عادي

تطوير الأطراف الصناعية

22:17 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

ماذا كنت لتفعل بيدين إضافيتين؟ قد تبدو الفكرة حالمة، كأنها ضرب من الخيال، إلا أن دراسة جديدة تشير إلى أن الإنسان يمكنه في الواقع التكيّف مع استخدام أذرع آلية إضافية، كما لو كانت عضواً أصيلاً من جسمه.

ولعشرات السنين، عكف العلماء على تقصّي آلية عمل الدماغ البشري في أثناء تعامُل الإنسان مع الأدوات وتسخيرها لمنفعته، ولكن ماذا لو أضيفت أعضاء كليّاً إلى أجسادنا؟

إن الإجابة عن هذا السؤال قد تؤدي دوراً في تصميم الأجهزة الروبوتية الجديدة ومجالات الواقع الافتراضي، فعلى سبيل المثال، فإن العديد من علماء الروبوتات مهتمون حاليّاً بابتكار نظم من شأنها أن تمنح البشر القدرة على استخدام أطراف إضافية قد تمكّنهم من إتمام مهمات تتطلب ذراعاً، أو ساقاً إضافية، وهنا يأتي دور الواقع الافتراضي الذي يمنح الأشخاص الفرصة كي يُجرّبوا فعل أشياء لا يمكنهم فعلها في العالم الواقعي، كما يتيح لهم التجسّد رقمياً، أي التعايش في الواقع الافتراضي من خلال شخصيات رقمية، أو «أفاتارات» يختارونها لأنفسهم، علماً بأن هذه «الأفاتارات» قد لا تشبه الأشخاص المتحكمين فيها، لكن كي تكون تلك الأعضاء الإضافية، حقيقية كانت أم افتراضية، مفيدة وقابلة للاستخدام، فيجب لها أن تتناغم مع جسم الإنسان كما لو كان مولوداً بها، لذا فإن معرفة ما إذا كان هذا الأمر ممكناً، وفهم كيفية تحقيقه، أمر ضروري لتصميم أعضاء آلية، وكذلك لتطوير ألعاب الفيديو التي تقوم على فكرة انغماس اللاعبين في عالم افتراضي.

وقد أجرى باحثون في دراسة نشرت في مجلة «ساينتفك ريبورتس»، مجموعة من التجارب سعوا من خلالها لمعرفة ملامح رد فعل البشر على وجود عضو إضافي ملحق بأجسامهم، وفي هذه التجارب، زوَّد الباحثون المشاركين بذراع، أو يد، أو إصبعن إضافية مصنوعة من المطاط، ثم لمسوا هذا الطرف الإضافي الزائف في الوقت نفسه الذي لمسوا فيه طرفاً حقيقياً محسوساً، وأظهرت التجارب أن البشر قد ينتابهم شعور بأن هذه الأطراف الإضافية هي عضو أصيل من أجسامهم.

وفي دراسة أخرى، استخدم المشاركون خوذ الواقع الافتراضي التي تجسَّد فيها المشاركون رقمياً، غير أن أجسادهم الرقمية تلك كان لها ذراعان آليتان افتراضيتان إضافيتان أسفل الذراعين الحقيقيتين، وتحكَّم المستخدمون بالأذرع الآلية باستخدام مستشعرات متصلة بالقدم والخصر، وكان تحريك الجزء السفلي الخصر في العالم الحقيقي يُحفِّز الذراع الإضافية على الجانب نفسه من الجسم على التحرّك، وكان الذين يستخدمون تلك الأذرع الآلية في الواقع الافتراضي قادرين على الشعور بتفاعل الأطراف مع الأشياء الافتراضية.

وتشير النتائج إلى أن المشاركين شعروا كأنهم قد اكتسبوا أطرافاً جديدة كاملة إضافية، ما يفتح أمامنا باباً نحو عالم من الإمكانات الافتراضية والواقعية.

(سيانتفيك أمريكان)

https://tinyurl.com/mrhzfk4d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"