يفيد التنفس العميق، واسترخاء العضلات، والتحدث الذاتي الإيجابي، في التغلب على «الرُهاب»، والحصول على معلومات جيدة عنه، من متخصّصين.

أعراض الفوبيا

فوبيا الطيران هو باختصار خوف شديد من ركوب الطائرة. ومن النادر جداً وجود سبب ناتج عن صدمة ما، عادة ما تكون الأسباب عامة، وهو من الممكن أن يصيب أي شخص باختلاف الأعمار، وهو أكثر انتشاراً فيمن تتراوح أعمارهم بين 15 و 43 سنة.

الصورة
1

ما أعراض الفوبيا؟

المرضى المصابون بهذا الفوبيا يكون لديهم خوف من أقسام مختلفة من عملية الطيران بالطائرة بشكل عام، فالبعض لديهم خوف من عملية الإقلاع أو الهبوط، والبعض لديهم خوف من فكرة تقييد حريتهم داخل الطائرة. يدرك المصابون بفوبيا الطيران أن الخوف الذي يشعرون به ليس لديه أي تفسير، ولكن في نفس الوقت يواجهون صعوبة في التحكم بهذا الخوف أو السيطرة عليه. من المهم التنويه أن حالات الفوبيا هذه تعاني من الخوف من الوجود في الطائرة بشكل خاص وليس الخوف بشكل عام.

الأعراض تتشابه مع أعراض أي فوبيا آخر وتشمل القلق الشديد، نوبات هلع قبل أو خلال الرحلة، الشعور بدوخة خفيفة مع أعراض أخرى كاضطراب في الرؤية، جفاف الحلق، ضربات قلق غير منتظمة، صعوبة في التنفس، الرجفة، الشعور بتقلبات في المعدة، برودة في الأطراف، واحمرار في بعض مناطق الجسم، بالإضافة إلى التعرق المفرط والشعور بالاستفراغ.

كيف يتم التعامل مع المصابين بالفوبيا وما هو العلاج؟

التعامل مع فوبيا الطيران يكون أولاً بعلاج مسببات القلق الأخرى الكامنة، ولكن بشكل عام يمكن الاعتماد على العلاج المعرفي السلوكي، الذي يهدف إلى تمرين العقل للتعامل مع هذه الأعراض. والعلاج الثاني هو العلاج بالتعرض عبر تعريض الشخص لمخاوفه تدريجياً، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه في حالات الطيران قد يكون الخيار الثاني صعباً تطبيقه، وبالتالي يتم الاعتماد على المهدئات أو العلاج بشكل عام عند وجود اضطراب بالنواقل العصبية بالأخص الناقل العصبي المحدد؛ حيث نقوم حينها بمعالجة القلق بحد ذاته، والذي يشمل الفوبيا وغيره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"