أبغض الحلال

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

الطلاق، أبغض الحلال، والزوج والزوجة اللذان يلجآن إلى القضاء لحل مشكلاتهما أو للطلاق، الأحرى بهما أن يراجعا نفسيهما، ويجلس كل واحد مع نفسه، والتفكر بالسنوات التي خلت، والأبناء الذين سيؤول مستقبلهم بلا أمّ أو بلا أب، ويكتفي الأب بساعات معدودة لرؤيتهم. فتكوين الأسر ليس سهلاً، والمحافظة عليها أصعب، نحتاج من الأم والأب، التريّث والتفكير مليّاً قبل قرار الطلاق المفجع للأبناء وللأسر وللمجتمع.
والقضية التي وصلت إلى المحاكم، لا يتخيل أحد مقدار ما أصاب صاحبها من الأذى الذي أدى به إلى ذلك. كما لا يتخيل أحد مقدار صعوبة أن يفتح سجلات حياته الزوجية، وتدون بالمحاضر، لإثبات الضرر أو إصلاح ذات البين، وربما كانت نتيجتها الحكم بما يرضي الطرفين، إلا أن ما خلفته خلال زمن القضية وجلساتها، سيضع نقطة على السطر فيما يخص سعادة الأسرة، لذا من الأفضل للطرفين حل مشاكلهما بعيداً من المحاكم، وبعيداً من جلساتها. ولا بدّ أن يحتكم الطرفان لذوي الرجاحة والمعرفة بالإصلاح بين الأزواج، والرضا بمواعظهم وحكمهم، فطرف واحد يخفي ما حمله الزوجان، أخف ثقلاً وأفضل حالاً من جلسات المحاكم.
ونتيجة الطلاق، وإن كانت لبعضهم ورقة مربحة للخلاص من المشكلات الأسرية، فإنها مؤقتة، وسرعان ما ينتج عنها مشكلات أكبر، وأكثر تأثيراً في مستقبل الأبناء. وحتى الزوجان المنفصلان، فإن تأثير الطلاق سيأخذ منهما الكثير، وسيرجع بعضهم إلى نقطة الصفر، ليعيدوا تكوين ذواتهم وكياناتهم التي ستتشتّت بعد الطلاق، وآخرون يصعب عليهم العودة وتكوين حياتهم من جديد، ليبقوا متقوقعين على أنفسهم، يفضلون الوحدة على أن يعيدوا الكرة، ليستمر أثر الطلاق معهم لبقية حياتهم.
ولذلك وقبل ذلك القرار المصيري برفع قضية، أو طلب الطلاق، لا بدّ لكلا الطرفين من مراجعة حساباتهما الشخصية، وتذكر أجمل الأيام التي قضياها معاً، والمواقف الصعبة التي مرّا بها أيضاً، وكيف تجاوزاها معاً، ليكملا الطريق على النهج ذاته، ويراجع الفرد منهم مواقفه وما يكره الآخر وكيف يمكن أن يحسن من ذاته، والرابح منهما من يطوي الصفحة ليعيد بناء نفسه، ويحافظ على أبنائه، وأسرته، فذلك هو الربح الأكبر للذات وللأسرة والمجتمع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc6rhree

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"