سيطر على وقتك

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

تقوم مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير من التطبيقات، بين وقت وآخر بإجراء تحديثات، وإضافة المزيد من الخدمات، والسؤال: هل تعد هذه التحديثات في مصلحتنا كمستهلكين ومستخدمين، أو هي في مصلحة تلك الشركات؟ كما هو معروف، تقوم تلك المواقع بتطوير خوارزميات كثيرة، لتجعلها أكثر جاذبية للمستخدم، ولكي تجعله يقضي وقتاً أكثر، ويكون كل منشور أكثر جذباً للمشاهد المستخدم. على سبيل المثال، انتشار المقاطع القصيرة التي تكون عبارة عن ملخصات، هي الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها موقع مثل «تيك توك»، ثم اتبعت «إنستغرام» هذه السياسة، ودشنت خدمة «ريلز» الجديدة، وقد لاقت نجاحاً كبيراً، لأن تلك المقاطع القصيرة، تعطي المستخدم انطباعاً أنه لن يقضي وقتاً كبيراً في مشاهدتها، ما يشجعه على المشاهدة حتى النهاية، ونشوة ومتعة المقطع لا تنتهيان هنا، ما يجعله ينتقل إلى المقطع التالي.
 دون شك أن تلك الشركات تبحث بشكل مستمر عن طريقة أو آلية، لجعل تطبيقاتها أكثر جاذبية للمستخدم، وتستعين بالمختصين، وهذا ما يجعلها تستهدف إفراز «الدوبامين» المستمر، وشعور السعادة الذي نشعر به عند مشاهدة أحد تلك المقاطع القصيرة. في نهاية اليوم يجد المستخدم نفسه وقد شاهد العشرات من هذه المقاطع لمدة تساوي مشاهدة نحو ثلاثة أو أربعة أفلام سينمائية.
التطور دائماً أمر جيد، لكن في هذه الحالة، هو جيد لتلك الشركات، جيد لها؛ لأنك تقضي المزيد من الوقت بين تطبيقاتها، وهو ما يعني دخلاً أكبر من الإعلانات، وهو غير جيد لك، لأنك تهدر وقتاً طويلاً في مشاهد غير مفيدة، أو أن فائدتها متواضعة، ولا تقارن بالوقت الذي استنزفته من أجلها. صحيح أننا في عالم اليوم نتمحور حول التقنيات الحديثة، وما تنتجه الشبكة العالمية للمعلومات «الإنترنت»؛ حيث باتت جزءاً من يومنا، ويصعب الانفصال أو الابتعاد عنها، لأننا ساعتئذ نبتعد عن المجتمع، والتصرف الصحيح يكمن بالتحكم في تأثيرها، وتقليل مدة استخدامها اليومي. والتقنية نفسها تسهم في المساعدة؛ حيث توجد على أجهزة الهواتف الذكية، أو من خلال تطبيقات خدمية، خاصية ترسل لك إشعارات عن الوقت الذي تستهلكه في تصفح ومشاهدة أي من مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه ستسهم في توعيتك بشكل مستمر بالوقت المستهلك، لتبادر إلى تقليله تدريجياً. 
ما أتحدث عنه هو أن تكون أنت المسيطر على وقتك، وألا تسمح لتلك التطبيقات أو المواقع بالسيطرة عليك، واستنزاف وقتك الثمين.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"