عادي
سباق لاستقطابهم استعداداً للعام الدراسي

معلمو المدارس الخاصة.. خبرة وكفاءة برواتب متواضعة

00:23 صباحا
قراءة 5 دقائق
تقدير جهود المعلم يجعله يعزف عن الدروس الخصوصية

تحقيق: آية الديب

يشهد الميدان التربوي خلال هذه الفترة رواجاً كبيراً، وسباقاً في المدارس الخاصة لتعيين معلمين جدد في مختلف المواد الدراسية، قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، حيث عزمت الكثير من المدارس على تعيين معلمين جدد، لاسيما وأن بعضها أنهت خدمات عدد من المعملين بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا، قبل عامين، وباتت في حاجة لمعلمين آخرين لتلبية احتياجات الطلاب التعليمية.

معلمون في القطاع الخاص تحدثوا ل«الخليج» عن الرواتب المتدنية، موضحين أنه على الرغم من كفاءة وخبرة العديد منهم، إلا أن رواتب المعلمين تحتاج إلى إعادة النظر، حيث تتفاوت الرواتب تفاوتاً كبيراً بين المدارس، بل وبين معلمي المدرسة الواحدة، على الرغم من الرسوم المرتفعة التي تحصّلها المدارس الخاصة من الطلبة.

وأكد معلمون ومتخصصون أن بعض المدارس الخاصة تستغل حاجة المعلمين للعمل، ولاسيما المعلمين ذوي الخبرة الذين تركوا العمل في القطاع الحكومي، مشيرين إلى أن المدارس الخاصة تمنح رواتب منخفضة نتيجة لزيادة طلبات التوظيف لديها، باعتبار أن المعلم إذا رفض راتباً منخفضاً سيقبل معلم آخر الراتب المنخفض لحاجته إلى فرصة العمل.

وفقاً لمعلمين في مدارس خاصة، تتراوح رواتب المعلمين في المدارس الخاصة بين 3 آلاف إلى 17 ألف درهم، وتختلف رواتب المعلمين وفقاً لطبيعة المنهج الذي تقدمه المدرسة، وتختلف الرواتب ما بين المعلمين في المدرسة الواحدة، فيما تتراوح رواتب مشرفي الحافلات المدرسية ما بين 1500 إلى 2000 درهم.

ودعا عدد من المعلمين إلى إعادة النظر في منظومة الرواتب في المدارس الخاصة، مؤكدين أن المعلم كلما زاد تقدير جهده وتعبه كلما زاد عطاؤه للطلاب داخل الحرم المدرسي، وعزف عن تقديم الدروس الخصوصية.

وأرجع مسؤول في مدرسة خاصة انخفاض راتب المعلم في المدارس الخاصة إلى عوامل عدة، منها المرحلة التي يدرس فيها، وطبيعة المادة التي يختص بها، والخبرة، ومن أين اكتسبها، والمنهج التعليمي الخاص بالمدرسة.

المادة والمرحلة

أكد فؤاد المرسومي، مدير مدرسة خاصة، أن الرسوم الدراسية تلعب دوراً كبيراً في تحديد رواتب المعلمين، فكلما ارتفعت الرسوم التي يسددها ولي الأمر كلما زادت رواتب المعلمين في هذه المدرسة، وبالعكس، فحينما تقل الرسوم تقل رواتب المعلمين بالتوازي معها.

وقال إن انخفاض رواتب المعملين في المدارس الخاصة يرجع إلى عوامل عدة، منها المرحلة التي يدرس فيها المعلم وطبيعة المادة التي يختص بها والخبرة.

وأوضح أن نوعية المادة التي يقدمها المعلم للطلاب تؤثر في الراتب الذي يتقاضاه، حيث ترتفع رواتب معلمي المواد العلمية، كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم، مقابل رواتب معلمي المواد الأخرى، كمواد اللغة العربية والتربية الإسلامية ومواد الفن والحاسوب والأنشطة، وغيرها.

وقال: ترتفع رواتب معلمي الحلقة الثالثة في مقابل رواتب معلمي طلاب الحلقة الأولى، ومرحلة الروضة، كما تختلف رواتب المعلمين وفقاً لخبرة كل معلم، ومن أين تحصل على الخبرة الخاصة به، حيث ترتفع رواتب المعلمين ذوي الخبرة في داخل الدولة، مقابل رواتب المعلمين مكتسبي الخبرة من خارج الدولة.

تفاوض

وقال أحمد شلبي، معلم في مدرسة خاصة: تتراوح رواتب المعلمين في المدارس الخاصة ما بين 3 آلاف إلى 17 ألف درهم، وتختلف رواتب المعلمين وفقاً لطبيعة المنهج الذي تقدمه المدرسة، حيث نجد أن المدارس الخاصة التي تقدم للطلاب منهجاً وزارياً تنخفض رواتب المعلمين فيها، مقارنة بالمدارس التي تقدم للطلاب مناهج أجنبية أخرى.

