عادي

التهاب المثانة..عدوى مزعجة

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تقع المثانة أسفل الحوض عند الإنسان، وهي عضلة مطاطية تتخذ شكل الكمثرى، وتتصل بالكليتين عن طريق الحالبين، وتتمثل وظيفتها في تخزين البول ودفعة إلى الخارج عن طريق «الإحليل»، ويتبطن هذا العضو بخلايا تتجدد باستمرار، وتمنع تسرب البول إلى داخل الجسم، ويعتبر التهاب المثانة من أبرز المشكلات التي يمكن أن تصيب جميع الأشخاص في أي مرحلة عمرية، وتستهدف على الأكثر النساء عن الرجال، وفي السطور القادمة يسلط مجموعة من الخبراء والاختصاصيين الضوء على هذه المشكلة المرضية تفصيلاً.

يوضح محمد الأستربادي، استشاري الجراحة العامة والمسالك البولية، أن التهاب المثانة إصابة بكتيرية للغشاء الداخلي، وتختلف الأعراض بحسب تقدم العمر، فربما لا تظهر أي علامات لدى كبار السن، أو يرافقها مؤشرات غير دالة مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والارتباك لدى البالغين، أما عند الصغار فترتبط أغلبها بكثرة التبول، وعدم وجود الشهية لدى الرضع.

ويعتبر عدم شرب الماء والسوائل بكمية كافية وعدم التبول لفترات وساعات طويلة، كما في حال السفر أو تضخم البروستاتا أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة، بالإضافة إلى قلة النظافة الشخصية، وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 10% من السيدات المتزوجات يتعرضن للمعاناة من هذا الالتهاب في السنة الواحدة، ويرجع السبب إلى قصر مجرى البول عند النساء.

ويشير الأستربادي إلى أن التهاب المثانة يحدث نتيجة دخول البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي للإنسان إلى المثانة، وربما تنجم عن أنواع أخرى من الفيروسات، الحصى، الإشعاع، والأدوية والأجسام الغريبة مثل موانع الحمل عند السيدات، ويرافق الإصابة الشعور بحرقان شديد والحكة المستمرة بعد التبول، ويصاحبه ضغط مؤلم في منطقة أسفل البطن، والإحساس بعدم تفريغ المثانة وتغير في لون البول ورائحة كريهة.

أعراض وعلامات

تتضمن الأعراض التي ترافق الإصابة بالتهاب المثانة الإلحاح القوي والمستمر على التبول، والشعور بالحرقة أثناء التبول مع وجود دم أو بيلة دموية في البول أو يكون كريه الرائحة، آلام الحوض، الحمي، والشعور بالضغط في أسفل البطن، وفقاً للدكتور فايبهاف جورد جور أخصائي المسالك البولية، أما الصغار المصابون فيعانون من التبول العرضي أثناء النهار، ويكون علامة على عدوى المسالك البولية، وتجدر الإشارة إلى أن التبول في الفراش ليلًا بمفرده لا يُحتمل أن يرتبط مع التهاب المثانة.

وينصح بضرورة التوجه للطبيب المختص عند المعاناة من أعراض التهاب المثانة، وإجراء بعض الفحوص لتأكيد التشخيص، كاختبار البول وعمل مزرعة تنظير المثانة، التصوير بالموجات فوق الصوتية.

ويشير د.جورد إلى أن التهاب المثانة في معظم الأحيان، يحدث نتيجة عدوى بكتيرية، وعلى الأغلب يرافقها أعراض مؤلمة ومزعجة، ويمكن أن تصبح مشكلة صحية خطِرة إذا انتشرت العدوى إلى الكلى، وفي بعض الحالات يكون سبب الإصابة تناول بعض أنواع الأدوية أو العلاج الإشعاعي أو المهيجات، أو استخدام القسطرة على المدى الطويل، وربما ينجم التهاب المثانة من مضاعفات لأمراض أخرى.

