سهو أم جهل أم إهمال؟

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف يحدث هذا؟ أهو سهو أم جهل أم إهمال؟ كل صيف تتكرر هذه الأسئلة المصحوبة بتعجب كبير لما نقرأه من حالات اختناق أو نسيان لأطفال داخل السيارات المغلقة؛ وكل صيف نحسب أن ما حصل في الأعوام السابقة يستحيل أن يتكرر هذا العام، وأن الكل يتعلم من تجارب الآخرين خصوصاً في زمن باتت المعلومة فيه في متناول جميع الناس بلا استثناء.
نعم ما زلنا نستغرب كيف ينسى أولياء الأمور أو السائق أو كل راشد ومدرك طفلاً في سيارة مغلقة في عز الصيف؟ وكيف يختار البعض بملء إرادتهم ترك صغير في السيارة وإقفال الأبواب والنوافذ بحجة أنهم سينجزون عملاً بسيطاً ويعودون على الفور؟ ألا يلاحظ كل منا كيف تتحول السيارة المغلقة في حر الصيف إلى ما يشبه الفرن المشتعل وكيف يخرج اللهب منها حين نفتحها وبالكاد نتحمل الدقائق المعدودة التي تفصلنا عن بدء إحساسنا بمفعول التكييف في تبريد السيارة؟! فكيف بمن نتركه ضعيفاً لا يجيد التصرف سواء كان مستيقظاً أو نائماً، والحرارة تتفاعل حتى تكتم أنفاسه؟. 
في تقرير شرطة دبي، «أن فرق الإنقاذ البري في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، عملت منذ بداية العام وحتى الأول من شهر آب/ أغسطس الجاري، على إخراج 36 طفلاً من سيارات علقوا بداخلها»، العدد ليس قليلاً، والخطر كبير خصوصاً أن «الدراسات العلمية أثبتت أن درجة الحرارة في السيارة المُغلقة قد تصل في أعلى معدلاتها إلى 70 درجة مئوية»، فهل هناك أي مبرر لمجازفة البعض بحياة الأطفال الذين لا حول لهم ولا يعرفون كيفية التصرف في مثل هذه المواقف؟ 
ربما بات من الأفضل أن نعتمد أساليب توعوية مختلفة تجنب الصغار دفع أرواحهم ثمناً لإهمال الكبار، والتوعية تكون بحثّ كل المارة والسائقين في الشوارع إلى البحث سريعاً عن صاحب السيارة إذا وجدوا فيها طفلاً وحيداً أو الإبلاغ عن رقم السيارة. 
ترك طفل يوازيه أيضاً ترك سيارة مفتوحة أمام المنزل أو في سوق أو أي مكان، فهل يمكن لأي إنسان التأكد من سلامة طفله وحكمته في التصرف إذا كان وحيداً في سيارة أبيه مثلاً ؟ ألا يخشى الأب من فضول طفله الذي قد يدفعه إلى التلاعب بأزرار السيارة أو غلقها رغماً عنه ثم عجزه عن فتحها مجدداً والمفاتيح معه في الداخل؟ 
هناك محاذير نعتبرها بديهية، ونستغرب ألا تخطر على بال ولي أمر أو أي إنسان راشد يشعر بمسؤولية وواجبات تجاه الأطفال وضرورة حمايتهم من أي خطر، فلحظة إهمال تبدو بسيطة قد تؤدي إلى كارثة وخسارة لا يمكن تعويضها.
noorlmahmoud17 @ gmail.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25c5a42z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"