عادي
بعد أن كانوا أحد أكبر المستفيدين من «كوفيد 19»

عمالقة الألعاب في مهبّ الريح.. ربعٌ بائس يضرب «الطفرة الوبائية»

22:49 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

شهد عمالقة ألعاب الفيديو انخفاضاً في مبيعاتهم للربع الثاني من هذا العام؛ حيث تلاشت الرياح الخلفية الداعمة مع انحسار جائحة «كوفيد». حيث سجلت كل من مايكروسوفت، وسوني نتائج مخيبة للآمال في أعمال الألعاب الخاصة بها.

تعكس الأرقام انكماشاً أوسع في إنفاق المستهلكين على ألعاب الفيديو، فقد انخفض إنفاق الأمريكيين 13% على أساس سنوي، محققين 12.4 مليار دولار في الربع الثاني، وفقاً لشركة أبحاث السوق «NPD». ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أهمها تخفيف القيود الوبائية، حيث يتجنب الناس خيارات الترفيه المنزلي لصالح الأنشطة الخارجية التي حُرموا منها لسنتين. كما كان للنقص المستمر في معدات أشباه الموصّلات دورٌ حاسم أيضاً في هذا الصدد.

أثر ضمور كوفيد

كان قطاع الألعاب واحداً من أكبر المستفيدين من جائحة «كورونا»؛ حيث شهد الناشرون والمطورون نمواً هائلاً مع قضاء المستهلكين وقتاً أطول في منازلهم. ولكن مع تحول عادات الإنفاق بعد فترة الإغلاق السابقة واختفاء أثر «كوفيد-19» نسبياً، فضلاً عن اشتداد التضخم، تعرضت الصناعة لضربة موجعة.

وسجلت شركة «سوني» انخفاضاً بنسبة 2% في المبيعات على أساس سنوي في وحدة الألعاب الخاصة بها في ربع يونيو/ حزيران، في حين تراجعت الأرباح التشغيلية بنسبة 37% تقريباً. كما أصدرت الشركة توقعات قاتمة للغاية، حيث خفضت توجهاتها لأرباح العام بأكمله بنسبة 16%. وانخفض إجمالي وقت اللعب بين قاعدة لاعبي «بلاي ستيشن» بنسبة 15%، وهو أقل بكثير من توقعات الشركة. والسبب الرئيسي، قضاء الناس وقتاً أقل في ممارسة الألعاب المنزلية وأكثر في الشؤون الخارجية.

في «مايكروسوفت»، انخفض إجمالي إيرادات الألعاب بنسبة 7% على أساس سنوي. وتراجعت مبيعات أجهزة «إكس بوكس» بنسبة 11%، في حين انخفضت عائدات محتوى الألعاب والخدمات بنسبة 6%.

وأبلغت شركة «أكتفيشن بليزارد»، ناشر ألعاب الفيديو الذي استحوذت عليه مايكروسوفت، عن انخفاض بنسبة 7% في صافي الربح وبنسبة 29% في الإيرادات. ملقية باللوم على المبيعات الضعيفة لأحدث إصدارتها للعبة «كول أوف ديوتي» الشهيرة.

بدورها سجلت «يوبيسوفت»، المطور الذي يقف وراء لعبة «أساسنس كريد»، انخفاضاً هي الأخرى بنسبة 10% في صافي الحجوزات.

وقال مايكل باتشر، العضو المنتدب في «ويدبوش سيكيوريتيز»: «إن الأرقام المخيبة للآمال كانت مدفوعة إلى حد كبير بالمقارنات المستحيلة مع الأداء المذهل قبل عام. بعبارة أخرى، لا يمكن للشركات أن تتطابق في هذه الظروف مع الأرقام الكبيرة التي أفصحت عنها عام 2021، والانخفاضات على أساس سنوي متوقعة بشكل كبير».

في السياق ذاته، شهدت «نينتندو» انخفاضاً بنسبة 15% في أرباحها التشغيلية في الربع الثاني. معللة ذلك الأداء الضعيف بالأزمة العالمية لنقص أشباه الموصّلات. ما يعني أن الشركة التي تقف وراء امتياز «سوبر ماريو» الأسطوري لم تكن قادرة على إنتاج وبيع الكثير من وحدات تحكم الألعاب المحمولة «سويتش» كما السابق.

