عادي

القرآن والقيم الاقتصادية

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد حلمي

أحمد حلمي سيف النصر
كان النبي، صلى الله عليه وسلم، أول شارح للمعاني التي وردت في القرآن، ليبين لأصحابه أهدافه ومقاصده، وقام المفسرون بدور كبير في الفكر الإسلامي، ومنه الفكر الاقتصادي، فاشتهر عدد غير قليل من الصحابة في تفسير القرآن، وهو ما حدد العديد من ملامح الفكر الاقتصادي، والمعاملات بين الناس، وبخاصة ما يتعلق بالكسب الحلال، وتحريم الربا والغش والاحتكار.

وكان للحديث الصحيح أكبر الأثر في نشر العلم والثقافة في العالم الإسلامي، وفي تغذية الفكر العربي بشكل خاص؛ حيث ازدهرت العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية ومنها الفكر الاقتصادي الإسلامي على عكس ما يروج له الفكر الاقتصادي الغربي الذي يرى أن بداية الأفكار الاقتصادية ظهرت عند اليونان القديم (أفلاطون) ثم قفزت إلى العصور الحديثة في أوروبا.

ولم يقتصر التشريع على بيان أصول الدين والدعوة إليه والأمر بمكارم الأخلاق والنهي عن الفواحش؛ بل تعرض التشريع للمسائل المدنية والأحوال الشخصية من بيع وإيجار ونحو ذلك وبذلك أصبح القرآن والسنة مصدري التشريع وأساس القانون الإسلامي، كما أن الإجماع و العقل هما المصدران الثالث والرابع من مصادر التشريع فيما لم يرد فيه نص في القرآن والحديث.

لقد حمل المسلمون رسالة ذات طابع، يبلغونها للعالم أجمع، فاقترن قيام أول دولة إسلامية برسالة إنسانية عبّرت عن خصائص الإسلام كمفهوم متجدد في اتجاه التقدم من أجل الإنسانية، والإسلام لا يقتصر على العبادة، الصوم والصلاة والحج والزكاة والجهاد وتحسين الخلق والتهذيب، وإنما يدعو أيضاً إلى حماية المجتمع والدفاع عن استقلاله.

إنه نظام شامل وكامل يعالج جميع شؤون الإنسان ويتدخل في سائر المجالات الحياتية، ويحاول أن يضع الحلول المناسبة للمشكلات والصعوبات التي تعترض مسيرة المجتمع نحو الخير والعدل والمساواة.

ونستطيع تلخيص أهم الخصائص المميزة للاقتصاد الإسلامي في خمس نقاط أولها أن المال بمختلف أنواعه ملك لله، والإنسان مستخلف على هذه النعم بتسخيرها له وخدمته. وثانيها أن الإنسان يجب أن يتصرف بالمال وفق إرادة المالك الحقيقي (الله) ولابد من تنفيذ ما أمر به لتحقيق النظام. وثالثها أن الله، سبحانه وتعالى، يطلب من عباده إنفاق المال في منفعة تعود على خلقه واقتصادهم. ورابعها أن الاقتصاد الإسلامي يوفق بين المادة والروح، من خلال ارتباط الاقتصاد بالأخلاق والثقة والاطمئنان والتعاون في التعامل وفي التبادل. وخامسها التوازن في رعاية المصلحة الاقتصادية للفرد والجماعة والاعتدال والتوسط في الإنفاق والنهي عن الإسراف والتبذير.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/42e9kva5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"