عادي
عالم متجدد

نجاسة الكلب

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ
قال أحدهم: إن والدي عنده كلب في بيته، ونحن نتضايق منه إذا ذهبنا نسلم عليه، مخافة أن يصيبنا شيء من نجاسته، فهل نأثم إذا لم نذهب إلى الوالدين؟

قلت له: وجود الكلب في بيت الوالد طالما لا يؤذيكم مباشرة بالعض، فإنه لا يعد سبباً لقطيعة الرحم، ولا سيما الوالدين.

ونجاسة الكلب مختلف فيها عند الفقهاء الأربعة أصحاب المذاهب الأربعة المعتبرة، فالأحناف يرون أن الكلب ليس نجس العين، ولكن لو أصابك شيء من سؤره أو لعابه أو رطوبته فهو نجس ويجب عليك إزالته بالغسل وبالغسل بالتراب، كما ورد في الحديث.

ويقول الإمام مالك: الكلب طاهر العين، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، فكل حي طاهر ولو كان كلباً، وكذلك عرقه ودمعه ومخاطه ولعابه طاهر.

وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الكلب نجس العين.

هذا بشأن عين الكلب، ثم اختلف الفقهاء فيها لو شرب الكلب من الإناء فهل ذلك الماء ينجس؟ فذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن سؤر الكلب في الإناء نجس.

يقول العلامة ابن البر: أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين يقولون بنجاسة في الإناء إذا شرب منه الكلب للحديث الوارد: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله بالماء سبع مرات، أولاهن بالتراب، (انظر التمهيد ج18 ص269).

ثم ذكر أن الإمام مالك يرى أن سؤر الكلب طاهر، ويغسل الإناء من ولوغه سبع مرات تعبداً من باب الاستحباب وليس لأنه نجس.

ولو رجعنا إلى أبي حنيفة لوجدنا أنه يرى أن سؤر الكلب نجس لكنه لم يحدد عدد الغسلات، وأيد هذا الرأي سفيان الثوري والليث ابن سعد.

فإذا أصاب الكلب بلعابه مثلاً الإناء أو الصيد، فإن ذلك المكان يغسل حتى يظن بأن النجاسة قد زالت ولا عبرة بالعدد، لكن الإمامين الشافعي وابن حنبل يريان أن ولوغ الكلب في الإناء يوجب غسله سبع مرات أولاهن بالتراب عملاً بظاهر الحديث.

والشافعي يرى أن الكلب والخنزير نجسا عين حياً أو ميتاً (انظر التمهيد لابن عبد البر ج18 ص269).

ويقول ابن عثيمين: ليس بالضرورة أن يكون المزيل تراباً، إذ قد يكون التراب ضاراً، لذا لا مانع أن يكون البديل صابوناً مثلاً لأنه يأخذ حكمه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc772xcu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"