عادي

علي باي العباسي يتجول في مصر والحجاز وبلاد الشام

02:05 صباحا
قراءة دقيقتين
14

أبوظبي: «الخليج»

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة كتاب «رحلات علي باي العباسي إلى مصر والحجاز وفلسطين ودمشق» للرحالة الإسباني دومينجو باديا إي ليبليش، ونقله إلى العربية الدكتور طلعت شاهين، وراجع الترجمة أحمد عبداللطيف.

ويعد هذا الكتاب واحداً من أهم كتب المستشرقين التي تناولت العالم العربي تحت حكم الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، وكاتبه دومينجو باديا إي ليبليش، أو علي باي العباسي، كما سمّى نفسه، يتميز بمعارفه الواسعة في الفلك والتاريخ والجغرافيا والعمران، وكان سابقاً في معارفه الأنثروبولوجية.

وتبدأ رحلة إي ليبليش من المغرب والجزائر، ليتجول في العديد من بلدان شمال إفريقيا وصولاً إلى مصر عام 1806، يرصد المؤلف العادات والتقاليد والملابس والمعمار، كما يساعده الاختلاط بأهل البلد على فهم المجتمع وثقافته وعقد صداقات مع شخصيات تاريخية محورية مثل عمر مكرم في القاهرة، ويسجل ما دار بينه وبين قيادة نقابة الأشراف من حوارات حول مستقبل مصر بعد رحيل الفرنسيين عنها، وهي تفاصيل مهمة وكاشفة ووثيقة لا غنى عنها تسهم في معرفة التاريخ العربي.

ويشمل الكتاب كذلك وصفًا لقوافل الحج من القاهرة إلى السويس ثم إلى الحجاز، ويسلط الضوء على تاريخ شبه الجزيرة العربية، ويستعرض وصفاً دقيقاً للموقع الجغرافي للكعبة المشرفة والحرم الشريف وشكل الأماكن المقدسة، ثم يواصل الرحالة الإسباني تجواله بقرى ومدن فلسطين وصولاً إلى القدس، راسماً معمارها وطوائف سكانها، قبل أن ينتقل إلى دمشق ليصف حدائقها وعمارتها وأسواقها، كذلك أنواع الحيوان والخيول بها، لكنه إذ يفعل ذلك يولي اهتماماً كبيراً للناس والحياة، ليكون المجتمع دائماً في بؤرة الضوء، ما يساعدنا على إدراك التغيرات الكبيرة التي حدثت في العديد من الدولة التي مر بها.

ورغم صدور الكتاب عام 1818، في حياة المؤلف، في طبعات منثورة ومتعددة وبعدة لغات منها الفرنسية والإنجليزية والألمانية، إلا أن هذه الرحلات لم تُترجم من قبل إلى العربية، رغم الأهمية التي تمثلها كوثيقة من شاهد على العصر يتمتع بالفطنة والمعرفة والقدرة على الوصف، حيث إنه كتاب شيق ودقيق، لا يقل أهمية عن كتاب «وصف مصر» الذي وضعته كتيبة علمية بالجيش الفرنسي خلال حملة نابليون بونابرت إلى مصر، جدارة علي باي أنه لم يمتلك كتيبة من العلماء لتدوين ما يراه، لكنه قام بمهمة هذه الكتيبة.

ويُعد الدكتور طلعت شاهين، شاعر وكاتب ومترجم وأكاديمي مصري، يقيم في إسبانيا منذ عام 1980، عمل مراسلاً لعدد من الصحف العربية المهاجرة في أوروبا منها: الحياة، العرب، الدستور، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كومبلوتنسي بمدريد عام 1994، واصل بعدها العمل الصحفي والثقافي في إسبانيا، بالإضافة إلى عمله الأكاديمي كمحاضر في عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية في إسبانيا وأمريكا اللاتينية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ju4s24f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"