مضاعفات ومخاطر

تذكر د. جينا توريس، استشاري جراحة المسالك البولية، أن مضاعفات الإصابة بالتهاب المثانة تشمل: التهاب الحويضة، ويمكن أن يؤدي تعرض الحالات غير المعالجة إلى انتشار العدوى صعوداً إلى الكليتين، ما يزيد من الشعور بعدم الراحة في التبول، وترتفع الحمى ويلاحظ آلام أسفل الظهر في منطقة الكلى، وربما يتسبب في عدوى عامة أو تعفن في الدم ويؤدي إلى الوفاة، ويتطور حوالي حالة واحدة من كل 30 التهاباً للمثانة إلى التهاب الحويضة والكلية، وفقاً لبيانات الجمعية الإسبانية لجراحة المسالك البولية.

توضح د. توريس أن هناك سلسلة من العوامل المرضية التي يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة بالتهاب المثانة، مثل: مشاكل الغدة الدرقية، داء السكري، الإفراط في استخدام السدادات القطنية، استخدام الصابون عند تنظيف المناطق التي تحيط بالأعضاء التناسلية بدون درجة حموضة محايدة، اتخاذ بعض الوضعيات كالوقوف، أو الاستلقاء، أو الجلوس لفترة طويلة، كما تستهدف على الأكثر كبار السن، والنساء أثناء فترة الحمل أو في فترة انقطاع الحيض.

تشير د.توريس إلى أن اكتشاف سبب عدوي التهاب المثانة يكون من خلال التشخيص وعمل مزرعة البول، ويتم التداوي عن طريق وصف المضاد الحيوي المناسب للحالة، أما في حال العثور على عدوى بدون أعراض (البيلة الجرثومية) فيمكن القضاء عليها بمعالجة العامل المسبب لها؛ حيث إن بعض أنواع هذه الجرثومة تكون عدوانية ومن المرجح أن تسبب مضاعفات للمريض، وفي بعض الحالات لا يمكن القضاء على الجراثيم، ويصبح التهاب المثانة متكرراً ويزعج المريض من وقت لآخر، ويكون العلاج بالمضادات الحيوية ضرورياً لعدة أسابيع وربما لشهور.

تلفت د.توريس أن اتخاذ الاحتياطات من التهاب المثانة لا يساعد على تجنب العدوى فحسب، بل يُسهم أيضاً في تخفيف الأعراض وتسهيل التئامها، وتشمل الآتي:-

- شرب الكثير من الماء خلال النهار لتخفيف البكتيريا وتعزيز التخلص منها عن طريق البول.

- عدم ارتداء الملابس الضيقة، واختيار الأنواع القطنية وخاصة الداخلية.

- الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ لأنها تعمل كمهيجات للمثانة.

- التأكد من إفراغ المثانة جيداً من البول؛ حيث إن وجود البقايا يعزز العدوى.

- عدم الانتظار دون التبول لفترات طويلة للتخلص من الجراثيم المحتملة.

- يعمل تناول الزبادي منزوع الدسم والحمضيات على الحد من تكاثر البكتيريا الضارة، كما يساعد شرب عصير التوت البري المرّكز أو تناوله كأقراص على منع تكرار التهاب المثانة؛ حيث إن مادة «البروانثوسيانيدين» الموجودة في هذه الفاكهة لها تأثير وقائي وفعّال.

ممارسات خاطئة

لا يُدرك العديد من الأشخاص بعض الممارسات الخاطئة التي تتسبّب في زيادة فرص الإصابة بالتهاب المثانة، وأهمها عدم النظافة الدورية، وقلة شرب كميات مناسبة من المياه والسوائل، التي تُسهم في التخلص من العوامل الضارة في الجسم مثل البكتيريا، السمنة وعدم الاهتمام بالوزن المثالي للجسم؛ لأن الدهون تضغط على عضلات قاع الحوض وتضعفها مع مرور الوقت، وكذلك الإحجام عن الذهاب إلى المرحاض عند الشعور بالحاجة إلى التبول، وإفراغ المثانة كي لا تتعرض عضلاتها للضعف مع تقدم العمر؛ حيث أثبتت الدراسات أن القيام بتمارين قاع الحوض من أهم الإجراءات التي تعمل على الوقاية من التهاب المثانة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"