عادي

دراسة: التغيُّر المناخي تهديد خطير على الأمن الغذائي والتنمية

07:30 صباحا
قراءة 3 دقائق
التغير المناخي
أبوظبي: «الخليج»

أكدت دراسة بحثية حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن قضية التغير المناخي تمثل تهديداً خطيراً على الأمن الغذائي العالمي والتنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر، إذ إنها تُعد القضية الحاسمة في العصر الحديث، حيث يعيش العالم تحولاً في أنماط الطقس يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر؛ ما يزيد من أخطار الفيضانات الكارثية التي تهدد بدورها إنتاج الغذاء.
وذكرت الدراسة، التي حملت عنوان: «تغيرات المناخ ومستقبل الغذاء»، وأعدها الدكتور محمد سلمان الحمادي مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في الإمارات، أن قضية التغير المناخي باتت واضحة بشدة، وتأثيراتها المختلفة في تزايد مستمر وسريع، ولعل أبرز مظاهرها وأوضحها ارتفاع درجات الحرارة، حيث من المتوقع أن ترتفع من 2.6 درجة مئوية إلى 4.8 درجة مئوية بحلول عام 2100، في ظل ارتفاع درجة حرارة المحيطات، إضافة إلى تناقص كمية الثلوج والجليد وانخفاض مستوى سطح البحر، ووجود المزيد من الموجات الحارة، وذوبان الجليد في القطب الشمالي.

تداعيات تغير المناخ

وأوضحت أن التداعيات الناتجة عن قضية التغير المناخي متعددة، وأبرزها: تلك المتعلقة بالمحاصيل الزراعية، حيث تعرضت مؤخراً لخسائر كبيرة بسبب التغيرات المناخية التي تجتاح معظم دول العالم؛ ما أدى إلى انخفاض المعروض من هذه المحاصيل، ومن ثم ارتفاع أسعارها بشكل كبير، ولم تقتصر هذه الآثار على المحاصيل الزراعية فقط، بل إن صيد الأسماك في المناطق المدارية قد ينخفض ما بين 40 إلى 60%، كما يؤثر التغير المناخي على عنصر إنتاج الغذاء بعدة طرق مباشرة وغير مباشرة، فهو يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الغذاء من خلال التغير في الظروف الزراعية البيئية، وبشكل غير مباشر من خلال التأثير على نمو وتوزيع الدخل، وبالتالي على الطلب على المنتجات الزراعية.

دعم البحث العلمي

وشددت الدراسة على أهمية دعم وتعزيز البحث العلمي والتطوير في العالم، إذ بات مهماً وضرورياً، حتى يكون له دور فاعل في تخطيط المستقبل ووضع حلول لما قد يواجهه من تحديات، فالدول المتقدمة تعتمد في رسم خططها وقراراتها على توافر البيانات والنتائج البحثية التي تبنى على أسس علمية، مبينة أن المرحلة القادمة بحاجة إلى وجود دراسات بحثية تركز على تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والتركيز على التقدم التكنولوجي للحد من تأثير تغيرات المناخ، ومن المهم وضع سيناريوهات لما قد يصاحب هذه التغيرات. ومن وجهة نظر الأمن الغذائي، فإن دراسة مدى تأثير تغيرات المناخ على الغطاء الزراعي وتنوع المحاصيل التي تزرع في المناطق المختلفة باتت مهمة؛ لكي يتمكن العالم من استقراء التغيرات القادمة والتحضير لاستراتيجيات جديدة قد تغير النظر لقضية شح المياه ووفرة السلع الزراعية.

تقييم المخاطر

وتوصلت الدراسة إلى أن هناك ضرورة لتمكين التغييرات اللازمة للتكيف مع قضية التغير المناخي وتداعياتها على الغذاء، وتطبيقها على أرض الواقع؛ وذلك من خلال ضخ الاستثمارات ووضع السياسات اللازمة وإنشاء المؤسسات في مختلف المجالات، وبالشراكة مع القطاع الخاص، ولكي تكون هذه التغييرات أكثر فاعلية، يجب أن تكون جزءاً من استراتيجيات وخطط متكاملة توضع بطريقة شفافة ومراعية للأبعاد المختلفة، الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، والمقاييس الزمنية المختلفة التي ستحتاج إلى تنفيذ التغييرات ودعمها.
وأوصت بأن تستند استراتيجيات وخطط التعامل مع أزمة التغير المناخي، إلى تقييمات المخاطر ونقاط الضعف، مع الاستفادة من التجارب والتقدم المحرز في الدول الأخرى، وأن تخضع للرصد والتقييم والتحديث بانتظام، وتقوم البلدان ذات الدخل المتوسط ​​والمرتفع بإجراء تقييمات منتظمة بشكل متزايد، لكن البلدان التي تفتقر إلى هذه القدرة ستحتاج إلى دعم خاص.

ركائز الأمن الغذائي

وخلصت الدراسة إلى أن تغير المناخ سيؤثر على جميع ركائز الأمن الغذائي الأربع؛ وهي: توافر الغذاء، والوصول إلى الغذاء، واستقرار الإمدادات الغذائية، واستخدام الغذاء، ولكن أهمية هذه الركائز والتأثير العام لتغير المناخ على الأمن الغذائي ستختلف باختلاف المناطق الجغرافية، وفي جميع الأحوال فقد بينت أغلب السيناريوهات أن تغير المناخ سيؤثر سلبياً على الأمن الغذائي، وسيؤدي إلى زيادة اعتماد البلدان النامية على الواردات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ezbwe32

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"