عادي

«مراجعة التاريخ مقابل الغاز».. ماكرون يبحث عن طوق نجاة في الجزائر

15:30 مساء
قراءة دقيقتين

«الخليج»
تأتي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في توقيت حساس للغاية بالنسبة لبلاده والقارة الأوروبية بشكل عام، في ظل أزمة إمدادات الغاز الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية، ومساعي دول أوروبية لتوفير بدائل قبل حلول الشتاء.


وتتجه أنظار العديد من الدول الأوروبية إلى قلب الصحراء الجزائرية، حيث يوجد أحد أكبر احتياطات الغاز الخام في العالم والمقدر بنحو 2400 مليار متر مكعب، بحسب ما ذكره موقع «فرانس 24» الإخباري.
وتنتج الجزائر نحو 100 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وتصدر النصف منها إلى إيطاليا وإسبانيا عبر أنابيب شيّدت منذ عقود، كما تصدر الغاز المسال عبر البواخر إلى تركيا وأيضاً إلى فرنسا التي استوردت منها 3.6 مليار متر مكعب في 2019.
وفي ظل الحرب على أوكرانيا، والتوتر الشديد مع روسيا، والعقوبات المفروضة عليها، تهافت رؤساء دول أوروبية مؤخراً على الجزائر للحصول على مزيد من الغاز مثلما فعلت إيطاليا.
وتستطيع الجزائر مضاعفة الإنتاج، لكنها تحتاج لتطوير البنية التحتية بتكلفة مرتفعة جداً، وهنا يمكن لفرنسا المساهمة من خلال الاستثمار، وذلك مهمة صعبة يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون، من خلال زيارة الجزائر لإحياء العلاقات، وطي صفحة القطيعة.
وعلى الرغم من تأكيد الرئاسة الفرنسية أن الغاز الجزائري «ليس موضوع الزيارة»، وأنه «لن يتم الإعلان عن عقود كبرى أو مفاوضات مهمة»، فإن الجزائر باتت مُحاوراً مرغوباً فيه للغاية من جانب الأوروبيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي، وهي من بين أكبر 10 منتجين للغاز في العالم.
وقال ماكرون في تصريحات، الجمعة: «نحن لا نتنافس مع إيطاليا في الحصول على الغاز؛ بل نسعى إلى التكامل والتعاون، ويجب بذل جهود لتوفير مصادر طاقة متنوعة بديلة عن روسيا».
وشدد الرئيس الفرنسي على أن هناك كثيراً من التلاعب والمواقف المتطرفة التي تسعى إلى تعكير العلاقات الفرنسية الجزائرية، ونعمل على التقدم في مجال الصناعة مع الجزائر.
وأشار إلى أن البلدين سيفتحان كل الأرشيف أمام لجنة المؤرخين المشتركة، من أجل مراجعة الأحداث التاريخية.
وقال ماكرون إن البحث عن «الحقيقة» أهم من «الندم» بشأن المسائل المرتبطة باستعمار الجزائر التي تسبب خلافات متكررة بين البلدين.
وأضاف: «في ما يتعلق بمسألة الذاكرة والمسألة الفرنسية الجزائرية، كثيراً ما أسمع دعوات إلى الاختيار بين الفخر والندم. أنا أريد الحقيقة والاعتراف، لأنه بخلاف ذلك لن نمضي قدماً أبداً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2xkat6au

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"