وأضاف: بعض المعلمين يتم التعاقد معهم على رواتب منخفضة، ومعلمين آخرين يتم التعاقد معهم على رواتب مرتفعة في المدارس نفسها، على الرغم من أنهم يتساوون في الخبرة والأداء والمستوى المعرفي، مرجعاً السبب في ذلك إلى المقابلة التي تجرى للمعلم في المدرسة لشغل وظيفة، حيث يتم التفاوض مع المعلم لإنقاص الراتب الذي يمكن أن يتقاضاه بقدر الإمكان، ويستجيب بعض المعلمين لضغوط هذا التفاوض، وتنخفض رواتبهم، بينما يتسم معلمون آخرين بالثبات ويحصلون على رواتب أعلى.

وتابع: في بعض المدارس تتدخل عناصر المعارف والعلاقات في قبول المعلمين، وتحديد رواتبهم، وفي المقابل نجد مدارس تضع نظاماً معيناً ومعايير محددة لقبول المعلمين فيها، وتحديد رواتبهم.

زيادة الطلب

وأكدت ليالي حمدان، أخصائية اجتماعية في مدرسة خاصة بأبوظبي، أن زيادة الطلب من المعملين على فرص العمل يعد سبباً رئيسياً في انخفاض رواتبهم في المدارس الخاصة، قائلة: نتيجة لزيادة الطلب يخفض مسؤولو المدارس الخاصة الرواتب باعتبار أن لديهم الكثير من طلبات التوظيف، وإن رفض معلم الراتب المعروض فحتماً سيقبل به معلم آخر ظروفه مختلفة، لحاجته إلى فرصة عمل.

وأضافت: لا تتوقف رواتب المعلمين والأخصائيين على الخبرة والمادة ورسوم المدرسة فحسب، حيث نجد فجوات كبيرة جداً في رواتب معلمي المدرسة الواحدة، ففي الوقت الذي يتقاضى فيه معلم مدرسة 20 ألف درهم راتباً نجد معلم آخر يتقاضى في المدرسة نفسها ربع هذا الراتب، بسبب العلاقات والمعارف التي تتدخل في اختيار معلمي المدارس وتحديد رواتبهم.

مشرفو المدارس

وقالت مها محمد، مشرفة في مدرسة خاصة: تدني الرواتب في المدارس الخاصة لا يشمل المعلمين فحسب، بل يشمل كذلك المشرفين، سواء كانوا من مشرفي العملية التعليمية، أو مشرفي الحافلات، موضحة أن راتب مشرفات الحافلات يتراوح ما بين 1500 إلى 2000 درهم، فيما يتراوح راتب مشرفات الصفوف داخل المدارس ما بين 2500 درهم إلى 3500 درهم.

وأضافت: عملي هو معلمة تربية رياضية، ولم أجد فرصة عمل في تخصصي، وبالتالي قبلت العمل بوظيفة مشرفة مدرسية بصورة مؤقتة لحين الحصول على فرصة عمل أفضل، سواء في المدرسة التي أعمل فيها، أو في مدرسة أخرى.

شروط القبول

وقال محمد حمد، معلم في مدرسة حكومية: بعض المدارس الخاصة تمنح المعلمين رواتب مقبولة، والبعض الآخر يمنحهم رواتب ضعيفة لا تكفي حاجاتهم، ويرجع قبول بعض المعلمين لرواتب متدنية إلى رغبتهم في اكتساب خبرة، لأن المدارس الخاصة التي تمنح المعلمين رواتب جيدة تشترط توفر خبرة داخل الدولة لدى المعلم، ولذلك يقبل المعلمون العمل برواتب متدنية على أمل أن يكون عملهم مؤقتاً، لحين الحصول على عمل في مدرسة أخرى تمنح رواتب جيدة.

وأضاف: الاهتمام بالمعلمين في القطاع الخاص يصب في مصلحة العملية التعليمية والطلاب بشكل عام، فالمعلم الذي يتلقى مردوداً مالياً مقبولاً لقاء عمله يتشجع على التطوير من أدائه والإبداع في أسلوبه التعليمي والتوجه إلى قطاع الأبحاث والاطلاع على كل جديد يصب في مصلحة الطلاب، وفي المقابل نجد بعض معلمي القطاع الخاص ينجرفون إلى تقديم الدروس الخصوصية لتعويض رواتبهم الضعيفة.

وتابع: لا يقتصر افتقار نسبة كبيرة من المعلمين في القطاع الخاص إلى رواتب مجزية فحسب، بل تتناسى الكثير من المدارس الخاصة كذلك تقدير معلميها بمكافآت وحوافز تشجعهم على العمل ومواصلة الاجتهاد، ويبقى المعلم في هذه المدارس شغله الشاغل هو الانتقال إلى مدرسة أخرى تقدر مجهوده وتعبه.

تقدير للمعلم

وقال علي الحربي، معلم في إحدى المدارس الحكومية: بشكل عام، كلما زاد تقدير المعلم كلما زاد عطاؤه للطلاب داخل الحرم المدرسي، وعزف عن تقديم الدروس الخصوصية، التي تمثل جهداً مضاعفاً على المعلم يقوم به بعد انتهاء ساعات عمله الصباحي.

وأضاف: بعض المدارس الخاصة تستغل حاجة المعلمين للعمل، ولاسيما المعلمين ذوي الخبرة الذين تركوا العمل في القطاع الحكومي، حيث يعمل المعلم في القطاع الخاص ساعات عمل أطول، وبراتب أقل، ومن المؤكد أن هذا الأمر يؤثر في المعلم ورغبته في العطاء التعليمي والتربوي.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yk57wb6f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"