عادي
مراكز الـ «10 دراهم» تفي بالاحتياجات

العودة إلي المدارس تستنهض الأسر وتنعش أسواق القرطاسية

00:40 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم
أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد 2022-2023، إذ تتأهب مدارس الدولة الحكومية والخاصة، لتقرع أجراسها لاستقبال طلبة جميع مراحل التعليم، في رحلة معرفية جديدة يبلغ عدد أيام التمدرس فيها 188 يوماً، وتبدأ يوم الاثنين المقبل 29 أغسطس.
ولعل أبرز ما تركز عليه الأسر، ويشغل بال الوالدين في الوقت الراهن، شراء مستلزمات العودة إلى المدارس، من الزي المدرسي والأحذية والحقائب والأقلام والدفاتر والأدوات، إلى جانب أكثر من 30 صنفاً من الأدوات والقرطاسية التي تناسب طلبة كل مرحلة دراسية.
في وقت كشفت جولة «الخليج» في أسواق بيع مستلزمات العودة إلى المدارس، وجود تفاوت في الأسعار بحسب جودة المنتج، والنوعية، وبلد الصنع، ولكن هناك في الوقت نفسه خيارات متعددة أمام الأسر، لشراء احتياجاتهم وفق العائد المادي.

أكد عدد من أولياء الأمور، أنه على الرغم من غلاء بعض المستلزمات، من حقائب وأدوات وقرطاسية وغيرها، في بعض المحال والأسواق المتعددة الأقسام، فإن المتاجر الإلكترونية والبيع «أونلاين» أسهما في تلبية احتياجات معظم الأسر، نظراً لأسعارها التي تناسب الجميع. وترى شريحة أخرى أن أسواق الـ«10 دراهم» مكنت الكثير من محدودي الدخل من الوفاء بالتزاماتهم، وشراء مستلزمات المدارس لأبنائهم وبأسعار مناسبة.
عدد من أصحاب الأسواق ومحال البيع، أكدوا أن معدل ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجودة المنتجات، والنوعية، وبلد الصنع ومدى زيادة الطلب، وإن كان هناك ارتفاع في أسعار بعض المستلزمات، فإن معظم الاحتياجات والأدوات في متناول الجميع.
ويرى خبراء وتربويون، أن موسم العودة إلى المدارس، يتطلب المزيد من الإنفاق لشراء متطلبات المدرسة، ويحتاج إلى ميزانية خاصة من الوالدين، للوفاء باحتياجات أبنائهم، لبدء عام دراسي جديد، مؤكدين أن تفاوت الأسعار وتعدد الخيارات دائماً يأتيان في مصلحة الأسر، إذ يستطيع الجميع في النهاية الوفاء بالتزاماتهم.
«الخليج» تناقش مع الأسر وأولياء الأمور في الميدان التربوي خطط التعامل مع موسم العودة للمدارس، وكيف كانت أسعار المستلزمات، وما أبرز المعوقات التي واجهتهم وكيفية التغلب عليها، ومدى توفر بدائل متنوعة لمساعدتهم في الوفاء بالتزاماتهم.
جولة «الخليج»
انقسمت أسواق بيع مستلزمات العودة للمدارس إلى ثلاثة أنواع، يقدم الأول الحقائب وأدوات القرطاسية والأحذية بجودة عالية وأنواع معروفة، وأسعارها تناسب شريحة مجتمعية تسبق محدودي الدخل، وسجلت ارتفاعاً في أسعار بعض المستلزمات، مثل الحقائب يراوح بين 20 و 30%، لاسيما حقائب الظهر بالعجلات من الأنواع المعروفة التي تضم 4 قطع «حقيبة مدرسية، وأخرى للطعام وقارورة للمياه، ومقلمة»، فيما تفاوتت أدوات القرطاسية في أسعار من نوع إلى أخرى.
في المقابل سجلت أسواق البيع «أونلاين» التي تشكـــل النــــوع الثانــــي، إقبالاً كبيراً من أولياء الأمور والأسر، إذ تنوعت المستلزمات المعروضة، وتفاوتت أسعارها، لتتناسب مع كل الفئات في المجتمع، كلٌّ حسب احتياجاته وقدراته المالية، فضلاً عن إتاحتها خدمة التوصيل المباشر مجاناً، أما مراكز الـ«10 دراهم» التسويقية، فكانت الأكثـــر جذبـــاً لمحدودي الدخل، إذ قدمت عروضاً ومنتجات تفي باحتياجات الأسر، بأسعار مرضية شجعت معظم فئات المجتمع على الشراء والوفاء بالتزاماتهم تجاه أبنائهم في موسم العودة للمدارس.
تباين الأسعار
مع تباين الأسعار، وتفاوت جودة مستلزمات العودة إلى المدارس من سوق إلى آخر، ظهر تفاوت في آراء أولياء الأمور؛ إذ يرى إيهاب زيادة، وشيماء علي، وزهرة حمدان، أن الارتفاع في الأسعار شمل جميع المستلزمات المدرسية، بما فيها الحقائب والأحذية والملابس المدرسية والدفاتر والأقلام وغيرها من المستلزمات، بنسبة قدروها بـ25% مقارنة بالعام الماضي، مؤكدين أن معظم المنتجات والمستلزمات المعروضة في الأسواق هي نفسها الموجودة في السوق منذ 3 أعوام، إذ إن أغلب المحال لم تستورد البضائع الجديدة، مشيرين إلى تقديم بعض المحال عروضاً خاصة على المستلزمات كافة، تشجيعاً لأولياء الأمور والأسر على الشراء.
فريق ثان من الأسر ضم سماح عبدالله، وسالم الحسيني، وعلياء علي، أكد أن التسوق «أونلاين»، كان الاختيار الأفضل لهم ولأبنائهم، إذ وفرت منصّاته منتجات وأدوات متنوعة تفاوتت في الجودة، ومن ثمّ اختلفت أسعارها من نوعية إلى أخرى، ولكنها تتناسب مع كل الفئات، موضحين أن توافر خدمة التوصيل المجاني إلى المنازل والتسليم في غضون 48 ساعة، مع التزام كثير من المنصات بتطابق المعروض مع المستلزمات التي يشتريها العملاء.

