قيادة جيل «زي»

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

«زي» هو الاسم الذي يطلقونه على الجيل الذي يلي جيل الألفية، وهم من مواليد منتصف التسعينات إلى منتصف العقد الأول، وأفراده لم يعرفوا الحياة دون شبكات وتواصل مباشر على مدار اليوم، فهم مواطنون رقميون بامتياز، لكن تلك ليست سمتهم الوحيدة، فهم معروفون بتعدد المهام ومحدودية الانتباه. فكيف يمكن للمؤسسات الاستفادة من هذه الحقائق وتحويلها لصالح خدمة المجتمعات المهنية؟
من أبرز سمات «زي» التواصل عبر الوسائل والمنصات الرقمية، وهو الأكثر تنوعاً وشمولية مقارنة بالأجيال السابقة مثل الطفرة وإكس وألفا، كما أن اتصالهم الشبكي الذي لا يكاد ينقطع قد يخل بطبيعة علاقاتهم الشخصية، إلا أنه مؤثر بشكل كبير في القضايا التي تشغل العالم اليوم مثل المناخ وحريات التعبير، أما في ما يتعلق بالقوى الاستهلاكية فهم أكثر استقلالاً وتطلباً من غيرهم، إذ تنظر هذه الفئة للأجيال السابقة بنظرة مختلفة، فنحن بالنسبة لهم منخرطون في أعمالنا اليومية، إلى الحد الذي يبعدنا عن الكثير من القيم الأسرية والاجتماعية والفردية وعلى رأسها التوازن والرفاه، ما يجعلهم أكثر تطلباً في ما يتعلق بطبيعة الوظائف والمهن التي يطمحون لها، خاصة في فترة ما بعد أزمة كوفيد التي تضررت منها فئة الشباب بشكل كبير على مستويات اقتصادية.
هناك مؤشرات بدأت بالظهور من المحتمل أن يمتد أثرها إلى أسواق العمل قريباً، فهناك رغبة أقوى بأن تكون المهن التي يختارونها داعمة لأنماط حياة أكثر تحرراً من القيود الكلاسيكية للوظائف الحالية، وهناك توجهات حالية لساعات عمل أقل وأكثر مرونة، وأنماط مثل العمل عن بعد والأعمال المستقلة والجزئية، ما يستدعي الضرورة لدراسة سبل جديدة لدمج هذا الجيل، بشكل يحقق الاستفادة القصوى من مهاراتهم وطاقاتهم الإبداعية.
إن قابلية جيل «زي» للتغيير السريع وعدم الالتفات إلى نمط الوظائف الثابتة ذات الدخل المستدام والمزايا الجذابة هو أحد التحديات التي بدأت تواجهها أسواق العمل، فكيف يمكن تهيئة بيئات العمل، للتعامل مع هذه السمات الجديدة؟ تشير ديلويت إلى أن الأمر سيتطلب العودة إلى شخصية عصر النهضة، والتي تتمثل في «شخص لديه العديد من المواهب والاهتمامات ومجالات المعرفة»، وهناك أربع مهارات ستحتاج المؤسسات إلى دمجها هي: المهارات التقنية، التحليلات والبيانات، إدارة الأعمال والتصميم والإبداع.
إنها فرصة بالنسبة لقادة القطاعات والمؤسسات المختلفة، للاستفادة من هذا المزيج المتميز من السمات المهنية، وذلك من خلال تطوير برامج تدريبية وقيادية، وردم الفجوة بين الأجيال عن طريق تصميم برامج الإرشاد المهني والمشورة المبنية على الخبرات السابقة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"