عادي
مصور إماراتي ينقل معاناة المجتمعات الفقيرة إلى العالم

يعقوب الحمادي.. قناص ضوئي يوثق التراثي الإنساني

23:46 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: أحمد النجار
طاف المصور الإماراتي يعقوب يوسف الحمادي، أكثر من 30 بلداً حول العالم أبرزها أفغانستان وجورجيا والمملكة المتحدة والنرويج وإسكتلندا والمغرب وباكستان وغيرها، يتجول في الغابات والبراري والأماكن البعيدة والحدود المنسية، باحثاً في وجوه الناس عن قصص معاناة وألوان الفقر، راصداً بعدسته نمط عيش قبائل وبدو وأشخاص بسطاء في قرى نائية ومناطق ريفية لم تغزها آلات التطور وأدوات التكنولوجيا بعد.

يسعى الحمادي عبر الصور إلى توثيق ثقافات هذه المجموعات وعاداتها وتراثها في ألبومات ثقافية تحمل في جوهرها رسائل استكشاف وقيم إلهام وتأمل في تفاصيل يومياتهم وأحلامهم الصغيرة.

يوضح يعقوب الحمادي ل «الخليج» أنه التقط العديد من صور الأطفال الذي يجولون بحثاً عن الرزق في أفغانستان وباكستان وغيرهما، ويصف تلك اللقطات بأنها وثائق ثقافية مهمة وملهمة، معتبراً أن هؤلاء البشر البسطاء يعيشون حياة بدائية صحية ويأكلون من خيرات الحقول والغابات ويعتمدون على كدحهم وكفاحهم في تحصيل قوت يومهم.

وأشار إلى أن الصورة وثيقة ثقافية وسفيرة لمجتمع، ورسالة عابرة للحدود والقلوب تضيء على قضايا وتنقل معاناة الإنسان إلى العالم.

مناطق منسية

يلفت يعقوب الحمادي إلى أن البيئة الأفغانية غنية بالتقاليد والتراث والعادات الجميلة، خاصة أن الأفغان يشتهرون بالقنص والصيد بالصقور، ويملكون بيئة جبلية وتضاريس مميزة، ويقول: «خلال رحلتي إلى القرى الحدودية بين أفغانستان وباكستان، وثقت كل ما تتمتع به تلك المناطق المنسية من خصوصية الناس وثقافة أهلها وجمال أرضها من خلال التصوير بطائرة «الدرون»، كما أبرزت جمال الحياة البرية وتنوع الحيوانات ورصدت أماكن الصيد بمناظر بانورامية رصدت عجائب الطبيعة من فوق السحاب».

ويضيف: البيئة الأفغانية مظلومة إعلامياً إلى جانب معاناة شعبها الفقر، ووجدت أن تلك المعاناة لا بد من نقلها من خلال مادة ضوئية بالصور والفيديو عبر التصوير الجوي، وكنت واحداً من المصورين القلائل الذين يزورون المكان لتناول حكاية هذا الشعب الذي يعاني العزلة والفاقة بمعزل عن العالم. كما زرت دولاً أخرى شهدت مآسي تاريخية، منها جورجيا التي فتحت أبوابها مؤخراً على السياحة للعرب، ووثقت فيها معالم رهيبة خلفتها الحرب السوفييتية هناك.

شريط حي

حسب يعقوب الحمادي، فإن استكشاف ثقافات الشعوب عبر السفر يمثل بالنسبة له تخليداً للتراث الإنساني والعادات عبر شريط حي من الصور التوثيقية، مشيراً إلى أنه يدرك أهمية الصورة كوثيقة مؤثرة تعادل في بلاغتها مليون كلمة، وهي أداة فاعلة للتوعية والتنبيه وحشد الرأي وتغيير المفاهيم المغلوطة، فالصورة قراءة عميقة في الماضي والكاميرا، وهي عين ثالثة لرؤية ما لا تراه الحواس الخمس.

ويضيف: العدسة هي فرشاتي التي أرسم بها قناعاتي وقصصي النابضة وهواجسي اليومية التي تشغلني وتثير لدي الحيرة والأسئلة وعلامات الاستفهام الكبرى. وتشغلني دائماً الصور التي تحمل رسالة إنسانية تنقل معاناة مجتمع إلى حكومة أو تسهم في إنقاذ حياة شخص من خطر أو كارثة.

يعقوب الحمادي الذي خاض مغامرات قنص في رحلات كثيرة، يجد متعته في التصوير، ويؤكد أنه أسهم في نقل خبرات الإمارات بتربية الصقور إلى العديد من الأعراق والقبائل. ويوضح أنه يميل إلى تصوير حياة الصقور، وتوثيق تجربته مع الطير الذي دربه ليتابع حركاته ويرصد استعراضاته بكل شموخ وكبرياء وطريقة اصطياده لفرائسه في ديار أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8svfpc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"