1
إيهاب زياده


تفاوت الاحتياجات
أما الفريق الثالث، فضم الأسر المحدودة الدخل التي لديها أكثر من طالب في مراحل التعليم المختلفة التي تفاوت احتياجاتهم وفق كل مرحلة، إذ أكد سامح فايق، ومنى سالم، وعهد محمد، وفهمي القمش، أن مراكز الـ10 دراهم التسويقية كانت طوق النجاة لهم في موسم العودة إلى المدارس، لاسيما أنهم خاضوا تجربة الشراء من بعض المكتبات ووجدوا أسعارها مرتفعة جداً لا تناسب قدراتهم المادية، ما دفعهم إلى تغير وجهتهم، حيث كان فارق السعر كبيراً بينها وبين أسعار المكتبات والأسواق الأخرى، ويتناسب مع دخلها المتواضع، لتتمكن الأسر المحدودة الدخل، من الوفاء بعملية شراء مستلزمات العودة للمدارس بكلفة ملائمة.
الطلبة
وفي وقفة مع آراء عدد من الطلبة والطالبات، أمل العتيبي، ومحمد خميس، وسهام محروس، وعلي حمد، أكدوا غلاء أسعار جميع أنواع الدفاتر والأقلام والقرطاسية، وعلى الرغم من عدم وجود أشكال جديدة من الحقائب المدرسية، فإن أسعارها مرتفعة جداً، تصل إلى 250 - 300 درهم وجودتها متواضعة، في الأسواق الكبرى و«أونلاين»، ليستقروا بعملية شراء معظم المستلزمات من مراكز الـ10 دراهم. موضحين أن بعض الطلبة استكملوا شراء المستلزمات من دون الاهتمام بالأسعار، وكل ما كان يشغل عقولهم، يكمن في جودة المنتجات من دفاتر وأقلام وحقائب مدرسية من المجمعات والمكتبات والأسواق الكبرى.
رواج الأسواق
وفي لقاء مع أصحاب المراكز والمكتبات التي تبيع مستلزمات المدارس، أكدوا أن هناك رواجاً في مستلزمات المدارس كافة، نافين التعمّد إلى رفع الأسعار في موسم العودة إلى المدارس، وأرجعوا ارتفاعها في بعض المستلزمات إلى المصدر.
أكد عبد الكريم محمد، مسؤول المبيعات في أحد مراكز الـ 10 دراهم، أن سبب الإقبال الكبير علينا وجود أسر لديها عدد كبير من الأبناء، ودخلها لا يكفي لشراء جميع أغراضهم من الأماكن التي تبيع بأسعار مرتفعة، مثل المكتبات والمحال الأخرى، في وقت تصل أسعارنا إلى نصف ثمن المعروض في الخارج، وكما تشاهدون لا نستطيع تلبية جميع المتطلبات، لأن الطلب كثير على أنواع الدفاتر والأقلام وأدوات الهندسة والألوان.
ونفت وسام مزيون مصطفى، صاحبة إحدى المكتبات، ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس هذا العام، إذ جاءت متقاربة مع أسعار السنوات السابقة، مؤكدة أن عملاء كُثُراً اشتروا مستلزمات العودة إلى المدارس لأبنائهم من دون الاعتراض أو التعليق على الأسعار، موضحة أن لجودة الصنف وبلد المنشأة دوراً كبيراً في تحديد السعر، فهناك الغالي والمتوسط في الثمن، وتمتاز المستلزمات المدرسية لدى مكتبتها بالجودة في الصناعة، وليس كالتي تباع في المحال الأخرى رديئة الصناعة.

