عادي
أشهرها العويس والسكري والنعومي والفونس

مانجو الإسماعيلية.. حلاوة عابرة للقارات

23:36 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة:«الخليج»
تضيء ثمار المانجو في تلك الفترة من كل عام، ليالي مزارع مدينة الإسماعيلية، مثل قناديل ملونة، في ليالي الصيف المنعشة، مزهوة بتربعها منذ عقود طويلة، على عرش فواكه الصيف في مصر.
تتزين المدينة المطلة على قناة السويس، مع بداية أغسطس من كل عام بالأصفر والأزرق، وهي تستقبل آلافاً من الزائرين الذين يتدفقون عليها، في موسم حصاد المانجو، للاستمتاع بتلك الفاكهة الشهية، وما تتميز به من مذاق فريد، ما وضع المدينة في صدارة المحافظات المصرية المنتجة للمانجو منذ سنوات بعيدة، حيث تحتل الإسماعيلية المرتبة الأولى من حيث المساحة الكلية المزروعة بالمانجو، بنحو 108 آلاف فدان، تمثل 37% من متوسط مساحة المانجو الكلية في مصر، والبالغة نحو 284 ألف فدان، يليها في المرتبة الثانية مركز النوبارية التابع لمحافظة البحيرة، فيما تأتي محافظة الشرقية في المرتبة الثالثة بمتوسط مساحة كلية تبلغ نحو 41 ألف فدان.

ويصنف كثير من المصريين، المانجو الإسماعلاوي باعتبارها ملكة الفواكه بلا منازع، والأميرة المتوجة في قلوب كل من ذاقوا طعمها الشهي، الذي دفع السفير النيوزلندي في القاهرة جريج لويس قبل نحو عامين، لأن يستقل سيارته الخاصة، ويقطع مئة وعشرين كيلو متراً في اتجاه الإسماعيلية، ليشتري كمية كبيرة من ثمارها المميزة، فيهدي بعضاً منها لأصدقائه من ممثلي السفارات الأوروبية والقنصليات في مصر، ويحتفظ لنفسه بالباقي، ويقدم في سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، أفضل دعاية تسويقية يمكن تخيلها لمنتج مصري.

وقف جريج لويس، بملابس صيفية بسيطة، أمام واحدة من عشرات الشوادر المخصصة لبيع المانجو، والتي تملأ شوارع الإسماعيلية في تلك الفترة من كل عام، ليطلق ما وصفته بعض المواقع العربية ب«دبلوماسية المانجو»، موضحاً لمئات الآلاف من متابعي حسابه الشخصي حول العالم، كيف تمتلك مصر ما يقرب من مئة نوع من المانجو وتزرعها، وكيف تحظي تلك الأنواع باحترام تصديري كبير منذ ما يقرب من قرن ونصف القرن، قبل أن يطلق بعد ساعات، أول استفتاء للجمهور المصري، حول الأنواع التي يفضلونها، وكيف أنه يفضل بشكل شخصي «العويس» دون غيره من الأنواع الأخرى.

تشتهر محافظة الإسماعيلية، بإنتاج أجود أنواع المانجو، مثل العويس والسكري والنعومي والفونس، إلى جانب الأنواع الأخرى مثل الزبدية والتيمور والهندي والسنارة، حيث تبدأ بشائر الثمار في النصف الثاني من شهر يوليو، لكن قطاف أجود الأنواع يبدأ مع بداية شهر أغسطس بعد اكتمال فترة النضج، ما يعني رسمياً انطلاق موسم المانجو الذي يستمر حتى نهاية سبتمبر من كل عام، وتمتاز ثمار المانجو الإسماعيلاوي بمذاقها الفريد الذي لا ينافس، بسبب درجة ملوحة الأرض الزراعية، التي تلعب دوراً كبيراً في إكساب ثمار المانجو هذا الطعم المدهش، وهي ملوحة تتسرب من مياه قناة السويس وبحيرة التمساح القريبة، وهو السبب الذي يرجعه المزارعون إلى حلاوة طعم المانجو لديهم عن أي ثمار مانجو أخرى في مصر.

ويصنف مزارعو الإسماعيلية، مانجو الفص، باعتباره ملك الأنواع، إذ يتميز بطعمه الشهي رغم صغر حجمه، ولأن الكميات التي تحصد منه سنوياً، لا تتجاوز ثلاثمئة كيلو غرام في كل موسم، فإن سعره يعد الأعلى بين باقي الأنواع، التي يتصدرها «العويس» والسكري.

وقبل أسابيع، أعلنت محافظة الإسماعيلية، عن إطلاق أول نسخة لمهرجانها المحلي للمانجو، الذي تستهدف منه، الترويج لمنتجها الزراعي الأشهر، إلى جانب تنشيط السياحة المحلية، ويقول اللواء فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية، إن المهرجان الذي يستمر لمدة يومين، سوف يمثل ملتقي لكل مزارعي المانجو في المحافظة التي استعدت لاستقبال آلاف الزوار في هذا المهرجان الضخم، الذي سوف يشمل إلى جانب عرض منتجات المحافظة الزراعية وعلي رأسها المانجو، العديد من الفعاليات الفنية والثقافية.

1

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/w768jyuz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"