وحدها إلكترونيك آرتس «EA» من بين شركات نادرة تحدّت انكماش سوق الألعاب، وسجلت نمواً بنسبة 50% في الأرباح وبنسبة 14% في الإيرادات.

نقص وحدات التحكم

بحسب نتائجها، باعت نينتندو 3.43 مليون وحدة سويتش في هذا الربع، بانخفاض 23% على أساس سنوي، مبلغة كذلك عن تراجع مبيعات البرمجيات بنسبة 8.6%، لتصل إلى 41.4 مليون وحدة.

أما سوني فكانت أفضل حالاً قليلاً مقارنة بالعام الماضي؛ إذ باعت 2.4 مليون وحدة تحكم «بلاي ستيشن 5» في الربع الثاني، بزيادة طفيفة عن 2.3 مليون وحدة تم بيعها في نفس الفترة قبل عام. وتأمل الشركة في رفع إجراءات الإغلاق في مركز التصنيع المهم في شنغهاي، لتلحق بركب موسم العطلات وتحقق هدفها المتمثل في شحن 18 مليون وحدة PS5 في عام 2022.

تسبّب اتجاه العمل عن بُعد أيضاً في تأخير إصدارات الألعاب الجديدة، والحد من رغبة الأشخاص في شرائها. فمايكروسوفت، على سبيل المثال، أرجأت إصدار لعبة الخيال العلمي الملحمية «ستارفيلد» Starfield التي طال انتظارها حتى أوائل العام المقبل، وكذلك فعلت «يوبيسوفت» مع لعبة جديدة بانتظار حصولها على امتياز فيلم «أفتار» الشهير.

مزيد من الألم

من المتوقع أن يقود ارتفاع أسعار كل شيء من الغاز إلى البقالة، والمخاوف من ركود وشيك، مزيداً من المتاعب القادمة لقطاع الألعاب. ويرى محللون من «أمبير أناليسيز» أن سوق الألعاب والخدمات العالمي قد ينكمش بنسبة 1.2% على أساس سنوي إلى 188 مليار دولار في عام 2022، وهو أول انخفاض سنوي منذ أكثر من عقد.

وقال بيرس هاردينج رولز، مدير الأبحاث في «أمبير»: «إن ضغوط تكلفة المعيشة تعني ضغطاً إضافياً على ميزانيات الأسرة. ومن المتوقع أن يكون التأثير أكبر على العناصر عالية التكلفة، التي يمكن أن تشمل أجهزة وحدات تحكم الألعاب». مضيفاً أنه قد يكون هناك أيضاً بعض الضغط الإضافي على الإنفاق المرتفع داخل اللعبة نفسها، حيث يقوم اللاعبون بتعديل إنفاقهم التقديري.

دور الاشتراكات

تراهن بعض الشركات على المنتجات ذات الاشتراكات الشهرية بأنها ستساعد في مواجهة تأثير تراجع مبيعات الألعاب. فوفقاً لمايكروسوفت، ساعد النمو في عضوية «Xbox Game Pass» الشركة في التخفيف من وطأة الطلب الضعيف على وحدات التحكم والألعاب. وبينما لم تُقدم رقماً محدّثاً لأعداد مشتركي الخدمة، كان لدى مايكروسوفت أكثر من 25 مليون مشترك اعتباراً من يناير/كانون الثاني الفائت.

كما أعلنت سوني مؤخراً أن بإمكان اللاعبين من أمريكا الشمالية والجنوبية استكشاف أحدث إصدارات خدمة اشتراك الألعاب «PS Plus»، على أمل أن تساعد هذه الخطوة في مكافحة التراجع الأخير في نشاط الألعاب. وبحسب تقرير سوني الفصلي، بلغ إجمالي مشتركي الخدمة 47.3 مليون مشترك، بانخفاض طفيف عن الربع السابق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"