1
مها الجسمي

تداعيات ومتطلبات
وأفادت المستشارة القانونية مها الجسمي، بأن تداعيات متطلبات الإجازات، ثم الاستعداد للدراسة ومستلزماتها الأساسية، وكذا احتياجات الأسرة الدورية تشكل ضغطاً اجتماعياً واقتصادياً على ميزانية الأسرة، ما يستدعي ضرورة مواجهة أعباء الحياة الناتجة عن رواج السلع وزيادة أسعار السلع المختلفة والخدمات مع موسم العودة للمدارس، بالانتفاع الرشيد من الموارد المتاحة، بطريقة سليمة معتدلة.
وأكدت أهمية التوقف عن عادات الاستهلاك المتزايد لدى بعض الأفراد، إذ تشكل ظواهر استهلاكية غير رشيدة، ولا شك في أن الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها وترشيد نفقاتها ومصروفاتها، سوف تحقِّق أهدافها وتبلغ ما تصبو إليه من احتياجات وتطلعات.
وأضافت أن أهم مظهر اجتماعي اقتصادي يتمثل في وضع ميزانية للدخل المالي للأسرة، وتحديد طريقة التصرف في هذا الدخل على الوجه المعتدل دون تبذير أو إسراف، بإعطاء كل مادة من مواد الإنفاق حقها المناسب، لذلك ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية الضارة، حتى لا يتسبّب الاستهلاك الترفي مثلاً في وجود الفقر وسط الرخاء، فاستمراره قد يضيع موارد الأسرة ويفقدها التوازن الاجتماعي والوفاء بالالتزامات.
حالة توجس
قالت التربوية الدكتورة سهام عوض، إن ارتفاع أسعار بعض السلع، خلق حالة من توجّس عدد من أولياء الأمور من غلاء المكتبات والقرطاسيات، ولكن في الوقت نفسه هناك اختيارات متعددة أمام أولياء الأمور للوفاء بالتزاماتهم تجاه أبنائهم وشراء مستلزمات العودة إلى المدارس، لاسيما أن مراكز البيع المخفضة كانت قبلة لمعظم الأسر محدودة الدخل نظراً لأسعارها المرضية والمناسبة، التي تغري الكثير من الأسر. مشيرة إلى أن كثرة المواسم جعلت الكثير من الأسر تقلل الإنفاق بسبب ضعف الميزانية، موضحة أن المواسم استنزفت الكثير من الأموال.
وقالت إنه بشكل عام يتطلب موسم العودة إلى المدارس، المزيد من النفقات لشراء احتياجات الأبناء، ويتطلب ميزانية خاصة لتجهيز الأبناء وشراء الزي المدرسي والقرطاسية والأحذية الرياضية والحقائب المدرسية.
قائمة المستلزمات
رصدت «الخليج» قائمة أغراض المدرسة المهمة والمستلزمات، إذ اشتملت على نحو 20 صنفاً، أبرزها حقيبة مدرسية، ومجموعة أقلام رصاص، ومجموعة أقلام حبر، وعلبة ألوان خشبية، وألوان شمعية، ومبراة، وممحاة، وملفات لحفظ الأوراق، ومجموعة دفاتر، ومسطرة، ومجموعة أدوات هندسية للرياضيات، وحافظة مياه، وحافظة طعام أو علبة غذاء، وآلة حاسبة (وفق الحاجة)، وملابس وأحذية مدرسية مناسبة، ومناديل مبللة ومعقم لليدين، والكمامات، ومكتب صغير متحرك للدراسة في المنزل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8nhpj3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"