عادي
حظيت أعمالها بشهرة واسعة وفازت بجوائز كبرى

رواية «ميريام تيفز» عن شقيقة تريد الموت

23:56 مساء
قراءة 3 دقائق
10

القاهرة - «الخليج»:

أصدرت دار آفاق للنشر والتوزيع رواية «كل أحزاني الضئيلة» للكاتبة الكندية ميريام تيفز، بترجمة إيناس التركي، والرواية تجمع بين الخيال وعناصر من السيرة الذاتية للكاتبة؛ حيث تروي «يولي» أحداث الحكاية عن شقيقتها، وأسرتهما، ونشأتهما في بلدة كندية صغيرة، بين أفراد طائفة متشددة، وهي الطائفة التي تنتمي إليها الكاتبة، المولودة عام 1964 فهي الابنة الثانية في عائلة، تتبع جماعة كلاين جيميند، المنضوية تحت جناح تلك الطائفة، وعاشت لفترة ما بين مونتريال ولندن.

شهرة

الرواية التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 2021 وفازت بعدة جوائز، ونشرت لأول مرة عام 2014 تحكي عن «يولي» و«ألف» وهما شقيقتان موهوبتان مقربتان من بعضهما، وعلى الرغم من الاختلافات الكبيرة بينهما، فإن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بينهما، و«ألف» الشقيقة الكبرى، عازفة بيانو محترفة، تتمتع بالشهرة، والنجاح، والثروة، والجمال، وتعيش مع زوج محب، مخلص لها، لكنها تعاني اكتئاباً مزمناً، وبعد محاولة انتحار فاشلة، تدخل قسم الأمراض النفسية بالمستشفى.

أما «يولي» فهي الشقيقة الصغرى، وهي كاتبة، لها عدة مؤلفات للناشئة، حققت نجاحاً متوسطاً، وتحاول تأليف كتاب أدبي، عكفت عليه لعدة سنوات، وتحيا حياة فوضوية، ولديها اثنان من الأبناء، في سن المراهقة، من زيجتين فاشلتين، ولا تفتأ تدخل في علاقة تلو الأخرى، مع رجال غير مناسبين لها، وتجد نفسها في النهاية مسؤولة عن شقيقتها، التي تتوسل إليها، لمساعدتها على إنهاء حياتها.

«كانت تريد الموت، بينما أردتها أن تعيش، وكنا عدوتين، تحب إحدانا الأخرى» ما الذي يتعين عليك فعله، عندما تترجاك شقيقتك المقربة، لمساعدتها على الرحيل، من هذا العالم، لأنها تجد الحياة مؤلمة، لدرجة لا تطاق؟ هذه هي الخلفية التي تدور حولها أحداث رواية «ميريام تيفز»: «كل أحزاني الضئيلة» التي تتسم بالسخرية والحس الفكاهي، وتتحدث عن الحب والفقد والبقاء.

أصدرت ميريام تيفز خمس روايات: «صيف حظي المذهل – فتى حسن التربية – لطف معقد – آل تراوتمان الطائرون – إيرما فوث» إضافة إلى عمل أدبي بعنوان «اخفض سقف طموحك: حياة» وهي تعيش حالياً في تورنتو، واشتهرت بروايتيها «لطف معقد» التي نُشرت عام 2004، و«كل أحزاني الضئيلة» وحازت العديد من الجوائز.

حدث مأساوي

لعبت تيفز دوراً مؤثراً في فيلم «الضوء الصامت» في تجربة ألهمتها كتابة روايتها الخامسة «إيرما فوث» التي صدرت عام 2011 وكان والدها أحد أوائل المستوطنين، الذين سكنوا مدينة شتاينباخ الكندية، بعد وصوله إليها عام 1874 من أوكرانيا.

ونشرت روايتها الأولى «صيف حظي المذهل» عام 1996 أثناء عملها صحفية، وتوفي والدها منتحراً عام 1998 فألهمها هذا الحدث المأساوي كتابة مذكراتها، التي تلقت من خلاله ردود فعل جيدة، فالكتاب يتناول الأمراض العقلية في العصر الحديث.

كان والد تيفز يعاني اضطراباً ثنائي القطب، لفترة طويلة من حياته، لكنه كان في المقابل مدرساً في مدرسة ابتدائية، وناضل من أجل تأسيس أول مكتبة عامة في مدينته، وتوفيت الشقيقة الوحيدة لميريام انتحاراً عام 2010 بعد 12 سنة من وفاة والدهما.

اختارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، روايتها «نساء تتكلم» كونها تعد واحدة من أهم مئة رواية كندية عام 2019، وكانت رواياتها السابقة التي نشرت في كندا وأمريكا، قد حققت أعلى المبيعات، وفازت عنها بعدة جوائز كبرى.

تستمد رواية «نساء تتكلم» الحدث الرئيسي فيها من قضية اغتصاب حقيقية جرت في «بوليفيا» في مقاطعة «مانيتوبا»؛ حيث تقيم طائفة مسيحية متشددة، تعيش عزلتها عن المحيط المتقدم تكنولوجياً، والمختلف في وسائل المعيشة والحياة، هذه الجماعة عانت الاضطهاد تاريخياً، ولها أصول جرمانية.

وترجع أصول الكاتبة ميريام تيفز إلى هذه الطائفة الموجودة في عدة مناطق كندية، لكنها انشقت بدورها عن تلك الطائفة، وتابعت دراستها في مونتريال،وتقيم حالياً مع أمها في تورونتو ذات الخليط الثقافي متعدد الإثنيات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"