صناع «الترند»

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

«الترند» يرتبط بشكل وثيق بمواقع التواصل الاجتماعي، نراه شائعاً ورائجاً في الوقت الراهن، يأخذنا مضمونه إلى أمور منتشرة وأحداث وموضوعات شائعة يتم تداولها على مختلف منصات العالم الافتراضي، مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب» و«تيك توك» و«سناب شات» وغيرها، ويتغير «الترند» يومياً.
تعد القاعدة الجماهيرية العريضة في المجتمعات سر نجاح «الترند» ومحتواه، أما صناع المحتوى فلديهم رحلة يومية يركبون خلالها «الترند» لمواكبة سرعة انتشاره، سواء عالمياً أو إقليمياً، حفاظاً على مستوى مشاهداتهم الخاص بقنواتهم وصفحاتهم.
وإذا كان الحدث ركيزة أساسية للوصول إلى «الترند»، فالآونة الأخيرة كشفت عن «صناع الترند» القادرين على «الفبركة» ونشر الأكاذيب، وصناعة الشائعات، وتحقيق أكبر مشاهدات ومتابعات، وهنا تأتي المشكلة الحقيقية التي تؤكد أن منصات التواصل ما زالت خارج نطاق الثقة، وبعيدة عن المصادر الموثوقة.
«الفبركة» في عالم منصات التواصل الاجتماعي تحقق «الترند»، والرد على الأكاذيب وتصحيح المغالطات على نفس «الفبركة» يحقق أيضاً «ترند جديداً»، وللأسف القاعدة العريضة للجماهير في المجتمعات تتأرجح بين ما ورد من أكاذيب، وما جاء في تصحيحها لتضيع الحقيقة بينهما.
الإعجاب بالمنشور ومشاركته مع الآخرين، تمكين لأصحاب المنشورات الكاذبة «المفبركة» التي تضلل المجتمع بفئاته، وهنا تظهر أهمية الوعي وثقافة التعامل مع إعلانات ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً أصيلاً في حياتنا، إن لم تكن حياتنا كلها.
كثير هم ضحايا الإعلانات المضللة، والمنشورات الكاذبة، وشائعات صناع «الترند»، لا سيما تلك الخاصة بالوظائف الوهمية التي تتلاعب بتطلعات وآمال الباحثين عن عمل، الذين يتربصون بأي فرصة ليلهثوا وراءها من أجل لقمة العيش؛ إذ إن معظم المنشورات التي تحقق أعلى مشاهدات غالباً ما تتعلق بالوظائف التي تستهدف احتياجات الناس، وهناك أيضاً مجموعات «تُميت كل يوم طفلاً أو امرأة أو تعرض حالة إنسانية مفبركة»، وتطالب المتابعين بالدعاء والرحمة، وأضعف الإيمان الضغط على الإعجاب والمتابعة والمشاركة.
البعض يتساءل لماذا «الترند؟»، وما أهمية صناعته؟ وما فائدة تحقيق مشاهدات ومتابعات؟ الإجابة التي تناسب كل هذه التساؤلات تكمن في السعي إلى تحقيق الأرباح المادية الكبيرة، فالمنصات لا تهتم بمصداقية المحتوى، بقدر اهتمامها بأعداد المتابعين والمتفاعلين.
ومن هنا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي «فوضى» تجمع العابثين والكاذبين و«المفبركين»، فضلاً عن افتقارها للضوابط والمعايير، وكل ما يهمّها هو جمع المليارات ومنح جزء منها لصناع «الفبركة»، وهنا أصبحت المسألة تحتاج إلى وعي مجتمعي كبير، وتفكير عقلاني عميق قبل تسجيل الإعجاب أو مشاركة أي خبر أو منشور، حتى لا نكون جزءاً من جريمة ترويج الشائعات أو المنشورات المغلوطة «المفبركة»، فمنصات التواصل لن تستجيب لأي مقترحات تتعارض مع مصالحها التي تأسست من أجلها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"