عادي
لم يبلغ الجهات المعنية بوجودها

يرعى طفلة معاقة في منزله 6 سنوات وخطؤه يؤدي إلى وفاتها

23:48 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: محمد ياسين

تسبب رجل من إحدى دول أوروبا الشرقية، بالاشتراك مع آخر هارب، بخطئهما في وفاة طفلة مجهولة النسب، مصابة بشلل دماغي، بعد أن احتضنها في منزله، ووفر لها مربية ترعاها 6 سنوات، قبل أن تتدهور حالتها الصحية وتتوفى في منزله. فدانته محكمة الجنح بدبي، وقضت بحبسه 3 أشهر، وإيقاف تنفيذ العقوبة لمدة ثلاث سنوات.

وتفصيلاً دارت أحداث الواقعة في يونيو الماضي، حين استدعى الرجل الإسعاف لإنقاذ طفلة ارتفعت حرارتها وتدهورت صحتها، إلا أنها توفيت في الوقت نفسه، فأبلغ الشرطة بالواقعة.

وبحسب إفادة المتهم في التحقيقات، فإن أحد زملائه في العمل، أحضر إليه الطفلة لرعايتها قبل 6 سنوات، حيث كانت تعاني شللاً رباعياً، وكانت فاقدة للحركة.

وتابع: بعد أن أحضر له زميله الطفلة منذ 6 سنوات، وأخبره بأنها مجهولة النسب، وطلب منه الاعتناء بها وتوفير مربية لها، طوال مدة غيابه. واختفى منذ ذلك الحين، حيث تواصل مع مربية وطلب منها العمل لديه في المنزل والاعتناء بالطفلة، وتوفير كل طلباتها ففعلت ما طلب منها.

وأضاف في التحقيقات أنه لا يعلم جنسية الطفلة وأصلها، ومن حيث الشكل، ملامحها تختلف عن أبناء جلدتنا، فهي سمراء حنطية. وكان طولها عند الوفاة 120 سم، وكانت تعاني شللاً رباعياً كاملاً، بحيث لا تستطيع تحريك أي شيء من جسدها سوى عينيها.

وتابع أن الطفلة كانت تعاني تشوهاً في قدميها ويديها، ولم تكن تستطيع النطق، ولا تحريك شفتيها، ولكنها كانت تستطيع التعبير عن بعض المشاعر، مثل البكاء، أو الضحك بنبرة متواصلة.

وأضاف أنه كان يلاحظ بأنها تفهم الكلام بالضحك والبكاء، فأحياناً تكون سعيدة حينما يبلغها بأنه سوف يطعمها، وحين يتحدث معها تتفاعل بتحريك عينيها معه بإشارات تفيد الفهم أو الرضا، أو الرفض أو الانزعاج. وكانت تفهم الإنجليزية والفارسية والروسية، فكان حينما يحدثها بتلك اللغات تفهمه وتتفاعل معه.

فيما أفادت المربية في التحقيقات، بأنها مقيمة في الدولة منذ 6 سنوات، وكانت تعمل في أحد البيوت في إمارة أخرى لمدة شهر، ومن ثم تركت عملها وقدمت إلى إمارة دبي، للبحث عن عمل، حيث اتصل بها المتهم، وطلب منها أن تعمل في منزله، وتعتني بطفلة من أصحاب الهمم. وبالفعل اعتنت بها لمدة 6 سنوات. وفي يوم الحادثة زادت حرارتها، فاتصلت بالإسعاف وطلبت من المتهم الحضور إلى المنزل، حيث وجد الطفلة قد فارقت الحياة فاتصل بالشرطة.

وثبت من تقرير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، بإدارة الطب الشرعي أن وفاة الطفلة طبيعية، نتيجة فشل بوظائف القلب والتنفس، بسبب مضاعفات حالتها المرضية المزمنة، ولا توجد آثار إصابة أو ما يشير إلى حدوث عنف جنائي أو مقاومة.

وبعد التحقيق مع المتهم، وجهت له النيابة العامة في دبي، ولآخر هارب، ثلاث تهم شملت إخفاء الحقيقة بشأن وضع الطفلة المتوفاة، وإبلاغ الجهات المختصة معلومات عن صحتها البدنية، واحتضان طفلة مجهولة النسب دون اتباع القواعد والإجراءات المنصوص عليها في القانون، والتسبب بالاشتراك مع آخر هارب، بخطئهما بوفاة الطفلة، بعدم اتباع الإجراءات الخاصة بإبلاغ احتضانها، والقواعد والإجراءات المنصوص عليها في القوانين الخاصة بذلك.

وجاء في حيثيات حكم المحكمة، حسبما استقر في يقين المحكمة واطمأن إليه وجدانها، وما تم فيها من تحقيقات، أنه ولرغبة من المتهم في الاعتناء بالطفلة، بالاتفاق مع آخر (هارب)، أن يستضيفها بمنزله لرعايتها، دون أن يبلغ الجهات المختصة عن وضعها وصحتها البدنية، طوال 6 سنوات، ما تسبب بخطئهما بوفاة الطفلة، لعدم اتباع قوانين الدولة. فدانته المحكمة وقضت بحسبه مع إيقاف التنفيذ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3u7htyf8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"