حينما يمنحنا الله السكينة فإنه يمنحنا القوة، يضعنا في طريق الطمأنينة التي تمكننا من تجاوز كل الصعاب والمخاطر، تجعلنا نتعالى على كل الصغائر، تمكننا من العطاء دون انتظار أي رد عليه، تجعلنا أكثر فهماً وتفهماً ووعياً بأن الحياة أقصر من أن ننشغل بصراع هذا أو ذاك أو الرد على هذا أو ذاك أو انتظار شهادة حسن سلوك من أي كان.
أن تنشغل بصلاح نفسك ودينك ودنياك، تسعى خفيفاً من أعباء النظر في حياة الآخرين وقراراتهم، لا تفكر إلا في تعمير نفسك وكونك وحياتك، تمنح من حولك من أسرتك وأهلك وأصدقائك ورفاقك الحب والراحة وتنشر الفرح دون انتظار مردود ما، تصنع مشروعك الخاص أياً كان نوعه وتعمل عليه بيقين وإيمان بأن الله معك، فمثلنا الشعبي يقول (اسع يا عبدي وأنا أسعى معاك).
الإيمان الذي يغمر القلب بالقرب من الله، يجعل القلب يعزف لحنه الخاص المترفع عن سفاسف الدنيا كلها، مستمتعاً بالحياة التي منحنا الله إياها لنعمر الأرض ونبني وننتج ونكتشف، ننقش أسماءنا في سجل خلود أوطاننا بعطاء مميز مختلف جميل راق، نمد أيدينا للجميع بالحب والخير.
إن الإيمان الذي يمنح الطمأنينة يجعلنا أقوياء في الضراء قبل السراء، متسامحين حتى مع من أساء إلينا، نصنع الأمل لنا ولمن حولنا، «نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً ونعمل لآخرتنا كأننا نموت غداً»، نجعل نفوسنا بساتين خير وعطاء، علانيتنا هي سريرتنا.
ومع صدق الإيمان يسخر الله لك الطريق ومن يعينك عليه، بل يمدك بالطاقة والإيجابية وروح العطاء والصبر التفاؤل، وقد سخر لي ربي قرة عيني زوجة صالحة تعينني وتدعمني بلا حدود.
من منا بلا خطيئة، حتى ننشغل بأخطاء غيرنا، لماذا لا ننشغل بإصلاح ذواتنا قبل أن ننشغل بغيرنا، نسعى حول مثالبهم دون إبداء أي عذر أو حتى التفكير بأن ذلك ليس من شأننا في شيء، دعونا ننشغل بأنفسنا وإصلاحها حتى يصلح الله لنا كل شيء حولنا.
https://tinyurl.com/55jf3fx9
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







