عادي

شركات ألمانية تواجه خطر الانهيار مع أزمة الغاز الروسي

20:29 مساء
قراءة دقيقتين

كلاينتيتاو - أ ف ب

طوال 400 عام، شهدت شركة «هينز غلاس» Heinz-Glas الألمانية، وهي واحدة من أكبر مصنّعي زجاجات العطور في العالم، عدّة أزمات حادّة، منها الحربان العالميتان وأزمة الطاقة في سبعينيات القرن الماضي، لكن أزمة الطاقة التي تواجهها برلين حاليًا تهدّد الشركة بالزوال.

وقال نائب المدير التنفيذي لشركة «هينز غلاس» مراد أغاش: «نواجه وضعًا استثنائيًا».

وتابع «إذا توقفت إمدادات الغاز، من المرجّح أن يختفي إنتاج الزجاج» في ألمانيا.

وتتطلّب صناعة الزجاج تسخين الرمل حتى 1600 درجة مئوية، وغالبًا ما يُستخدم الغاز في هذه العملية.

وساعد تدفّق الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب من روسيا في الحفاظ على انخفاض تكاليف الإنتاج، ما كان يسمح ل«هينز غلاس»، التي تأسست في العام 1622، بحجز إيرادات سنوية تصل إلى نحو 300 مليون يورو (305 ملايين دولار).

وكان يساهم التصدير في 80% من إجمالي إنتاج الشركة المصنّعة للزجاج التي كانت تقدّم أسعارًا تنافسية جدًا. لكن هذا النموذج الاقتصادي أصبح الآن موضع تساؤل منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وقطعت موسكو إمدادات الغاز عن ألمانيا بنسبة 80 في المئة، في ما يعتقد أنها محاولة لإضعاف عزم أكبر اقتصاد في أوروبا على خلفية دعمه لأوكرانيا.

وتسعى برلين للحصول على مصادر طاقة بديلة لتحل محل الغاز الروسي الذي كان يُشكّل نحو 55% من إجمالي وارداتها من الغاز، ما يتسبب حاليًا بارتفاع أسعار الطاقة، أي ب«زيادة في التكاليف من 10 إلى 20 ضعفًا» مقارنة بالعام 2019 بالنسبة لشركة «هينز غلاس»، حسبما قال أغاش.

وليست «هينز غلاس» وحدها تعاني، فجزء كبير من قطاع الصناعة في ألمانيا يتدهور في ظل أزمة إمدادات الغاز.

وبدأت عدة شركات تضع خطط طوارئ، فيما حذّرت الحكومة الألمانية من أن الغاز الروسي قد يتوقف عن التدفق بالكامل.

وتقترب الأزمة من بلوغ ذروتها مع اقتراب فصل الشتاء.

وتبحث شركة الكيماويات العملاقة BASF في استبدال الوقود بالغاز في ثاني أكبر مصنع ألماني لها، فيما تبحث شركة «هينكل» Henkel المتخصصة في صناعة المواد اللاصقة ومانعات التسرب، في احتمال عمل موظفيها من منازلهم.

لكن تداعيات الوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي قد تشكّل ضربة قاضية للعديد من الشركات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"