عادي
على مدار تاريخها حاضرة في قلب الوطن

«الشارقة الخيرية» حضور سبّاق وفاعل في مواجهة الأزمات

19:33 مساء
قراءة 4 دقائق
متضررو كلباء
متضررو حريق برج «إيبكو»

الشارقة: محمد عيد حسن

على مدار تاريخها و«جمعية الشارقة الخيرية» حاضرة في قلب الوطن، تسجل حضوراً سباقاً وفاعلاً في كل ما يجري من أحداث، وفي كل أزمة عابرة كانت وما زالت أول الحاضرين بسواعد أبنائها، لتقديم العون والدعم، عملاً بالنهج القويم وإرساءً لمبادئ التكافل الاجتماعي التي تنشدها شارقة الخير.

وأكد الدكتور يعقوب النقبي، عضو مجلس الإدارة، أن الجمعية لها سجل حافل بالمواقف التي تبرز تأثيرها في مواجهة الأزمات، لتجسد المسؤولية المجتمعية في أبهى صورها وأشكالها.

وعبر هذا التقرير الذي يأتي بالتزامن مع «اليوم العالمي للعمل الإنساني» الموافق 19 أغسطس من كل عام، نسرد في سطور مسيرة الجمعية الحافلة بمحطات من العمل والتعاون على البرّ وإغاثة الملهوفين في كل شبر من أرض الوطن دون تفرقة بين مقيم ومواطن، الهدف والغاية واحدة وهي دفع الأذى والمشاركة في إدارة الأزمات.

وقال النقبي: إنه في ظل أزمة المنخفض الجوي الذي أثر في المنطقة الشرقية أخيراً، فقد كانت فرق الجمعية من أوائل الموجودين في الصف الأمامي، لتقديم الدعم للمتضررين، إذ تم الدفع بأكثر من 15 ألف وجبة وزعت على النساء والأطفال والأسر المتضررة، والتنسيق مع لجنة الإسكان الطارئ في التكفل بتسكين عدد من الأسر التي تأثرت بالأمطار، وتوفير الأدوية للحالات المرضية التي أخضعت للفحوص الطبية بمعرفة الفرق الطبية المختصة.

مواقف شاهدة على مر الزمان

وسرد محمد حمدان الزري، المدير التنفيذي بالإنابة عدداً من الأحداث التي وقعت في غضون السنوات الماضية وكان للجمعية أدوار بارزة في التعامل معها، موضحا أن مناطق عدة، في مدينة الذيد تعرضت لسيول الأمطار الغزيرة سنة 2016، حيث تسببت في تأثر بعض السكان، وتضررت منازلهم فأسرعت الجمعية إلى تقديم الدعم لأكثر من 20 أسرة من المتضررين.

وأردف: وفي واقعة مأسوية ألمّت بأسرة منكوبة فقدت أماً وطفلتها، في حريق منزل وقع بمسكنها بإمارة الشارقة سنة 2018، حيث سارعت الجمعية للتكفل بتأمين مساعدات مالية، وسكن بديل في إحدى الشقق الفندقية، لحين الانتهاء من إجراءات استئجار مأوى لهم وتأثيثه.

وأضاف: وفي شهر مارس 2017، اندلع حريق بأحد الكرافانات السكنية للعمال في خور كلباء، وتسبب في وقوع خسائر وأضرار للعمال، فسارعت الجمعية إلى تشكيل فريق إغاثي من موظفي فرعها في كلباء، لتحديد أعداد المتضررين من الحريق ودراسة أحوالهم، الذين بلغوا نحو 100 حيث تم شراء المواد الإغاثية التي ضمت الوجبات الغذائية وملابس الكسوة والبطانيات وتوزيعها عليهم.، وفي حادث آخر لحريق اندلع في أحد المستودعات بدبا الحصن، لم تتوان الجمعية عن المشاركة مع أجهزة الدفاع المدني في عمليات الإطفاء وتقديم الدعم اللازم.

وتدخلت فرق الجمعية بشكل عاجل لدعم متضرري حريق برج إيبكو بمنطقة النهدة بالشارقة سنة 2020 حيث اتخذت جميع الاجراءات اللازمة لتقديم كل الدعم لمتضرري الحريق، بلغت أعدادهم 650 مستفيداً، وتكفلت الجمعية بنفقات إقامة الأسر، وتقديم الرعاية الصحية لهم بالتنسيق مع مستشفى الإماراتي الأوروبي، مع تقديم حزمة من طرود المواد الغذائية، وإجمالاً قُدّرت المساعدات التي قدّمت لمتضرري البرج بقيمة مليون درهم.

جائحة «كورونا»

وفي خضمّ الجائحة التي عصفت بالعالم أجمع، وتعرضت على إثرها دولة الإمارات لوضع استثنائي، قدمت الجمعية أدواراً بارزة منذ اللحظة الأولى للأزمة، قُدرت بنحو 15 مليون درهم، حيث احتوت طلبة المدارس أبناء الأسر المتعففة، بتوفير أجهزة الحاسوب، للاستفادة من مبادرة «التعلم عن بُعد» التي أتاحتها الجهات المختصة. كما صرفت حزمة من المواد الغذائية للأسر المتضررة والعمال، الذين تأثرت أوضاعهم الاقتصادية، ووزّعت الجمعية الوجبات الغذائية يومياً لطلبة سكن الجامعة المبتعثين ممن تعذر سفرهم إلى بلادهم. إلى جانب تفريج كربة عدد من النزلاء على ذمة قضايا تعثر مالي، منذ بداية الأزمة، بالتعاون مع الجهات المختصة في شرطة الشارقة وعجمان وأم القيوين، إلى جانب دعم فرق الدفاع الأول وكذلك المصابين الموجودين بالحجر الصحي.

وأضاف "في ديسمبر من العام الماضي، تمكنت الجمعية، بالتنسيق مع القيادة العامة لشرطة الشارقة من توفير تذاكر سفر ل 12 شخصاً من الجنسيتين الكولومبية والبرازيلية، تقطعت بهم سبل العودة إلى بلدانهم، ليعودوا إلى أوطانهم بفضل الله.

تأشيرات الحج

وفي عام 2018، كان 10 روس، كانوا في طريقهم إلى دخول الأراضي السعودية، لأداء مناسك العمرة ولكنهم تعرضوا لأوضاع قاسية، حيث انتهت صلاحية تأشيرات دخولهم إلى المملكة، عقب وصولهم إلى الإمارات، فقدموا طلب إصدار تأشيرة عمرة مجدداً، إلا أن الطلب رفضته الجهات المختصة في المملكة، لعدم استيفاء شرط مرور شهرين على التأشيرات المنتهية صلاحيتها، فتعذر عليهم التحرك فمكثوا داخل حافلتهم مدة غير قصيرة، ومع وصول نبئهم إلى الجمعية، بادرت بإغاثتهم بتوفير سكن مناسب في أحد الفنادق، ومخاطبة إحدى حملات الحج والعمرة لاستخراج تأشيرات لهم على نفقة الجمعية، وهو ما تم بالفعل.

وأشار الزري إلى أن جميع هذه الأحداث تبرهن حجم جاهزية الجمعية للمساندة وتقديم الدعم السريع لمستحقيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"