خاسر من لم يستغل الأنشطة الصيفية المنظمة، ولم يحرص على انضمام أبنائه للمفيد منها، والتي تنظمها جهات حكومية ومؤسسات ذات نفع عام، وخدمة وطنية. فمختلف الجهات نظمت وفتحت أبوابها للطلبة من مختلف الأعمار، ونظمت أنواعاً من الأنشطة الرياضية والثقافية والمعرفية والتقنية والفنية، لإثراء معرفة الطلبة، بمهارات جديدة لا يتضمنها المنهج الدراسي.
خلال الإجازة الصيفية، التي تمتد قرابة الشهرين، تُخصص جهات عدة، في مختلف إمارات الدولة، أياماً محددة لاستقبال الطلبة بالأنشطة الصيفية التي تنظم لمختلف الأعمار، بعضها قد تُحدد أعماراً معينة، وأخرى تتخصص في تعليم مهارات جديدة ومفيدة ومركزة، تمتد من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وغيرها تقصرها على أيام محددة في الأسبوع، يتعلم فيها الطالب معرفة جديدة تختلف عن التدريس أو نظام المدارس، ويتعرف إلى طلبة جدد، وتزيد مهاراته وتعامله مع أقرانه، ما يسهم في صقل مهاراتهم وتشكيل شخصياتهم.
وهنا نوجه تحية خاصة للجهات التي استقبلت الطلبة وعرفتهم بمهارات جديدة، كالمخيم الافتراضي «تدرا» الذي نظمته هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وأتاح الفرصة لكثير من الطلبة لتجربة «البرمجة» وإعداد مبرمجين إماراتيين صغار. كما كان من مهام المخيم الإلقاء وشرح الخطوات التي قاموا بها، ما أضاف للطالب مهارة الإلقاء والتسجيل والشرح. كما نظمت كثير من الجهات عدداً من الأنشطة تركز أغلبها على الأنشطة المعرفية والرياضية والثقافية، إضافة إلى عدد من المحاضرات والورش عن السنع وكتابة السيناريو المسرحي وغيرهما، ومع كل هذا أتاحت وزارة الثقافة والشباب، الفرصة لذوي الخبرات والمهارات، لعرض تجاربهم وتعليمها للطلبة بورش رقمية وواقعية، مما كثف عدد الأنشطة وتنوعها.
وبعد انتهاء الإجازة الصيفية، نرجو من المعلمين والتربويين في المدارس والجامعات، تغيير السؤال المتكرر الذي يُطرح في أول يوم دراسي كل عام، والمتمثل بالسؤال عن وجهات السفر التي قصدها الطلبة، وتغييره إلى ما هي المهارات الجديدة التي تمكنت من صقلها أو امتلاكها أو حتى معرفتها خلال الإجازة الصيفية؟ فالسفر ليس متاحاً للجميع، وخاصة الصغار منهم، ويضطر الطالب إلى أن يتملص من السؤال أو حتى يضطر لأن يختلق وجهات للسفر يسمع فيها تتردد على مسامعه، كي يجاري أقرانه، فتغيير السؤال هو بحد ذاته ثقافة تعزّز للطلبة أهمية استغلال الوقت بتعلم مهارات جديدة، والحرص على الانضمام للأنشطة الصيفية.
